يتميز معن الصانع بأنه حقق ثروته بصعوبة بالغة، ففي حين تدفقت الثروة على الآخرين من خلال وسائل عديدة، جنى الصانع ثروته من خلال خلق مجال أعمال يعتمد على العقارات والبناء وإقامة المدارس والمستشفيات، وأصبحت مجموعة «السعد»، التي يمتلكها الصانع، رابع أكبر شركة خاصة في السعودية بعدد إجمالي من الموظفين يصل إلى 13 ألف موظف.

Ad

حقق معن عبدالواحد الصانع، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات سعد ونائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية، المركز الثاني والستين في قائمة فوربس لأغنى اغنياء العالم لعام 2009 بثروة تقدر بـ 7 مليارات دولار أميركي، والمركز السادس من بين الأثرياء العرب لعام 2009.

وقالت «فوربس»: «باع المستثمر السعودي الصانع جزءا من حصته في المصرف العملاق البريطاني إتش إس بي سي، بعد صفقة وضعته في صدارة عناوين الصحف قبل عامين». وقد تراجعت أسهم المصرف 85 في المئة خلال العام الماضي، كما يشمل ملفه أسهماً في شركات التعدين والتكنولوجيا والعقارات.

وقد احتل الصانع، وهو من اصول كويتية، المركز السابع والتسعين في قائمة فوربس لأغنى اغنياء العالم لعام 2007 بثروة تقدر بـ7.5 مليارات دولار، وقد بدأ في تجميع حصته في البنك منذ منتصف فبراير، عندما تراجعت اسعار الاسهم بعد ان اعلن مصرف إتش إس بي سي عن اول تحذير بشأن الارباح في اعقاب تراجع سوق الرهونات العقارية في الولايات المتحدة الاميركية.

وقد قفز اسمه فجأة في قائمة فوربس لأثرياء العالم في عام 2006، إذ قدرت المجلة ثروته بأكثر من 7 مليارات دولار بالرغم من أنه رجل أعمال معروف على المستوى المحلي.

وعلى حسب الترتيب الذي أعدته «أرقام»، بناء على قائمة فوربس لأثرياء العالم، فإن معن الصانع احتل المرتبة الثالثة في قائمة الأثرياء السعوديين، متخطيا أسماء أكثر شهرة مثل الأخوين «سليمان الراجحي وصالح الراجحي» في تلك الفترة.

الحياة المتواضعة قبل الثروة وبعدها

ما يتميز به معن الصانع، المتزوج من سناء القصيبي، ابنة أحد اكبر المساهمين في مجموعة سامبا المالية، فضلا عن وكالة شركة بيبسي في السعودية، والذي أقدم على شراء حصة قيمتها 3.3 مليارات دولار في مصرف HSBC البريطاني العملاق، أنه حقق ثروته بصعوبة بالغة، ففي حين تدفقت الثروة على الآخرين من خلال وسائل عديدة، جنى الصانع ثروته من خلال خلق مجال أعمال يعتمد على العقارات والبناء وإقامة المدارس والمستشفيات، إذ أصبحت مجموعة «السعد»، التي يمتلكها الصانع، رابع أكبر شركة خاصة في السعودية بعدد إجمالي من الموظفين يصل إلى 13 ألف موظف.

وعلى الرغم من ثروته الضخمة، فإن الصانع يختلف كثيرا عن الأثرياء السعوديين مثل الأمير الوليد بن طلال وغيره من المليارديرات المعروفين، فقد وصفت صحيفة نيويورك تايمز الصانع بأنه رجل يتسم بالهدوء وبقدر كبير من الأدب، لكنه يحمي ثروته بشراسة، فمسكنه في مدينة الخبر مؤثث بشكل في غاية الذوق واللياقة، لكنه ليس المنزل الأكبر والأكثر تميزا في المدينة، فهو في الواقع مكان لحفظ مقتنيات الفن الإسلامي ولوحات الخيول العربية، أكثر منه صالة لعرض تلك المقتنيات واللوحات أمام الضيوف، واليخت الذي يملكه أصغر بكثير من اليخوت التي يمتلكها العديد من الأثرياء والراسية في مياه مدينة كان الفرنسية.

