لم يحالف الحظ المشتركة المغربية خولة بن عمران في الحفلة الثامنة من «ستار أكاديمي6» فغادرت البرنامج من دون أن تترك أي أثر يذكر، لأنها تفتقر إلى الحيوية وإلى هوية فنية محددة، إضافة إلى كسلها الواضح في صفوفها وعدم إلتزامها بملاحظات الأساتذة إذ كانت تقابلها بالبكاء والنحيب. كالعادة كانت الدموع سيّدة الموقف بعد إعلان النتائج خصوصاً أن خولة لم تواجه أي مشاكل مع الطلاب وجمعتها بهم علاقة ودّ واحترام.

حسنا فعل الطلاب بإعطاء القسم الأكبر من أصواتهم إلى المشترك التونسي زاهر زرقاطي لأنه يتفوّق على خولة سواء من ناحية الموهبة أو الصوت، على الرغم من أنه يجد صعوبة كبيرة في الغناء بالعربية ما قد يعرقل استمراريته في البرنامج خلال الأسابيع المقبلة.

Ad

أعطى الجمهور النسبة الأكبر من تصويته إلى المشترك الأردني ناصر أبو لافي الذي ما إن شاهد النتيجة حتى بدأ استعراضاته البهلوانية واصطناع حركات في وجهه وتوزيع القبلات يميناً وشمالاً وغيرها من التصرفات البعيدة كل البعد عن العفوية والتي يلجأ إليها في كل مرّة يعتلي خشبة المسرح.

التقرير الصدمة

تجلّت الصدمة الحقيقية في التقرير الذي عرض حول كيفية تلقّي «النوميني» خبر تسميتهم بالإضافة إلى ردود فعلهم إزاء ملاحظات الأساتذة، إذ أظهر ناصر قلّة تهذيب واضحة حين وجّه كلامه إلى عضو لجنة التحكيم فؤاد فاضل بعصبية فائقة قائلاً له: «كيف تقول إنني لا أجيد غناء الراب، أصلاً أين كان الراب العربي قبلي...»، وذلك بعد انتقاد فاضل لأدائه في الإمتحان الأسبوعي معتبراً أن ما قدمه ناصر هو راب درجة رابعة وخامسة...

أثار التقرير استغراب الأساتذة واستهجانهم، وبدا أنهم كانوا يجهلون ردّة فعل ناصر، خصوصاً مدربة الصوت ماري محفوظ التي ظهرت الصدمة واضحة على ملامحها بعد مشاهدتها التقرير، أما فاضل فكان استياؤه واضحاً لـ{قلّة أدب» تلميذه الذي يثبت حفلة بعد أخرى أنه ليس أهلاً لأن يكون في برنامج للهواة، إذ يفتقر إلى الموهبة والكاريزما والروح الرياضية.

كنّا نتوقع من رئيسة الاكاديمية رولا سعد أن تعاقب ناصر على كلامه بمنعه من المشاركة في اللوحات الراقصة والغناء على المسرح على سبيل المثال، إلا أنها لم تكترث، على ما يبدو، بل كافأته بلوحة خاصة به مع زميلته المصرية لارا إضافة إلى اللوحة الهندية التي شارك فيها مع زملائه.

نستغرب تساهل سعد هذه السنة مع الطلاب، فبعد الصرامة التي تحلّت بها في السنوات الماضية وفرضت نوعاً من الرهبة على المشتركين إلى درجة أنهم كانوا يخشون القيام بأي تصرف غير مقبول خشية القصاص، نراها هذه السنة متساهلة ما يطرح علامات استفهام كثيرة. يذكر أن ناصر له سوابق في هذا المجال ومنها توجيه كلمات نابية إلى إحدى زميلاته بالإضافة إلى غضبه واستيائه في كل مرة لا يدخل فيها الـtop5 .

«خوليو» المتواضع

خطوة ذكيّة قامت بها إدارة البرنامج في استضافة الفنان الإسباني العالمي خوليو إيغليزياس الذي زار بيروت لإحياء حفلة فيها، إذ برهن عن تواضع كبير عندما وقف على المسرح مع الطلاب وألهب مشاعر الحضور بصوته المرهف الزاخر بالإحساس وبحضوره الجميل فامتلك المسرح وأثبت أنّه مهما مرّ الزمان سيبقى فنّه خالداً في القلوب.

