تشير الإحصاءات الصادرة عن مستشفى الطب النفسي إلى تزايد أعداد مراجعي عيادة الطب النفسي، إذ بلغت خلال الشهر الفائت 4130 شخصاً من الكويتيين والمقيمين، رجالا ونساء، بينما بلغت نسبة من يراجعون عيادة الإدمان 452 مراجعاً، و67 مراجعاً لعيادة الاضطرابات ما بعد الصدمة لدى كبار السن، و41 مراجعاً لعيادة الاضطرابات ما بعد الصدمة لدى الأطفال.

Ad

بلغ عدد من راجعوا العيادات الخارجية في مستشفى الطب النفسي خلال الشهر الماضي 4690 مراجعاً ما بين كويتي ومقيم ورجل وامرأة، وتشير إحصاءات المستشفى عن هذا الشهر إلى تزايد نسبة النساء المترددات على العيادات الخارجية في قسم الطب النفسي سواء من الكويتيات أو غيرهن، حيث بلغ مجموع مراجعي الطب النفسي 86 بواقع 40 من الذكور و46 من الاناث من الكويتيين، و39 ذكراً من غير الكويتيين في مقابل 47 امرأة، وذلك من الحالات الجديدة، فأما مراجعو قسم الإدمان من الكويتيين فوصل عددهم إلى 13 مراجعا بواقع 13 رجلا، وأما عدد مراجعي القسم من المقيمين فقد بلغ في الشهر المنصرم 4 بواقع 3 رجال وامرأة واحدة.

في هذا السياق، قال رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى الطب النفسي د.عبدالله غلوم، إن 4690 شخصاً من الكويتيين والمقيمين راجعوا عيادات الطب النفسي خلال شهر فبراير المنصرم، لافتاً إلى أن هذا العدد اشتمل على حالات جديدة وأخرى مترددة على العيادات، مضيفا أنه يتضمن عيادات الطب النفسي والإدمان وعيادة اضطرابات ما بعد الصدمة من كبار السن والأطفال، لافتا إلى أن مراجعي عيادة الطب النفسي كان لهم نصيب الأسد، إذ بلغ عددهم خلال هذا الشهر 4130 مراجعاً، بينما بلغ عدد مراجعي عيادة الإدمان 452 مراجعا، ما بين كويتي ومقيم.

وأضاف أن نسبة النساء اللاتي تراجعن عيادات الإدمان أقل بكثير من الرجال، بينما تزيد نسبة مراجعات المستشفى بسبب معاناتهن من الاكتئاب.

نقص في الكادر الطبي

وطالب د.عبد الله غلوم، الذي يعد أول رئيس كويتي لقسم الطب النفسي، بتوفير كادر طبي للمستشفى، مضيفا أن المستشفى يحتاج إلى طاقة طبية بشكل كبير، لافتا إلى أن عدد الأطباء فيه بلغ 85 طبيبا، ونحتاج إلى 20 طبيبا لسد العجز الكبير الذي نعانيه، ولكي نقدم الخدمات الصحية النفسية بشكل جيد، مضيفا أن هؤلاء الأطباء يخدمون في عيادات نفسية أخرى مثل العيادات الموجودة في مستشفيات الجهراء والعدان والفروانية، ومركز حسين مكي جمعة للجراحات التخصصية، ومستشفى ابن سينا، ومركز أسعد الحمد للأمراض الجلدية، وأكاديمية سعد العبدالله، وعيادة نفسية في منطقة قرطبة، وعيادة موجودة في وزارة التربية، داعياً إلى ضرورة تعاون أهالي المرضى مع الفرق الطبية المعالجة بشكل أكبر، خصوصا المرضى الذين يقيمون في الأجنحة.

الدواء للجميع

وفي رده على سؤال لـ«الجريدة» حول شكوى بعض المراجعين من جنسيات عربية، من إعطائهم أدوية أقل فاعلية من تلك التي تُعطى للمرضى الكويتيين، قال د.عبدالله غلوم: «للأسف هذا واقع، بسبب قرار وزاري بأن تخصص أدوية للكويتيين فقط، وأتمنى بما أننا نقدم خدمات صحية إلى الإنسان، أيا كانت جنسيته، أن نوفر الدواء للجميع على قدر المساواة».