وحينما يسافر إلى بريطانيا فإن الغرض من زيارته ليس حضور مسابقات «أسكوت» للخيول أو مباريات ويمبلدون للتنس، بل للاطلاع على استثماراته أو لزيارة الجامعات البريطانية التي يساعد في تمويلها.

وبالرغم من أنه يمتلك شقة في وسط لندن، فإنه غالباً ما يمكث في الفنادق أثناء وجوده في العاصمة البريطانية، ولا يوجد الكثير مما يتميز به الصانع عن أي رجل أعمال عادي، فهو يحبذ لبس البدلات الطويلة وتناول وجباته في مطاعم لندن المتواضعة.

الإصلاح بالسعودة والتعليم والعمل

 

 

على الرغم من أنه من مواليد الكويت فإنه لا يتردد في الدعوة بقوة إلى الإصلاح داخل السعودية، وعن مواقفه بشأن الإصلاح، يقول الصانع: «علينا أن نقبل بأن التقدم لا يعني التضحية بالتقاليد والقيم»، كما يؤمن الصانع بقوة بمبدأ «السعودة»، أي منح الوظائف للمواطنين حتى وان انطوى ذلك على إجبار الشركات الغربية على تعليم المواطنين أصول الأعمال ومبادئها. ويقول الصانع إن على عملية «السعودة» أن تدرس مجددا دور المرأة في الأعمال وغيرها من الوظائف، وأن تدرك إمكانات المرأة داخل الاقتصاد، ويعتبر موقفه هذا أجلى انعكاس له من خلال تولي ابنته منصب العضو في مجلس إدارة مجموعة السعد، إلى جانب زوجته التي تمتلك 10 في المئة من أسهم المجموعة التي لا يمتلكها الصانع بشكل مباشر.

كما يبدي موقفا متحمسا حيال التعليم، حيث يقول إن على السعوديين أن يتعلموا مهارات مجدية، لكنه يضيف: «علينا أن نعلمهم جدوى العمل الشاق»، تقول «نيويورك تايمز»: إن العمل المضني لا يخيف الصانع على الإطلاق.

مجموعة السعد

قام الصانع بتأسيس مجموعة السعد للتجارة والمقاولات في غرب السعودية في أواسط الثمانينيات من أجل مد أنظمة المجاري ومياه الأمطار في مدينة جدة، بعد ذلك انتقل شرقا وقام بتوسيع شركة البناء التي أسست مجموعة سعد،

وتجاوزت ايرادات المجموعة، التي يعمل فيها 10 آلاف موظف في جميع انحاء العالم، الـ4 مليارات دولار، وركزت على مجال التطوير العقاري بفضل شراء قطع كبيرة من الأراضي بأسعار رخيصة، وأصبحت مجموعة السعد تمتلك الآن مجمعات تسوق، وساحات للعب الجولف، وأنشطة في مجال السفريات، بدأت بمساعدة قوة العمل الأجنبية داخل المجموعة لتتوسع الآن إلى مجال تنظيم رحلات في الصحراء ورحلات للحج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وتقوم المجموعة الآن ببناء 1500 فيلا وشقة فاخرة، إلى جانب مرافق للألعاب الرياضية ومطاعم للعمال الأجانب على مساحة تبلغ 30 ميلا مربعا في مجمع الواحة في مدينة الخبر السعودية.

غير أن الصانع لمس قبل ثلاث سنوات تحذيرا من آثار النزاع السياسي العربي على أعماله، عندما قتل إرهابيو تنظيم القاعدة 22 مقيماً في هذا المجمع المحمي بالأسيجة الحديدية.

وضمن الاصول التي تملكها مجموعة سعد، اكبر بنك في البحرين وسلسلة من المدارس في السعودية، كما انها مساهم اساسي في «النماء للكيماويات»، وهي واحدة من كبرى الشركات السعودية، وفي مجموعة سامبا المالية التي تأسست بعد البيع الالزامي لفروع «سيتي بنك» في السعودية في الثمانينيات، ولم يكن مفاجئا لمصرفيي الشرق الاوسط ان يتصدر معن الصانع العناوين باستثماره في «إتش إس بي سي» وإن كان حجم الصفقة اذهلهم.