حبذا لو يتعلّم فنانو العالم العربي التواضع من خوليو الذي كان يعانق الطلاب ويقبّلهم ويوجه تحياته إلى الناس بكل عفوية وتلقائية، قال في دردشة مع مقدمة البرنامج هيلدا خليفة: «الأهم عندي الدخول إلى قلوب الناس جميعاً، الكبار منهم والصغار، الإناث والذكور...» كذلك أحدث حضور الفنان اللبناني طوني حنا وقعاً مميزاً وتفاعل الجمهور مع أغنياته الحماسية والفلكلورية.

كان لافتاً حضور المشتركين السابقين اللبناني ناظم عزّ الدين والتونسية إيناس الأسود. عبّر ناظم في دردشة مع «الجريدة» في الكواليس عن سعادته بالتجربة الجميلة التي خاضها في «ستار أكاديمي» والتي عززت ثقته بنفسه وأكسبته صداقات متينة مع الطلاب لا سيما عبد العزيز عبد الحميد ولارا اسكندر ومحمد سراج... قال: «الاهم عندي أنني حافظت على طبيعتي طوال فترة وجودي في الأكاديمية ولم أصطنع تصرفاتي أو أنمّق كلماتي». وعما إذا كان يتوقّع خروجه بهذه السرعة أوضح: «طلبت من أصدقائي ألا يمنحوني أصواتهم لأنني أردت المغادرة، كان هدفي الشهرة والحمد لله اكتسبتها لأن البرنامج له نسبة مشاهدة عالية في العالم العربي». رداً على سؤال حول الطالب الذي يتوقّع له الفوز هذه السنة أجاب: «أعتقد أن المشترك الكويتي ابراهيم الدشتي سيحصد اللقب.»

تناقض

عادت المشتركة المصرية لارا لتدخل قائمة أفضل خمسة طلاب بعدما حرمت منها الأسبوع الماضي، وورد في التقرير الخاص بها أنها رقم صعب في «ستار اكاديمي6»، هل كان القصد من هذا الكلام التلميح إلى أنها مستمرة إلى النهائيات؟ أي تناقض هذا وكيف يعقل أن تستمرّ طالبة لا تتقن الغناء بالعربية في برنامج مخصص لهواة عرب؟

مبروك للمشتركة التونسية بسمة بوسيل لاحتلالها المرتبة الأولى هذا الأسبوع، فهي تستحقها عن جدارة نظراً إلى صوتها الجميل وشخصيتها المحببة وقدرتها على الغناء بلغات عدّة من بينها العربية والفرنسية والإنكليزية.

نشير إلى أن المشترك اللبناني ميشال رميح غادر البرنامج الأسبوع الماضي بعد انتهاء الحفلة احتجاجاً على التهميش الذي يتعرّض له وعلى عدم نيله حقّه الطبيعي فيه لا سيما أنه لم يدخل الـ top5ولو لمرّة واحدة على الأقلّ.

لا نبرر موقف رميح إلا أننا، من خلال متابعتنا له على مدار الأسابيع السبعة الفائتة، لاحظنا أنه موهوب ويجتهد في تحسين أدائه، من المؤكّد أنه كان يستحقّ دخول قائمة أفضل خمسة طلاب الأسبوع الماضي بدلاً من ناصر أبو لافي.

على الهامش

• كعادتها حاولت المشتركة اللبنانية تانيا نمر اصطناع الدلال إلا أن غنجها هذه المرة حوّل حرف الصاد إلى سين فكررت أكثر من مرة أثناء أدائها أغنية «كيف بداويك» للفنانة نجوى كرم جملة «لا الطب العربي تعلمتو ولا الطب السيني» بدلا من «الصيني».

• واجه المشترك اللبناني ناظم عزّ الدين مشاكل مع عناصر أمن البرنامج لدى محاولته الدخول الى الكواليس مع زميلته إيناس وشقيق المشترك عبد العزيز.