بعد اختفائها بشكل ملحوظ خلال السنوات الأربع الأخيرة، تزدهر باقة الورد مجدداً في يديّ عروس 2009، وتترافق مع عودة الفستان الأبيض والطرحة الطويلة والتاج وظهور إكسسوارات جديدة للعروس المحجبة خصوصاً، على غرار «الكواف» أو غطاء الرأس المطرز والمطعم بالأحجار الكريمة.

Ad

لا تتصور أمل محمود (23 عاماً) يوم زفافها من دون أن تمسك بيدها باقة ورد. تقول: « إنها تقليد جميل يضفي حالة من الرومنسية على العروس في ليلة عمرها، لذلك علينا الحفاظ عليه مهما قدم المصممون أفكاراً جديدة ومبتكرة».

تتفق معها علا عبد السلام (25 عاماً)، إذ تكمل باقة الورد، بالنسبة إليها، أناقة الفتاة في يوم عرسها، توضح عبد السلام: «لاحظت أن ممثلات ومغنيات كثيرات يمسكن باقة الورد في أيديهن في أعمال درامية وكليبات حديثة»، لذلك تصرّ على هذا التقليد في يوم زفافها ولن تتنازل عنه، خصوصاً أن هناك متخصصين في تنسيق الزهور يمكن اللجوء إليهم لاختيار باقة مناسبة لفستان العروس وماكياجها.

بين الموضة والتقليد

من جانبها ترى شيرين حُزين (23 عاماً) أن باقة الورد تقليد قديم لا يناسب فتاة 2009 الباحثة دائماً عن الصرعات الجديدة المبتكرة. تقول: «هزم الإكسسوار بأفكاره المبهرة باقة الورد، ويلفت الأنظار في ليلة العرس، ما يستوجب على الفتاة الإستعانة بمصمم إكسسوار متميز يبرز أنوثتها وجمالها، من خلال قطع فريدة لا تظهر بها عروس غيرها».

تضيف شيرين: «على الفتاة المقبلة على الزواج ألا تلهث وراء الموضة بل تبحث عما يجعلها أكثر تألقاً في هذا اليوم الفريد. لذلك يمكن الإستعاضة عن باقة الورد بتاج مغزول من أوراق الشجر تضعه العروس على رأسها، وهو تقليد اعتمدته بعض العرائس أخيراً، كذلك ظهرت به اللبنانية كارول صقر في أحد كليباتها الغنائية».

من جانبها تشير مهندسة الديكور مروة السيد (26 عاماً) أن عملها في مجال الديكور منحها حساً فنياً عالياً في اختيار ملابسها وإكسسوارها ورسم ملامح أناقتها عموماً.

تضيف السيد: «من واقع متابعتي لجديد الألوان والموضة والأزياء أرى أن باقة الورد قد تناسب عروساً رومنسية هادئة الملامح لا سيما إذا كانت ألوان الأزهار تتفق مع ماكياجها وربطة عنق العريس». تؤكد أن ثمة أفكاراً أخرى يبدعها المصممون للعروس التي لا تحبذ هذه الفكرة، منها باقة الورد الإصطناعية التي ظهرت أخيراً وتكون في الغالب من خامة الفستان نفسها.

تختفي ثم تظهر

ترجع المصممة المعروفة سهير مسعود ارتباط باقة الورد بالعروس إلى زمن بعيد. تقول: «قد تختفي في مواسم معينة، لكن سرعان ما تعود، لأنها تشبّه العروس بالأزهار وتمنح الفتاة إحساساً رومنسياً فريداً، خصوصاً أن بعض الأنواع تتميز بدلالات معروفة لدى خبراء تنسيق الزهور، مثلاً تعني الزهور الحمر الحب والتوليب الأحمر بمثابة إعلان الحب ويرمز القرنفل الأحمر إلى المحبة الكبيرة التي يكنها شخص لآخر، أما زهرة الكاميليا الحمراء فتعني تحقيق أمنية ما وهي بالطبع أمنية الزواج لدى العروس، فيما يعني الزنبق الأبيض النقاء والصفاء ويدلّ الياسمين على اللطف والرومنسية... لذا يغلب الأحمر والأبيض على باقة الورد في يد العروس، ويفضل أن تكون بسيطة وغير متكلفة وصغيرة الحجم ليسهل على العروس الإمساك بها».