ويظل الصانع بثروته البالغة 7.5 مليارات دولار هدفا ثمينا لمديري الصناديق الاستثمارية الذين يسعون الى منفذ الى ثروته الشخصية، والوصول الى محفظة اعماله المتنامية تحت مظلة مجموعة سعد، التي كانت تركز اعمالها تقليديا على البناء والرعاية الصحية والتعليم، ومن ثم توسعت في التمويل والطيران المنخفض الاسعار.

• الاسم الكامــل: معن الصانع

• الســــــن: 53 سنة

• الحالة العائليـة: متزوج

   وأب لـ5 أبناء

• البلــــــد: المملكة العربية السعودية

• المستوى العلمي: دبلوم

• المهنة السابقة: طيار

• مصدر الثـروة: تطوير شخصي

• النشــــاط: القطاع المصرفي والمقاولات

تصنيف فوربس 2008 - عالميا:

المرتبة 112

• تصنيف فوربس 2008 -عربيا:

المرتبة 09

نبذة مختصـرة:

• ثاني أكبر مساهم في بنك «اتش اس بي سي» البريطاني بحصة 3.1 في المئة.

• مؤسس ورئيس مجموعة سعد للتجارة والمقاولات.

إمبراطورية عالمية

تضم امبراطورية معن الصانع الاستثمارية أصولا في شركات تتوزع في ارجاء العالم ومنها:

• البنك السعودي الاستثماري

• سابك للصناعات

• السعودية للاتصالات

• بنك الصين

• سيتي غروب

• فورتريس انفستمنت

• بنك الصين الصناعي التجاري

• سيدني غاز

• الأورغواي للاستكشاف المعدني

• ثري آي

• بي دي آي للتعدين (ألماس وذهب) 5 في المئة

• بيركلي (بناء منازل) 29.1 في المئة

• بيوكير سوليوشينز (مستحضرات تنظيف)

• سيرافيجين (تكنولوجيا الالكترون)

• كلير سبيد تكنولوجي (أشباه الموصلات)

• ايتون فيلد (عقارات تجارية وسكنية) 29.9 في المئة

• إتش إس بي سي (مصرف)

• ايماجينيشنز تكنولوجيز (سلكون وبرامج كمبيوتر) 13.9 في المئة

• بروسورجيكس (رجال آليون للجراحة)

• بوتون باور سيستمز (وقود مهجن كهربائي) 4.8 في المئة

• رينيورون (علاج الخلايا الجذعية) 26.4 في المئة

• ريسوليوشين (تأمين على الحياة)

• سينديكيت أسيت مانجمينت (ادارة الأصول البديلة)

اتهامات بعمليات غسل أموال

بعد أسبوعين من إبرامه صفقة مالية ضخمة في لندن استحوذت بموجبها شركة سنغلاريس، التي يترأس مجلس إدارتها، على 3 في المئة من مجموعة HSBC المصرفية في صفقة بلغت قيمتها 25 مليار ريال (6.6 مليارات دولار)، انتشر نبأ اعتقال الصانع بتهمة غسل الأموال، واقتياد المباحث العامة له من أحد المجمعات السكنية التي يمتلكها شرق السعودية.

وكانت صحيفة الشرق القطرية قد نقلت عمن وصفته بمصدر مطلع أنه قال إنه تم إلقاء «القبض على معن الصانع في مدينة الخبر بتهمة تورطه في غسل أموال، إضافة إلى جمعه ثروة هائلة خلال مدة وجيزة لا تتعدى العقدين بعد مجيئه من الكويت، إبان حرب العراق مع إيران، إلى المملكة».

