حصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون، وهو من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل، تعرض لاتهامات وصلت إلى المحاكم. إنه ممدوح الليثي نقيب السينمائيين ورئيس مؤسسة السينما والرئيس الأسبق لقطاع الإنتاج في الإذاعة والتلفزيون، وهو من أبرز كتاب السيناريو في تاريخ السينما المصرية، ما زالت أفلامه «الكرنك»، «المذنبون»، «ميرامار»، «ثرثرة فوق النيل»، وغيرها من الأفلام التي نال عنها جوائز وشهادات تقدير، من أبرز الأفلام المصرية. معه اللقاء التالي. تاريخك حافل بالقضايا والمحاكم والاتهامات، أخبرنا عنه؟أؤمن بعدالة السماء، لذا أدافع عن قضيتي الى آخر عمري ولا أهزم أبداً طالما أنا محقّ، لذا أتصدى دوماً للظلم مهما كانت حدته.أين أنت كسيناريست؟ إنتاجاتي قليلة عموماً، خصوصاً أنني لا أستطيع مجاراة الساحة السينمائية تحديداً في ما يتعلق بالسيناريو المتداول الآن، لأن له مواصفات مغايرة تماماً لما يدور في داخلي. أعتز بمستواي سواء على صعيد الكتابة أو الإنتاج، فما أقبل بكتابته أقبل بإنتاجه أو قراءته، ومعظم أفلامي التي كتبتها كانت نتاج فترة سياسية واجتماعية خصبة، وطرحت من خلالها قضايا مهمة، ما يؤكد أنني لا أستطيع الكتابة أو الإنتاج على شاكلة فيلم «اللمبي» أو السائد راهناً. ماذا عن مصير فيلم «الرئيس والمشير»؟لقد عانيت كثيراً في هذا الفيلم، درست على مدى ثلاثة أعوام طبيعة وكيفية العلاقة بين عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، وحدود تلك العلاقة المدهشة التي جمعتهما، فقد شاركا في حرب فلسطين وقاما بالثورة معاً، كان عبد الناصر يثق في المشير ثقة مطلقة، فكانت النتيجة نكسة 67. مشكلة الفيلم أنه في الرقابة منذ أربعة أعوام، وهي تصر على موافقة الجيش والمخابرات المصرية التي اشترطت إجراء تعديلات على السيناريو وحذف دور صلاح نصر رئيس المخابرات العامة في عهد عبد الناصر، علما بأنه هو الذي عرف برلنتي عبد الحميد بالمشير، وأدى دوراً مهما في الأحداث، وما زالت القضية في ساحات المحاكم الى الآن، لكنني أثق في عدالة القضاء الذي سينتصر للإفراج عن الفيلم، خصوصاً أن علاقة الرئيس والمشير تستحق أكثر من عمل سينمائي.لكن صلاح نجل المشير عبد الحكيم عامر اتهم السيناريو بأنه ملفق ومليء بالأكاذيب، ما تعليقك؟لم يقرأ صلاح السيناريو أصلاً، لذا أرفض ذلك الكلام تماماً واعترض على تدخل الأسر في كتابة السيناريو، ومثلما لم أسمح لأسرة عبد الناصر أو سعاد حسني بالإطلاع على النصوص في السيناريوهات التي تعرضت لحياتهم، أرفض أن يتدخل أحد في سير الشخصيات لأنها ليست ملكاً لذويهم فحسب بل للجمهور ايضاً.هل الرقابة تعرقل مسيرة الإبداع؟من الظلم أن نتهم الرقابة، لكن المشكلة الرئيسة أن الجيش والمخابرات والشرطة كلها أجهزة سيادية ومن شأنها أن ترهب أية مؤسسة بما فيها الرقابة ذاتها، وللأمانة فإن الأخيرة لم تعترض على فيلم «الرئيس والمشير»، بل اشترطت موافقة تلك الجهات. ربما يتخوف البعض من تشويه الصورة، كما حدث في مسلسل «السندريلا»؟أعترف أن ثمة أجزاءً مهمة من سيناريو «السندريلا» لم تصوَّر، فجاءت الرؤية على ذلك النحو، ما أضرَّ بالمسلسل.كيف تفسر تراجع الإنتاج في جهاز السينما على رغم وعودك بزيادته؟لم أعد بإنتاج غزير بل بصناعة سينما جيدة وهو الوعد الذي وفيته، فالصناعة تشمل آلات العرض ومعدات التسجيل وغيرها من المونتاج أو الميكساج، بالإضافة الى تطوير الاستوديوهات والمعامل. أنشأت تلك الصناعة فعلاً، فبعدما كانت الأفلام تصنع في الخارج، أصبحت تنفَّذ في مصر مع قدوم المعدات الحديثة.أما الإنتاج فيتم وفقاً للميزانية والتي لا تسمح سوى بفيلمين أو ثلاثة على أقصى تقدير سنوياً، والآن تنتج ثلاثة أفلام منها «قبلات مسروقة»، يتناول الشباب وأزماته وهو إخراج خالد الحجر، «سرقات صيفية» إخراج كاملة أبو ذكرى، «المسطول والقنبلة» عن قصة الأديب نجيب محفوظ وإخراج محمد فاضل.لماذا تعثر سيناريو «مين عايز فلوس» للكاتب رؤوف توفيق صاحب فيلم «زوجة رجل مهم»؟لم يتعثر السيناريو وهو معروض الآن على الفنان نور الشريف.ماذا عن خطة تحويل جهاز السينما إلى شركة مساهمة؟تأتت الفكرة من صعوبة المشاركة برأس المال في صناعة السينما من قبل تلك البنوك، لكن مع وجود الشركة المساهمة أتوقع أن يزيد رأس المال بما يتيح لنا زيادة الإنتاج السينمائي.كيف كانت تجربتك كنقيب للسينمائيين؟إنها تجربة ثرية وناجحة بالمقاييس كافة، فقد أمّنت أعضاء النقابة على الصعد كافة، وصلت نسبة البطالة إلى 5%، حافظت على المهنة من الدخلاء، تسلمت النقابة وفي خزانتها 2 مليون جنيه فحسب، أصبحت اليوم 16مليوناً. كان الدخل الشهري 150جنيهاً وبلغ 400 جنيه اليوم، كانت نفقات العلاج تصل إلى ألف جنيه لكنها وصلت الآن إلى 30 ألف جنيه، بالإضافة الى حصولي على موافقة رئيس مجلس الوزراء على سفر أعضاء النقابة للعلاج في الخارج، فضلاً عن عشرات الخدمات التي تقدم للأعضاء من مصايف ورحلات الحج والعمرة، واستثناءات خاصة نجحت في توفيرها لأعضاء نقابة المهن السينمائية وما زلت أسعى الى تحقيق مزيد من الخدمات الضرورية، لاستقرار وسلامة النقابة وأعضائها.
توابل - سيما
السيناريست ممدوح الليثي: أنا لا أُهزم أبداً!
07-07-2008