تضيف مسعود: «أحدد ألوان زهور الباقة مع العروس بحيث يتناسب شكلها مع تصميم الفستان ولونه، ذلك أن فساتين الزفاف قد تظهر فيها ألوان جديدة مثلما حدث في مواسم سابقة، على غرار الذهبي والزهري أو الأبيض مع الزهري أو الأحمر وغيرها من الألوان، من ناحية أخرى يجب أن تتماشى ألوان الباقة مع ربطة عنق العريس والمنديل الذي يضعه في جيبه».

مكملة الأناقة

تؤدي باقة الورد دوراً مهماً في الصور التي يتم التقاطها للعروسين يوم زفافهما. في هذا المجال يوضح مصور الموضة الشهير جورج فخري: «تعتبر باقة الورد من مكملات أناقة العروس ويمكن الإستفادة منها في تنسيق الكادر واختيار الوضع المناسب للعروسين».

يضيف فخري: «تضفي الزهور الحياة في الصورة وتكسر بألوانها حدة اللونين الأساسيين (الأبيض في فستان العروس والأسود في بزة العريس)، يمكن في هذه الحالة اختيار باقة بالألوان الرائجة في الموسم وعدم التقيد بالورود البيضاء كما يحدث عادة».

من جانبها ترى خبيرة الماكياج والستايليست دينا راغب ضرورة أن تكون الباقة التي تمسكها العروس من الزهور الطبيعية وليس الإصطناعية، وتنصح بأن تتناغم ألوانها مع ألوان الماكياج الذي تعتمده العروس وقصة الفستان وقامة الجسم، توضح: «يناسب العروس القصيرة القامة الباقة المستديرة، بينما يفضل أن تكون باقة العروس الطويلة القامة متدلية، وإذا كان الثوب يتضمن تفاصيل عديدة يفضل في هذه الحالة استخدام باقات الورود الكلاسيكية أي المستطيلة ذات الشريط الطويل».

تضيف راغب: «لم يعد الأبيض لون الباقة فحسب، بل يمكن اعتماد الألوان الرائجة في الموسم، بحيث تجمع وروداً مختلفة وذات ألوان متعددة مثل الزهري والليلكي والبيج والأحمر المخملي، كذلك أنصح العروس في ليلة زفافها بأن تحضر معها باقتين متشابهتين وليس واحدة فحسب كما هو سائد، فتلقي إحداهما على ضيوفها من الفتيات، وتجفف الأخرى وتحتفظ بها ذكرى لهذا اليوم الجميل.

تعبير صادق

تعود عادة حمل العروس لباقة زهور في يدها إلى العصور القديمة، يؤكد الحاج محمد عبد الواحد (61 عاماً) صاحب محل تنسيق أزهار في القاهرة.

يضيف عبد الواحد: « تعد باقة الزهور أصدق تعبير عن الحب في ليلة الزفاف، وتتراوح أسعارها من 50 إلى 300 جنيه مصري حسب حجم الباقة ونوعية الزهور التي تحتوي عليها».

يشير عبد الواحد إلى أن العروس تقصده قبل الزفاف بأيام لتختار الباقة حسب رؤيتها ولا يتأخر عن تقديم النصح لها نظراً إلى خبرته في مجال تنسيق الزهور وما يناسب ليلة الزفاف، خصوصاً أن لكل زهرة معنى.

يتابع عبد الواحد: {ترتبط باقة الورد بعادة جميلة، إذ تلقيها العروس عالياً وهي تدير ظهرها للمدعوات فيما تنتظر الفتيات اللواتي لم يتزوجن بعد للإمساك بها، ومن تلتقطها يكون حظها سعيداً وقد تتزوج سريعاً، تلك بالطبع مجرد أساطير لا أساس لها من الصحة، لكن الفتيات يستبشرن بها خيراً».

معاني الزهور في الزفاف

• الكاميليا: عرفان بالجميل وامتنان.

• اللبلاب: إخلاص أبدي.

• الليلاك (الأبيض): براءة.

• الياسمين: ود.

• البنفسج: إخلاص.

• توليب: حب.

• ورد (أحمر): حب.

• ورد قرنفلي داكن: امتنان.

• ورد قرنفلي فاتح: رقة.

• ورد برتقالي: افتتان.

• ورد أبيض: براءة.

• القرنفل الأحمر الفاتح: افتتان وحب.

• السرخس: إخلاص.

• السوسن: دفء المشاعر.