أصرّت شركتا «يونيفرسل» و«مارفيل» أن يبدأThe Incredible Hulk بنسخته الجديدة وكأن فيلم المخرج أنغ لي Hulk الذي أُنتج عام 2003 لم يكن موجوداً في الأصل. الفيلم الجديد مبالغ فيه قليلاً اذ يتخطى القصة الأساسية مضيفًا اليها بعض التغييرات الجوهريّة. إنطلاقاً من هذه النقطة، يشعر المشاهد أن الفيلم محاولة تكملة لمسلسل السبعينيات الشهير الذي يحمل العنوان نفسه وكان من بطولة لو فيرينيو وبيل بيكسبيمن من خلال إدخال بعض الأمور من المسلسل، بخاصة ملابس البطل بروس بانر بالإضافة إلى بقائه وحيداً ومنعزلاً. في بعض الأحيان، نشعر وكأن الفيلم هو مجموعة من حلقات المسلسل المذكور مع جرعة ضخمة من المؤثرات البصرية والسمعية الخاصة. سيستمتع المعجبون بالسلسلة التلفزيونية الذين يتذكرون الممثل لو فيرينيو مدهوناً باللون الأخضر في هذا الفيلم. إنه واضح لكل محبي شخصية المسخ الأخضر «هالك»، وهم الأشخاص أنفسهم الذين خاب ظنهم عند مشاهدة فيلم أنغ لي عام 2003 الذي درس عمق الشخصية فحسب من دون التركيز على مشاهد التشويق التي اعتاد عليها محبو «هالك». في النسخة الجديدة، يؤدي ادوارد نورتون دور الطبيب بروس بانر، فننضم إليه في مخبئه ولا يستعجل الفيلم إخراجه من مكانه. هذا جيّد بما أن الفيلم يكون أفضل عندما نشاهد بانر بمفرده في الغابة. لكن في النهاية، يجبر على العودة إلى المنزل لسببين: الأول إيجاد العلاج المناسب للتخلّص من المسخ الأخضر الذي يسيطر عليه عندما يغضب، والثاني لقاء بيتي روس (ليف تايلر) المرأة التي يحبها. يلاحق بعدها بانر الجنرال المهووس ثاندربولت روس (ويليام هورت) والد بيتي البعيد عنها والرجل الذي وكّلته الدولة القبض على بانر ونسخ دائه لخلق نوع جديد من الجنود الخارقين.إذا كانت هناك مشكلة أساسية في The Incredible Hulk فهي في شخصية ثاندوربولت الموجود أمام الكاميرا أكثر من الشخصيات الأخرى، وفي معظم الوقت كلامه ليس مفهوماً! إنه متناقض دائماً. في لحظة ما يُظهر تجاهلاً تاماً للحياة البريئة وفي لحظة أخرى يناقض كل ما قاله ليحمي نفسه من التوقعات الفاشلة. يشعر المشاهد دوماً أن حس انتقام مجهول يقوده ولا يمكن تفسيره. من ناحية أخرى، لم يطلب الكثير من نورتون وتايلر، يمضي الممثل معظم الوقت ينظر بصمت ويأخذ نفساً عميقاً ليحبس المسخ الذي في داخله. أما ليف فتقدم أداء جيداً ومقنعاً في دور حبيبته على الرغم من أنها تبدو صامتة في معظم الفيلم. هناك عمق محدود يربط الشخصيتين، يريد بانر دائماً التحرّك وبيتي تجري وراءه، لا يوجد أكثر من ذلك فكلّما اجتمعا يحاول السيناريو أن يتخطى حدود المنطق فتهطل الأمطار حتى في الأيام المشمسة! تشويق أتت النهاية شبيهة بكل الأفلام التي تتعلق بالأبطال الخارقين، مثلاً مواجهة نيويورك سيتي حيث يجبر «هالك» على مواجهة الجميع، فنشاهد السيارات ترمى على الطرقات وتتحطم وتبدو المؤثرات الخاصة واضحة وهي ليست أفضل من تلك الموجودة في فيلم أنغ لي، لنصل الى المشهد الأخير المبالغ فيه ومدته حوالي 20 دقيقة لكنه ممتع للمشاهدة، أفسح المخرج لويس لوتيرييه في المجال للمشاهد أن يرى ما يجري تفصيلياً من أحداث بدون اللجوء الى اللقطات غير الواضحة كباقي الأفلام، حتى جعل المشاهد يشعر وكأنه منغمس في المشهد. بدلاً من جعلنا نتشوّق لمشاهد الإثارة والحركة، أصّر المخرج على جعل الفيلم كسلسلة واحدة من المعارك التي لا تنتهي. تبدأ الحركة منذ الثواني الأولى، أي مقدمة الفيلم التي تخبرنا بإيجاز كيفية تحوّل بروس بانر الى «هالك» حتى اللحظات الأخيرة، عندما يحضر الممثل روبرت داوني جونيور بدور طوني ستارك أي Iron Man للتكلّم مع بانر، ما يبشّر بلقاء هذين البطلين الخارقين على الشاشة الكبيرة في المستقبل القريب.سيحقق النجاح لأنه فيلم متقن لدرجة أن محبي شخصية «هالك» سيحبونه كثيراً.
توابل - Movies
The Incredible Hulk عودة موفّقة للبطل هالك
08-07-2008