وقال إن هناك عشرات المراجعين من الجنسين سواء من الكويتيين أوالمقيمين، يراجعون يومياً العيادات الخارجية في المستشفى، الذي يضم 30 جناحا، ويستقبل مئات النزلاء ممن يقيمون داخل المستشفى لتلقي العلاج من أمراض نفسية مزمنة لا تستجيب للأدوية، أو التي تكون حالتهم مقاومة للعلاج، لافتا إلى أن هناك 30 في المئة من مرضى الاضطرابات النفسية تكون استجابتهم للعلاج الدوائي محدودة، مما يستدعي دخولهم تحت الملاحظة الطبية، وهؤلاء يظلون على درجة من عدم القدرة على القيام بواجباتهم المعيشية والاجتماعية والوظيفية، مما يتطلب وجودهم في ظل أجواء من الرعاية الطبية الدائمة، مشيراً إلى أن هذه النسبة موجودة في العالم كله وليست في الكويت فقط.

أكثر الأمراض انتشاراً

وعن أكثر الأمراض التي يستقبلها المستشفى، قال غلوم: «هناك العديد من الأمراض التي نستقبلها ومن بينها الانفصام المزمن، والاضطرابات الوجدانية، والهوس، والاكتئاب الشديد، بالإضافة إلى اضطرابات عضوية في المخ تسبب الاضطرابات النفسية مثل الصرع»، لافتاً إلى أن عدد النزلاء الذين يتلقون العلاج والرعاية الطبية النفسية في المستشفى يتراوح بين 150 إلى 200 مريض، ما بين نساء ورجال، مضيفا أن معظم الأمراض النفسية متساوية بين الجنسين، وان كانت المراجعات من النساء تعانين أكثر أمراض الاكتئاب، فإن مراجعي الادمان من الرجال أكثر من النساء.

وقال د.عبد الله غلوم إن معظم الحالات التي تراجع العيادات الخارجية في المستشفى تأتي بسبب معاناتها من اضطرابات نفسية، نسبة قليلة منها بسبب الظروف العائلية والأسرية وهي متساوية بين الرجال والنساء.

إدمان الأدوية

وعما إذا كانت الأدوية التي تُعطى للمرضى النفسيين تسبب الإدمان أو الاكتئاب، أكد غلوم أن هناك فكرة خاطئة في هذا الإطار، وهذا الكلام غير علمي وغير دقيق وهو اعتقاد خاطئ، فأدوية الطب النفسي حصل فيها نقلة نوعية وأصبحت أكثر فعالية وأماناً وتجاوزت الأدوية القديمة، ولكن ما يحصل هو أن الاستخدام الخاطئ للأدوية قد يؤدي إلى ذلك بالفعل، وهنا تكون العلة في الاستخدام وليست في الدواء بحد ذاته، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن أدوية المهدئات إذا أسيء استخدامها فقد تؤدي إلى الادمان، ولكن بشكل عام فإن نسبة أمان الدواء الذي يُعطى لمرضانا تفوق فاعليته الـ90 في المئة، مضيفا أن هناك مجموعات كبيرة من الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ومثبتات المزاج وأدوية الشيخوخة والأطفال آمنة بشكل كبير جداً.

1000 سرير

قال د.عبدالله غلوم إن مستشفى الطب النفسي من أكبر المستشفيات في الكويت، وتقدر طاقته السريرية بـ1000 سرير، وتصل نسبة الاشغال فيه إلى 800 سرير، ويضم 30 جناحاً من بينها أجنحة الطب النفسي العام، والادمان والطب النفسي الشرعي وجناح التأهيل وكبار السن والشيخوخة، كما نقدم الخدمة إلى بعض المرضى والمراجعين من خارج دولة الكويت.