كشف المدرب المعتمد من اتحاد المدربين الخليجيين طلال المغربي أن الحضارة العربية الإسلامية ضربت مثلاً رائعاً في الاستفادة من الوقت، كما بينت نظيرته حصة الحشاش أن المهم أن يعرف الإنسان كيفية الوصول إلى ما يريد.

أقامت رابطة طلبة جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا ندوة علمية الخميس الماضي بمسرح الجامعة انقسمت إلى قسمين الأول بعنوان «إدارة الوقت» والآخر تحت مسمى «خطوات في التخطيط» وحاضر فيهما المدربان المعتمدان من اتحاد المدربين الخليجيين طلال المغربي و حصة الحشاش.

Ad

وأكد المغربي أن الجميع متفق على أهمية الوقت، وأن كل ثقافة وحضارة تنظر وتترجم الوقت بمفهموم معين، فمثلا الأميركيون يعتبرون الوقت من ذهب والماضي ينظرون إليه على أنه من طي النسيان والحاضر هو ما نعيشه، وانتقالا إلى الإنكليز فإنهم يرون أن إدارة الوقت تعني التركيز على الكفاءة وانجاز المهام واحدة تلو الأخرى ضمن إطار وقتي معين، لافتا إلى أن الحضارة العربية الإسلامية ضربت أروع الأمثلة في التعامل مع الوقت وذلك يتضح من فروض الاسلام الخمسة وهذا ما يدل على أن حضارتنا تهتم بالوقت وتدرك خطورته، والحضارة اليابانية قدمت الوقت بأسلوب راق ورائع فاعتبروا الوقت دورة تشرق فيها الشمس وتغيب والماضي بالنسبة لهم بأهمية الحاضر ليتعلموا منه وعندما يتعلق الأمر عندهم باتخاذ القرارات فهناك بدايات ونهايات يتعلم الانسان من خلالها، ونصح الطلبة بأخذ أحد المفاهيم والاعتماد عليها كقاعدة أساسية لإدارة الوقت.

وأشار إلى وجود قواعد ذهبية أساسية لإدارة الوقت، «فلو أراد الإنسان أن يدير وقته بشكل أفضل يجب أن يبدأ أولا بإدارة نفسه ويجب أن يكون هناك جانب استمتاع في ما يفعله، ولإدارة الوقت بالشكل الأنسب يجب أن يحب الشخص ما يفعله»، وضرب المثل بـ«قاعدة 80/20 التي تقول إن 80% من الوقت المتاح يساوي 20% من النتائج والعكس صحيح ويجب أن يتم التركيز على المهام التي تستغرق 20% من الوقت المتاح في الحصول على 80% من النتائج»، لافتا إلى أن من أهم الأشياء التي تستغرق الكثير من الوقت القراءة، ولو تم التعلم على كيفية القراءة بطريقة أسرع لتم حفظ الوقت»، مستطردا «القراءة بفاعلية لها عدة قواعد مهمة أولاها تفحص المادة التي سيتم قراءتها وأهمية وضع هدف معين للقراءة ليتولد الحماس لدى القارئ فيجهز عقله للقراءة»، مبينا أنه «يجب أن يفرق الشخص بين ما يجب أن يقرأه وما يحب أن يقرأه، فما يحب الشحص أن يقرأه يقتضي منه وقتا أقل».

وأضاف المغربي أنه «لو كان الانسان يستغرق طويلا في القراءة ويجاهد لفهم الكلمات فيجب أن يطور مهاراته في القراءة ويتبع أساليب القراءة السريعة التي حددها بأسلوب الاظهار الذي يقتضي استخدام بطاقة أو ورقة لاظهار السطور واحدا تلو الآخر مما يساعد على عدم التشتت أثناء القراءة بالاضافة إلى عدم الرجوع إلى ما تم قراءته سلفا»، مؤكدا أن «أساليب القراءة السريعة لا تحسن السرعة في القراءة بشكل مذهل فحسب بل توفر الكثير من الوقت».

ووجه أحد الطلاب سؤالا عن كيفية الاستمتاع بالوقت، فأجاب المغربي «يجب أن يحب ما يقوم به حتى يقوم بما يحبه، وبأن يعطي الحب من عنده فعندما تتكون علاقة الحب مع الحياة الأكاديمية سيلاحظ أنه أحب ما يفعله ولا يرغب في التوقف».

وبدورها أكدت حصة الحشاش أن «المهم ليس معرفة المراد إنما معرفة كيفية الوصول إليه ووجوب تطبيق كل ما يُقرأ ويسمع في الندوات، موضحة أن «كل انسان باستطاعته النجاح مهما كانت الظروف ولكن بدايةً ينبغي أن يكون على أتم الاستعداد لذلك وأن تكون لديه الرغبة فعلا في النجاح والتغيير إلى الأفضل، ولو شعر بأنه يقول لنفسه أشياء سلبية فيجب أن ينتبه فورا ويأمر عقله الباطن بإلغاء ذلك»، لافتة إلى أن «من يعرف كيف يتعامل مع عقله الباطني فسيعرف كيف يتعامل مع نفسه ومن المهم أن يبدأ الانسان يومه بتوقعات إيجابية ويحذر من الرسائل والاشارات السلبية التي يتلقاها العقل الباطن من المحيطين».

وتابعت الحشاش «إن الهدف الأساسي من هذه الندوة هو تدريب المشاركين على وضع خطة لإدارة يومهم بأنفسهم وبأن يتمكنوا في نهاية الدورة من معرفة خطوات التخطيط اليومي الناجح وكيفية اعداد خطة ناجحة ليومهم».