يصيب داء الصدفية الرجال والنساء على حد سواء وهو منتشر بنسبة 3 % من الناس حول العالم. وعلى رغم أنه حميد، إلا أنه مزمن ويتطوّر من خلال الطفح.

لعلاج الصدفية لا بد من التخلّص من الإصابة الجلديّة، بالإضافة إلى الاستعانة بالعلاج النفسي.

Ad

ما زالت طريقة تشكّل الصدفية غير واضحة، لكن المعروف أن هذا الداء يظهر من خلال بقع حمراء ذات جوانب محددة جيداً وبارزة. فيصبح سطح الجلد أحمر وتغطيه قشور (أو بقايا من البشرة) ملتصقة، جافة، وبيضاء.

تشخيصه

يظهر هذا الداء عموماً لدى البالغين ما بين 20 و25 عاماً. تنتشر البقع الحمراء على مستوى فروة الرأس، المرفقين، الركبتين، أسفل الظهر، الكاحل، على أظافر اليدين والقدمين، الصدر، البطن، ظهر الذراعين والساقين، راحتي اليدين وأخمص القدمين... إليكم بعض التفاصيل:

فروة الرأس: انتشار البقع الحمراء على فروة الرأس يشير عادة إلى بداية المرض. واللافت أن هذه الأشكال تُشخّص غالباً بطريقة خاطئة كمناطق قشريّة عاديّة.

ثنيات: في حال الإصابة بهذا الداء تظهر عند الثنيات الأربية (مستوى ثنية الأربية، أصل الفخذ)، شق المؤخرة، الابطين، ما بين الأصابع والسرة (محيط وسط البطن) طبقات حماموية (لونها أحمر غامق) محددة جيداً.

من الضروري جداً التوصّل إلى تشخيص مبكر للجروح والبقع من خلال فركها بواسطة مكشطة فتزول القشور السطحية وتظهر قشرة أخرى يمكن نزعها، لتكشف عن منطقة ملساء لونها أحمر داكن وكأن الدم سيخرج منها. في هذه الحال لا بد من استشارة الطبيب فوراً.

أشكال مميزة:

• في منطقة الوجه: تظهر الصدفية إلى حد كبير في منطقة وسط الوجه (أطراف الأنف، الجبين، الخدين)، لكنها لا تكون محددة جيداً. وتتحسن حالة المصاب غالباً عند التعرض لأشعة الشمس.

• على الأظافر: عند إصابة الأظافر بالصدفية تفقد ميزتها الملساء، لتتخللها مناطق منخفضة أشبه بالحفر.

• على الراحتين وأخمص القدمين: قد تتخذ الصدفية في هذه الحالة وجوهاً متنوّعة. لكن عموماً، تتحوّل البشرة لتصبح كثيفة لأن الطبقة القرنية في الجلد تكون سميكة جداً، ما يشكّل صعوبة بالنسبة إلى اختصاصي الجلد في تمييز الصدفية عن الأكزيما التقرنية (قشور بيضاء كثيفة مع تشقق في الجلد، تصيب اليدين والقدمين خصوصاً).

• على الأعضاء التناسلية: تشكل الصدفية في هذه الحالة بقعاً وردية اللون ملساء جداً، ذات محيط محدد جداً.

تطوره

يبقى بعض أنواع داء الصدفية على ما هو عليه وينحصر بالموقع نفسه حتى خلال الطفرات المختلفة، فيما تمتد أنواع متنوّعة إلى مناطق أخرى من الجسم، أو تتراجع. لكن عموماً يبقى مرض الصدفية بأنواعه كافة داء مزمناً يتطلّب علاجاً معقداً.

أسبابه

ثمة استعداد جيني مسبق للإصابة بداء الصدفية، لكن العوامل الخارجية هي المسبب الأول لهذا الداء وأبرزها:

- اعتداء جسدي أو نفسي.

- أدوية تحتوي على مركب الليثيوم Lithium، المشتقات الايودية، مثبطات بيتا وغيرها.

- التوقف أو التراجع المفاجئ عن علاج بالكورتيكوييد.

- من أبرز العوامل أيضاً: الضغط النفسي، صدمة عاطفية نفسية، أمراض الأنف والحنجرة والأذن (ORL)، الحمل، البلوغ، مرحلة انقطاع الطمث، فضلاً عن عوامل مناخية كالانعزال مثلاً، وانخفاض مستوى الكالسيوم في الجسم.

علاجه

تتوافر علاجات كثيرة لمكافحة طفرات الصدفية، لكنها تختلف باختلاف شكل الصدفية، امتدادها وخطورة الإصابة. إليكم نظرة سريعة إلى العلاجات:

• العلاج الموضعي

رطّبوا أماكن الإصابة بالمنتجات الطبيّة التالية:

• كريمات مقشرة أو منظفة تحتوي في تركيبتها بشكل أساسي على الفيتامين A، فعلى رغم أنها تسبب حساسية البشرة، إلا أنها فاعلة جداً، وهذا ينطبق أيضاً على مركبات الريتينوييد بجرعات صغيرة.

• مراهم تحتوي في تركيبتها بشكل أساسي على قطران الفحم الحجري (Ichtyol). كذلك تعطي أنواع الشامبو وحمامات زيت «الكاد» (القطران) نتائج مذهلة.

• مركبات تشبه الفيتامين D. استخدموها على المنطقة المصابة لتنظيم انتشار القرنيات (تقرّن الجلد)، خصوصاً في حالة داء الصدفية الذي يصيب راحة اليدين وأخمص القدمين.

• كريمات تحتوي في تركيبتها على الكورتيزون. يصف الأطباء غالباً هذا النوع من الكريمات لمعالجة الصدفية لأنها علاج موضعي، فاعل وسريع.

• التعرض لأشعة الشمس: ينصح الأطباء أحياناً بالتعرض لأشعة الشمس، ويبدو أن لذلك فائدة كبيرة.

• مضادات الهيستامين: للتغلّب على الأوجاع التي تخلّفها الجروح ينصح الأطباء باستخدام عقاقير تحتوي على مضادات الهيستامين.

• العلاج الكيماوي بالضوء: في حال كان امتداد داء الصدفية كبيراً تظهر الحاجة إلى العلاج الكيماوي بالضوء Photo chimiothérapie أو العلاج بالأشعة ما فوق البنفسجية Puvathérapie. تشتمل هذه التقنية على تحفيز (في داخل البشرة ومن خلال الضوء) فاعلية دواء يتناوله المريض عن طريق الفم بواسطة التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية وبقوة كبيرة.

أظهر العلاج فاعليته بعد 15 إلى 30 جلسة، لكنه يخضع لقواعد معينة وينبغي الامتناع عنه قبل أن يبلغ المرء الثامنة عشرة.

الروماتيزم الصدفي

يتميز هذا الشكل غير الشائع من الصدفية بأوجاع تظهر دائماً بعد الإصابة بجروح في الجلد. ويُشار إلى أن سبب ظهور الروماتيزم الصدفي أو (التهاب المفاصل الصدفي) ما زال مجهولاً. وفي هذه الحال تسبب الصدفية روماتيزماً التهابياً يشبه إلى حد كبير التهاب المفتصل المتعدد الرثيانيpolyarthrite rhumatoïde (مرض التهابي يسبب تشوهات وألم حاد في المفاصل).

يتركز هذا الداء إلى حد كبير على مستوى مفاصل الأصابع والعمود الفقري. ومن المهم جداً تشخيصه بشكل صحيح لأنه يشبه كثيراً الروماتيزم الصدفي، وتناول علاجه يؤذي المريض في حال كان يعاني من الصدفية.