اتفاق دوحة بين الخرطوم و العدل والمساواة

وقَّعت الحكومة السودانية وحركة «العدل والمساواة» في الدوحة أمس اتفاق «حسن نوايا وبناء ثقة» يمهِّد لتسوية أزمة إقليم دارفور، بينما رأت واشنطن على لسان سفيرتها في الأمم المتحدة أنه لا تأثير لهذا الاتفاق على وضع الرئيس عمر البشير إزاء المحكمة الجنائية الدولية.

وجاء توقيع الاتفاق بعد محادثات استمرت أكثر من أسبوع بين الطرفين في العاصمة القطرية بإشراف ممثلين عن الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. ووقّع الاتفاق عن حكومة الوحدة الوطنية السودانية وزير الدولة للثقافة أمين حسن عمر، وعن «العدل والمساواة» المستشار الاقتصادي لرئيس الحركة جبريل إبراهيم.

كما وقّع الاتفاق وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد آل محمود، والوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي جبريل باسولي.

وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع باسولي، وطرفي النزاع في دارفور، عقب التوقيع، أن محادثات الجولة الأولى في الدوحة «اتسمت بالجدية، إذ أبدى طرفا النزاع عزيمة وتصميماً نحو التوصل لبداية عملية السلام».

وعبَّر بن جاسم عن أمله في أن «يقود هذا الاتفاق إلى الدخول فورا في المرحلة الثانية من المحادثات خصوصا أنه تم تحديد إطار للبدء سريعاً في هذا العمل ليكون نقطة تحوّل مهمة للصراع في السودان ودارفور»، لافتا إلى أن «الاتفاق مفتوح لباقي الفصائل في دارفور»، ومشددا على «وجود نوايا طيبة لاستكمال تحقيق السلام قريبا في الإقليم».

ويرى محللون أن الاتفاق بين الحكومة السودانية وأكبر حركة متمردة في إقليم دارفور حول مفاوضات سلام مستقبلية، يعتبر تقدماً لكنه «قد لا يؤدي إلى شيء ملموس على أرض الواقع لأنه تجاهل قيادات رئيسية للتمرد ويبقى مرتبطاً بمصير الرئيس السوداني عمر البشير».

وقال المفكر السوداني عبدالله آدم خاطر: «لا أرى أي أمل في السلام من دون زعيم أحد فصائل جيش تحرير السودان عبدالواحد نور وفصائل أخرى عديدة»، موضحاً أن «عدداً كبيراً من سكان دارفور يأملون مشاركة نور، الزعيم التاريخي للتمرد، في أي مؤتمر سلام يُعقَد في المستقبل».

وقال مراقب غربي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «حزب المؤتمر الوطني (بزعامة البشير) يريد اتفاقاً بأي طريقة لكي يبرهن أن قضية دارفور تتحرك، وذلك بسبب الخشية من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة بحق البشير، في حين أن متمردي «العدل والمساواة» لا يبدون في عجلة من أمرهم».

(الدوحة، الخرطوم - كونا، أ ف ب)