ونفى رجل الأعمال ما نشرته صحيفة الشرق القطرية، وقام برفع دعوى قضائية ضد الصحيفة أمام النائب العام في الدوحة. وقال رجال أعمال سعوديون إنه حضر اللقاء الأسبوعي «لقاء الثلاثاء» لغرفة تجارة وصناعة المنطقة الشرقية، وتبرع بمبلغ ثلاثة ملايين ريال سعودي، معتبرين ذلك «الرد الصارم حول اتهامه بغسل الأموال، خصوصاً أن الصانع من رجال الأعمال الذين نادراً ما يحضرون الاجتماعات الأسبوعية».

وأبدى الصانع خلال اللقاء استغرابه مما اشيع عنه، وغادر اللقاء بهدوء برفقة سائقه الخاص، بعد ان تلقى بعض الثناء من رجال الأعمال نظير تبرعه بمبلغ ثلاثة ملايين ريال سعودي لمركز تنمية المنشآت الصغيرة للسيدات، والذي يشرف عليه مركز سيدات الأعمال في غرفة تجارة وصناعة المنطقة الشرقية، كذلك وجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية خطاب شكر إلى الصانع على تبرعه.

اعتماد التنوع في الاستثمارات

دفع الملياردير السعودي، الذي يعتبر من اكثر رجال الاعمال الخليجيين قوة وحيوية بين جيله، أكثر من 3 مليارات جنيه استرليني لشراء حصة قوامها 3.11 في المئة في مصرف إتش إس بي سي، فعملية الاستحواذ على هذه الحصة جعلت الطيار السابق في القوات الجوية مهيمنا على اكثر من 360 مليون سهم في اكبر بنوك اوروبا من حيث القيمة السوقية.

ومع تجاوز عملية الاستحواذ على الاسهم في البنك حاجز الـ 3 في المئة، فإن ذلك يفرض الافصاح عن العملية في السوق، ويجعل من الصانع ثاني اكبر مساهم في «اتش اس بي سي» بعد باركليز. وقد تمت عملية الاستحواذ من خلال «سينغولاريس هولدينغز»، وهي شركة استثمارية مقرها جزر كايمان، مملوكة بالكامل لشركة اول تراست، ليملك الصانع ملكية غير مباشرة في «سينغولاريس» من خلال ملكيته في شركة اول تراست ومجموعة الصانع.

وأقدم على نقل مقر مجموعته الاستثمارية من البحرين إلى جنيف، بسبب حرب الخليج الأولى، ويؤكد المتخصصون أن محفظته الاستثمارية محمية بشكل جيد وتتمتع بالسيولة، إلى جانب أنها متنوعة وتتركز قبل كل شيء في أصول تتسم بدرجة عالية من النوعية، فهو يفضل تحقيق قدر أقل من الأرباح في كل يوم على تحقيق أرباح كبيرة في أصول متقلبة، لكنه يعتبر الخسائر «مطبات» هدفها تقليل السرعة، بدلاً من أن تكون عوائق تدعو إلى التوقف.

وقد ذكرت صحيفة أن الصانع على معرفة تامة بمصرف HSBC لأنه زبون له منذ فترة طويلة، فالمصرف كان موجوداً في السعودية قبل ولادة الصانع بعامين، إلى جانب أنه أكبر مساهم في البنك السعودي البريطاني، لكن الصانع يعرف أيضا وعن كثب المشهد المصرفي في السعودية من خلال امتلاكه أسهما في العديد من البنوك المحلية، من ضمنها بنك «سامبا» (البنك السعودي الأميركي)، حيث تولى منصب المدير فيه، في حين تولى شقيق زوجته منصب رئيس مجلس الإدارة.

من جهته، يعرف ستيفين جرين، رئيس مجلس إدارة مصرف HSBC الكثير عن الصانع بعد أن عاش فترة في السعودية قبل أن ينضم إلى المصرف، وكان جرين حاضرا إلى جانب الصانع على مأدبة العشاء التي أقامها عمدة لندن لتقديم الشكر إلى رجل الأعمال السعودي على مساهمته البالغة قيمتها 1.9 مليون جنيه إسترليني إلى جامعة سيتي التي قدمت له شهادة دكتوراه فخرية بعد أن أكملت ابنته، وهي الأكبر من بين خمسة أولاد، دراستها في مجال الأعمال بالجامعة.