من مسلّمات تربية الأطفال اليوم جعل الولد يرغب في النوم وحيداً في غرفته. يبدو الأمر شاقاً، خصوصاً أن الولد يتعلّق بوالديه ويرفض الابتعاد عنهما، ما يشكّل عائقاً سلبياً في مسيرة حياتهما ويحرمهما من الراحة بعد عناء النهار! ما هي الإرشادات والوسائل ليتمتع الجميع بنومٍ هنيء؟

Ad

في إحدى الحلقات الاجتماعية سألنا نساء عن الأساليب التي يعتمدنها مع صغارهن ليذهبوا إلى النوم بهدوء ومن دون مشقّة.

استهلت الحديث رنده البشعلاني وأجابت: «إبنتي في الثالثة، عندما يحين موعد نومها أقرأ لها قصة، ثم أقبّل يدها الصغيرة فتبادلني أيضاً القبلة وأنسحب من غرفتها مبتسمةً فتغلق جفنيها ببطءٍ وتنام».

اندهشت عبلة الموسوي من الأمر وعلّقت: «عمر ولدي سنتان وهو لا يزال ينام معنا في السرير عينه، وعندما نحاول أنا ووالده وضعه في سريره يبكي غير عابئ بأي أمر آخر. ننتظر بضع دقائق علّه يتوقف وإذا بصراخه يعلو ممتزجاً بالسعال، ولا يهدأ إلاّ بعد أن نضعه بيننا. حرمنا هذا الوضع الكثير من الخصوصية الزوجية، لكنني لا أعلم ما يجب فعله!».

أما أمال الحسيني فلم يعد لديها مشكلة لأن صغيرها وعمره أربع سنوات كان يتحجج دائماً بأنه جائع فيغادر غرفته طالباً الطعام. عند ذلك «بدأت أعطيه كوباً صغيراً من الحليب مضافاً إليه كمية صغيرة من الـ«سريال» أو كعكة صغيرة مع قطعة جبن قبل نومه، فيأكلها وينتفي سبب خروجه من غرفته».

لدى السيّدة دعد الخوري تجربة عانت منها كثيراً عندما كانت ابنتها في شهرها العاشر، إذ قررت مع زوجها أن يدعاها في غرفتها الخاصة، لكن هذا الأمر لم يفلح معهما ولم يستطيعا تحمّل بكائها، فقررا تركها معهما ثم أخذها إلى غرفتها بعد نومها. لا يمرّ وقت طويل حتى تستيقظ وتبدأ بالبكاء مجدداً. تقول دعد: «نغّص هذا الوضع حياتنا وكان زوجي يضطرّ إلى التأخر عن عمله في أكثر الأيام، عندها استشرنا إحدى الاختصاصيات ونفذنا تعليماتها فتبدّل الوضع وعادت حياتنا إلى طبيعتها».

النوم وحيداً

تعليم الصغير النوم وحيداً في غرفته قبل أن يكمل سنته الأولى يمكن أن يكون تحدّياً، لكن بإمكان كلّ طفل الاعتياد على ذلك الأمر ليصبح عادة يومية. تقول الطبيبة الاختصاصية في تربية الأطفال جوديت أوينز: «عليك اختيار الطريق الفضلى لحياتك وحياة طفلك من بين الطرق الثلاث التالية:

1. الاستراتيجية الصارمة: تضعين طفلك في السرير، تتمنين له ليلة هانئة وتنسحبين. لا تستمعي إلى أيّ اعتراض منه، وإذا غادر غرفته أعيديه إليها بكل هدوء وقولي له «أنت بحاجة الى البقاء في سريرك «. يفضّل بعض الخبراء وضع حاجز موقت أمام الباب كي يستحيل الخروج على الولد، وعلى رغم صعوبة هذه الطريقة إلا أنها تعطي نتيجة جيّدة وسريعة في معظم الأوقات.

2. المتدرّجة: تضعين صغيرك في سريره. تعدينه بأنك ستعودين بعد خمس دقائق لتتفقديه وتنفذين وعدك دائماً. ثم تطيلين المدّة تدريجاً، وفي النهاية سيملّ الانتظار وينام.

3. اللطيفة: تبقين في غرفة الصغير من دون النوم قربه أو محادثته. تضعين كرسياً قرب سريره، وفي كلّ مساء تبعدين الكرسي قليلاً الى أن تصبحي قرب الباب».

قواعد مساعدة

بالإضافة إلى الراحة الجسدية والعقلية التي يمنحها النوم للصغير، يجعله موعد نومه يومياً يعلم مسبقاً ما ينتظره فيكون لديه حسّ المراقبة على مجريات حياته. أما بالنسبة الى الصغار الذين لديهم مشكلة ما، فإن ابتكار روتين معين قبل ساعة من نومهم يساعدهم في تهدئة أعصابهم وإدخالهم في عملية النوم. قد يتضمن هذا الروتين القيام بالأعمال التالية:

- ترتيب الألعاب في أماكنها.

- أخذ حمام فاتر مع مساعدته في ارتداء قميص النوم وفرك أسنانه.

- وضع كوب ماء قرب السرير كي لا يطلبه لاحقاً.

- إنارة الغرفة بضوءٍ خافت.

- قراءة كتاب أو أكثر وأنت الى جانبه.

- حدّثيه بهدوء عما جرى معه خلال النهار في أقل من خمس دقائق.

- تمني ليلة سعيدة للألعاب التي ترافقه.

- غني معه بعض الأغنيات الخفيفة ثم قبّليه.

ساعات النوم

لا تختلف الدراسات عن بعضها كثيرا ً لمعرفة كم من الوقت يحتاج الصغار من النوم يومياً، بما فيه القيلولة، لكننا اعتمدنا الدراسة الأخيرة للأكاديمية الأميركية American Academy of Sleep Medicine الطبية للنوم:

- الأطفال حتى الشهر الحادي عشر: من ١٤ إلى ١٥ ساعة.

- من السنة حتى الثلاث سنوات: من ١٢ إلى ١٤ ساعة.

- من الثلاث سنوات حتى الخمس سنوات: من ١١ إلى ١٣ ساعة.

- من الخمس سنوات أي بدء المرحلة الابتدائية في الدراسة: من ١٠ إلى ١١ ساعة.

الامتناع عن مسببات القلق!

كي تساعدي طفلك في النوم بهدوء ومن دون اعتراض، انتبهي إلى التالي:

- منعه من مشاهدة التلفزيون قبل٣٠ دقيقة من نومه، وكذلك أعمال الفيديو واستعمال الكمبيوتر.

- تناول عشاء دسم مباشرة قبل النوم، أو عدم تناول العشاء، فالإثنان يسببّان القلق.

- عدم إطعامه أي مادة تحتوي الكافيين.

- التخفيف من الصخب والضّجة داخل المنزل.