استقرّ الفنان البحريني جمعان الرويعي في الكويت لإنجاز مجموعة من المسلسلات كمخرج وممثل، شارك في بطولة الفيلم البحريني القصير «مريمي» إلى جانب الفنانة البحرينية فاطمة عبد الرحيم ويخوض تجربته الإخراجية الأولى في دراما «بقايا سنين».

Ad

حدثنا عن عملك السينمائي الأخير.

مدته خمس وثلاثين دقيقة، وهو من تأليف الإماراتي محمد حسن وإخراج البحريني علي العلي وإنتاج مؤسسة عمران ميديا للإنتاج الفني، انطلقت هذه الشركة البحرينية أخيراً في إنتاج الأفلام الروائية القصيرة، وتطمح في المستقبل إلى إنتاج الأفلام السينمائية الطويلة.

يتمحور الفيلم حول قضية إنسانية إجتماعية تدور أحداثها في ستينيات القرن الماضي بطلتها إمرأة توفي زوجها، فاتجهت إلى الرقص في منازل الوجهاء وكبار القوم لتعيل نفسها، يغرم بها عثمان، صيّاد سمك، ولا يلتفت إلى الأخبار التي تحاك حول سوء سمعتها ويضحي بأهله وأصدقائه لأجلها، فيرتبط بالبحر وحبيبته مريمي وتتكلل العلاقة بالزواج، لتظهر المشاكل بعد حين.

ما دورك في الفيلم؟

أجسد شخصية «عثمان» وتجسد الفنانة فاطمة عبد الرحيم دور «مريمي».

هل بدأ عرضه؟

نعم، في مجمّع الدانة في البحرين باستضافة أحمد العليان ورعاية وزيرة الثقافة والإعلام والمهتمين بالسينما والصحافة الفنية.

ما أبرز المحطات الفنية التي حققتها في 2008؟

شاركت في المسلسل الكويتي «عيون الحب»، المسلسل العُماني «اليرام»، الفيلم البحريني القصير «مريمي»، جسدت في هذه الأعمال شخصيات لم أقدمها سابقاً.

هل يمكن أن ينتج عن الأفلام القصيرة المصورة بكاميرا الفيديو صناعة سينمائية في الخليج؟

نفتقر إلى صناعة سينمائية في منطقتنا، لأسباب كثيرة من بينها ضآلة الإمكانات والدعم المادي والطاقات البشرية في مجالات التصوير والإضاءة والصوت والإنتاج، كانت لي تجربة سابقة مع فيلم «حكاية بحرينية» الذي صُوِّر بكاميرا سينمائية 35 ملم واستعننا بخبرات خارجية، مدير التصوير من الهند، مهندس الصوت من الولايات المتحدة الأميركية، وظهر الفيلم بصورة سينمائية جيدة.

أما المحاولات السينمائية التي رأت النور في السنوات الأربع الماضية، فتُشجع الشباب على خوض هذا المجال والتعرف عليه وإجراء التجارب فيه، ليكتسبوا الخبرة في التعامل مع التقنيات السينمائية. في أميركا ثمة محاولات سينمائية عبر التصوير بكاميرا فيديو تحوّلت في ما بعد إلى شريط سينمائي، حصل الأمر نفسه معنا في فيلم «زائر» الذي صُوِّر على طريقة فيديو HD ثم حُوِّل في اليونان إلى شريط سينمائي.

هل تستقطب هذه التجارب الجمهور الخليجي؟

هنا لبّ المشكلة والمعادلة الصعبة، فالأفلام التي عُرضت، باستثناء البعض منها، عبارة عن سهرة تلفزيونية، من الصعب أن تجذب الجمهور الخليجي لأنه مثقف وواعي ومتابع جيد لأحدث الأفلام الأميركية ونجوم السينما العالميين، لذا نحتاج إلى الذكاء والحذر في التعامل مع هذا المتلقي وسط عمالقة الفن السابع. نطمح إلى تكوين جمهور خليجي لأعمالنا السينمائية.

