يراعي المخرج الشاب منير الزعبي المحيط المحافظ الذي يعيش فيه ولا يتورّع عن طرح المواضيع الجريئة في الوقت نفسه في حال كانت تعالج القضايا الاجتماعية بعمق وتقترح الحلول لها، إنما بطريقة لا تخدش حياء المشاهد. في حديثه إلى «الجريدة» يتناول الزعبي أبرز المحطات في مسيرته في عالم الإخراج. متى كانت انطلاقتك؟في مسلسل «السندباد» سنة 1996، كنت حينها مساعداً للمخرج حسين المفيدي، من ثم توالت الأعمال وتدرّجت من مساعد مخرج إلى مخرج منفّذ ومن ثم إلى مخرج، وكانت تجربتي الأولى في هذا المجال في المسلسل المنوع «كاني وماني»، بعد ذلك قدّمت المسلسل الدرامي «البارونات» وفوازير «وراها وراها» التي منحتني الفرصة للتعمق أكثر في عالم الإخراج، ومنها إنتقلت الى أحدث أعمالي «رصاصة رحمة» و{المقرود».أخبرنا عن المسلسلين الجديدين.أنتهيت أخيراً من تصوير «رصاصة رحمة» للمنتج المنفّذ باسم عبد الأمير، بطولة عبد العزيز جاسم، مريم الصالح، إبراهيم الحربي، الهام الفضالة، طيف، لمياء طارق، مشعل الجاسم، ومن سوريا صفاء رقماني، سهيل حداد، لينا كرم. كذلك إنتهيت من تصوير «المقرود» من بطولة داوود حسين (المنتج المنفذ)، طيف، محمد الحملي، محمد رمضان، جميل الباشا، محمد المنيع، وغيرهم.ما الأعمال التي شاركت فيها كمخرج منفذ؟{اللقيطة، ياخوي، القدر المحتوم، الدنيا لحظة، دموع الرجال، نجمة الخليج، حكم الزمن}.لماذا خضت مجال الإخراج؟لأنني وجدت نفسي فيه أكثر من أي عمل آخر، من خلاله أترجم أفكاري التي تدور في عقلي منذ سنوات عشر وأظهرها في أعمال درامية ناجحة. كيف تتعامل مع النص الذي يعرض عليك قبل وضعه في خانة الإخراج؟أقرأ النص بتأني وروية وأدقّق في كل تفاصيله وأناقش المؤلف في الملاحظات التي أسجّلها بهدف إتمام عملية الإخراج بشكل متكامل وضمان نجاح العمل.ثمة مؤلفون يركّزون على الفضائح ويظهرون الجانب السيئ من المجتمع هل عملت مع أحد هؤلاء؟لا أحسب الأمور بهذه الطريقة، إذا كان النص الذي يعرض علي يطرح بعمق القضايا التي تطاول شريحة واسعة في المجتمع ويقترح الحلول لها بمنطق بعيد عن السطحية، فلا مانع من تقديمه إلى الجمهور.أما إذا كان جريئاً في معالجة قضية حساسة وقد يخدش حياء المشاهد، فأعتمد على الرمزية والطرح غير المباشر. لا ننسى أن مجتمعنا الخليجي ما زال محافظاً.لماذا يتحمّل الفنان وحده مسؤولية العمل حين يكون ضعيفاً أو خادشاً للحياء؟أخالفك الرأي في هذا الموضوع، بات المشاهد اليوم أكثر وعياً من السابق، يسأل عن اسم المخرج قبل أن يعرض العمل على الشاشة، أي أن المخرج أصبح نجماً على غرار الممثل. بالنسبة إلي أعتمد خطوات ثابتة كي لا أعرّض نفسي أو غيري من الممثلين للإحراج أو المساءلة.إلى أي مدى يؤدي إسم المؤلف أو الممثل دوراً في موافقتك على إخراج عمل ما؟إلى درجة كبيرة، ثمة مؤلفون لهم وزنهم على الساحة الفنية ويقدّمون أعمالاً ذات مستوى عالٍ وممثلون مبدعون يساهم حضورهم في إنجاح العمل، على سبيل المثال مسلسل «كاني وماني»، كان من بطولة المبدعين حسن البلام وعبد الناصر درويش، أما مسلسل «المقرود» الذي سيعرض قريباً فهو من بطولة النجم الكبير داوود حسين وأحد أبرز دعائم الكوميديا.كيف تستلهم المشاهد؟من خلال حالات الشخصيات الموجودة داخل النص، أتعامل مع كل حالة تواجهني حسب ما تتطلب من إضاءة وحركة الكاميرا.هل ترغب في خوض تجربة الإنتاج؟بالتأكيد، لكن أنتظر الوقت المناسب.هل للمخرج الحصة الكبرى في الأجر مقارنة بالفنانين؟لا طبعاً، تتفاوت الأجور بين الممثلين، أنا راض عن أجري كمخرج ولا يهمني ما يتقاضاه الآخرون.كيف تنسّق بين عملك وأسرتك؟أثناء انهماكي في إخراج عمل ما، أنفصل عن أسرتي بسبب ظروف التصوير وضيق الوقت، لكن بعد الإنتهاء منه أحاول أن أعوضها عن تقصيري تجاهها.هل تنزعج زوجتك من كثرة أعمالك؟كلا، لأنها تعلم أنني أعمل لتأمين حياة كريمة لأسرتي.ما الأعمال التي تفضلها؟المسلسلات الدرامية، فهي الأقرب الى نفسي بالإضافة إلى الأعمال التي تتسم بطابع رومانسي وأتمنى إخراج فيلم سينمائي.ما الأعمال العربية التي تمنيت إخراجها؟المسلسل السوري «عنترة»، المصري «ظل المحارب»، الخليجي «الورثة».هل حصلت على جوائز؟لا، فأنا في بداية الطريق، لكنني أتطلع الى الحصول على جوائز ومنافسة كبار المخرجين.من له الفضل عليك؟الله سبحانه تعالى أولاً، ثم المخرج حسين المفيدي الذي أخذ بيدي في بداية مشواري الفني وتعلمت منه الكثير، لا أنكر فضل باقي المخرجين الذين عملت معهم أمثال المرحوم عبد العزيز المنصور، المخرج الكبير غافل فاضل، المبدع محمد دحام.هل يتطلب الإخراج دراسة؟نعم، سواءً على مستوى التعليم الميداني المكثف أو التعليم الأكاديمي والممارسة التطبيقية على نصوص وكتب في المعاهد والجامعات.
توابل
المخرج منير الزعبي: تهمّني نجومية الفنان الكوميدي!
16-04-2009