علمت «الجريدة» من مصادر فرنسية واسعة الاطلاع، أن العرض الذي تقدَّم به رسمياً الرئيس نيكولا ساركوزي لقيام فرقاطة فرنسية بمراقبة تهريب الاسلحة الى قطاع غزة، يدخل في إطار تسريع اقناع الحكومة الاسرائيلية بضرورة تليين مواقفها من جهة، وإطلاق اشارة قوية إلى ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما، للتدليل على النشاط المتعدد الاتجاهات الذي يقوم به ساركوزي من جهة أخرى.

Ad

وأشارت هذه المصادر إلى أن هذه «النقلة السريعة» جاءت في اعقاب الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ليل الاربعاء، وأظهر حجم الهوة بينهما، رغم حرص العواصم الاوروبية على «تفهُّم» مواقف تل ابيب أثناء الحرب على قطاع غزة.

وعُلم أن ليفني أبدت تشدداً كبيراً في مواقفها من طروحات وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، خصوصاً لجهة اعتراضاتهم القوية على قصف المدنيين الفلسطينيين والمدارس التابعة لـ«الأونروا» في قطاع غزة، إضافة إلى منع إسرائيل الدبلوماسيين الأوروبيين من الدخول الى القطاع.

ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اليوم في بروكسل لقاءات مع وزراء خارجية فلسطين ومصر والاردن وتركيا، لبحث الإجراءات الامنية والسياسية لتثبيت وقف اطلاق النار.

وكان الرئيس ساركوزي طلب ليل أمس الأول من وزيري الخارجية والدفاع برنار كوشنير وهيرفيه موران «القيام بأعمال فورية لمحاربة تهريب الاسلحة إلى غزة» حيث حدد ثلاثة اتجاهات هي: «إرسال فرقاطة تحمل طائرات هليكوبتر فوراً لمراقبة المياه الدولية قبالة غزة بالتعاون مع مصر وإسرائيل، والبدء بالتنسيق الوثيق من دون ابطاء مع الولايات المتحدة والشركاء الاوروبيين لاقتراح أعمال ونشاطات اضافية لمحاربة تهريب الاسلحة بحرا وبرا، وهذه الأعمال يجب أن تترافق مع فتح كامل ودائم لكل المعابر في غزة».

وأبدى ساركوزي «استعداد فرنسا للمشاركة في مراقبة معبر رفح بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي، فضلا عن سحب هذه التجربة على كل المعابر بين اسرائيل وقطاع غزة».

ووصف ساركوزي هذه الاجراءات بـ«المتوازنة» لأنها «تساهم في ضمان أمن اسرائيل وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني» لافتا إلى أنها «تندرج في اطار الاستئناف الضروري والعاجل لمسيرة السلام عبر اقامة مؤتمر سياسي وأن عام 2009 يجب أن يشهد التوقيع على اتفاق سلام».

يذكر ان مسيرة حاشدة نظَّمها بعد ظهر أمس في باريس العديد من المنظمات والجمعيات المؤيدة للفلسطينيين، وكذلك أحزاب الخضر والشيوعي واليسار المتطرف، فضلاً عن هيئات حقوق الإنسان للتنديد بسياسة ساركوزي «المتواطئة مع إسرائيل» واتجهت المظاهرة من دانفير روشرو إلى قصر الإيليزيه.