لكن كيف تفسّر الإقبال على بعض الأفلام؟

بدافع الفضول، نحتاج إلى عشر سنوات تقريباً لتحقيق الإقبال الحقيقي. أتمنى أن يتابع الجمهور «مريمي» لأنني أتوقع أنه سيحبه على الرغم من أنه فيلم قصير وخاص بالمهرجانات.

لماذا يعمل المخرجون الشباب في هذا النوع من الأفلام؟

للمشاركة في المهرجانات السينمائية في الوطن العربي وأوروبا، إذ تشكل مساحة ملائمة للإحتكاك وتبادل الخبرات والتعرّف على صانعي السينما الحقيقيين، خصوصاً مهرجان دبي السينمائي ومهرجان الخليج السينمائي في دبي يستضيفان نجوماً ومخرجين ونقاداً.

تزخر منطقة الخليج بالمتخرجين الشباب في القطاعات السينمائية المختلفة، فما هي المظلة التي ستجمعهم؟

تكمن المشكلة في أن مظلتهم ضائعة ولا يتوافر مكان يستظلون فيه، لدينا كمّ كبير من المتخرجين يفتقرون إلى الجهة التي تدعمهم وتموّلهم لإظهار تجاربهم وأفكارهم إلى النور، ينطبق هذا الأمر على البحرين والكويت والإمارات والسعودية مع أننا أغنياء كدول.

هل ثمة شركات إنتاج بدأت تشق طريقها في البحرين؟

«عمران ميديا» من الشركات القلائل التي تدعم الشباب، أسسها عمران الموسوي من ماله الخاص وجلب المعدات وفتح المجال أمام الشباب ووضع الموازنات لأعمالهم، نتمنى أن تتطوّر هذه التجربة وتحقق خطوات أكبر ويلتفّ ممولون آخرون حول هذا الفن الراقي عن طريق إنشاء المؤسسات لاحتضان إبداعات الشباب.

هناك زخم درامي خليجي اقترب في الكمّ من الدراما السورية، فما إيجابياته وسلبياته؟

من الإيجابيات أنه يتيح المجال لممثلين وفنيين ومؤلفين ومخرجين لضمان استمراريتهم على مدار السنة وليس في شهر رمضان فحسب. ننتج في البحرين مسلسلاً أو اثنين ويتوقف العمل بقية أشهر السنة بينما تسير عجلة الإنتاج في الكويت على مدار العام، فيتسنى للجميع العمل.

أما السلبيات فتكمن في التعاطي أحياناً مع هذه الأعمال عبر منطق الربح والخسارة، لست ضده إنما يجب أن تتوافر الجودة واحترام ذائقة المشاهد، للأسف لا تلبث بعض الأعمال أن تدخل طي النسيان فور الإنتهاء من عرضها.

تتشابه المسلسلات الخليجية في معظمها وربما يغلب عليها اتباع الموجة السائدة، لماذا؟

إنها مشكلة التقليد، لأن فلان نجح في نوعية معينة من الدراما ينتج الآخر مثله، أصبح هذا الأمر شائعاً في الخليج كله تقريباً، باستثناء بعض الأفكار وقلة من المخرجين، على غرار محمد دحام الشمري، لا ينظر إلى نتاج الآخرين، بل يبحث بقناعة وإيمان عن الفكرة التي تستحق أن تنتج.

ما جديدك؟

أستعدّ حالياً لخوض تجربتي الإخراجية الأولى في مسلسل جديد بعنوان مؤقت «بقايا سنين»، من تأليف سلوى الجوهر (كاتبة جديدة)، وسأخرج الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي «عائلتي»، كذلك سأشارك في عمل تراثي بعنوان «منيرة» يعرض في شهر رمضان المقبل من إخراج محمد دحام وتأليف هيثم بودي، وفي مسلسل «الصفقة»، لا يزال في طور الكتابة ويخرجه دحام أيضاً.