في سابقة هي الأولى في تاريخ الكويت، حكمت محكمة الجنايات بحبس النائب السابق جمال العمر ثلاث سنوات مع الشغل في أول قضايا الرشوة الانتخابية.أسدلت محكمة الجنايات الستار على أول قضايا الرشوة الانتخابية المحالة إلى القضاء في تاريخ الكويت، المتهم على ذمتها النائب السابق ومرشح الدائرة الثالثة جمال العمر، وقضت المحكمة أمس بحبس العمر وباقي المتهمين ثلاث سنوات مع الشغل، وأمرت بإيداع كفالة قدرها ألف دينار لكل متهم لوقف نفاذ الحكم. وكانت النيابة العامة قد وجهت إلى العمر والمتهمين الستة بعض التهم، حيث وجهت إلى المتهمات من الأولى إلى الثالثة تهمة عرض وإعطاء مبالغ مالية لبعض الناخبين المبينة أسماؤهم بالتحقيقات والمقيدين بكشوف الناخبين بالدائرة الانتخابية الثالثة لحملهم على التصويت لمصلحة المتهم السابع جمال حسين فهد العمر المرشح لانتخابات مجلس الأمة 2008 عن الدائرة الثالثة، في حين نسبت النيابة إلى المتهمين من الرابع إلى الاخير، ومن بينهم العمر، أنهم اشتركوا بطريقي الاتفاق والمساعدة مع المتهمات من الاولى الى الثالثة في ارتكاب الجريمة المسندة اليهن بأن اتفقوا معهن على ارتكابها وأمدوهن بمبالغ مالية، فوقعت الجريمة بناء على هذا الاتفاق وتلك المساعدة.وتتلخص وقائع القضية في أنه بعد ورود معلومات إلى ضابط المباحث عن قيام المرشح جمال العمر بتكليف المتهمة الاولى بإدارة منزل في الجابرية سبق له استئجاره لشراء أصوات الناخبين مقابل مبلغ 500 د.ك للصوت الواحد، وقد تأكدت صحتها بإجراء تحريات اسفرت عما سلف من معلومات واستصدار إذن من النيابة العامة بضبط المتهمة ومَن معها، ومن ثم أرسل الضابط مصدره السري واتفق مع المتهمة على بيع صوته مقابل مبلغ 500 د.ك تسلمه في مظروف أبيض اللون، ثم خرج المصدر من المنزل وقدم إلى ضابط المباحث المبلغ، فتم القبض على المتهمة ومَن معها، وعُثر معها على كشوف بأسماء الناخبات في الدائرة الثالثة وعلى مظاريف بها مبالغ مالية معدة سلفا لتقديمها إلى مَن ترغب في بيع صوتها من الناخبات.وأكد ضابط المباحث في أقواله أمام النيابة أنه علم عن طريق مصادره السرية ان المتهمة الاولى تدير مسكنا في منطقة الجابرية لشراء اصوات الناخبات المقيدة اسماؤهن بالجداول الانتخابية للدائرة الثالثة لمصلحة المرشح جمال العمر، وتقوم سالفة الذكر بتسليم كل ناخبة من الناخبات مبلغ 500 د.ك بعد التدقيق على اسمائهن وجنسياتهن، والتأكد من قيدهن بتلك الدائرة، ثم تتولى تلاوة القسم وحلف اليمين للناخبات بأن يصوتن يوم الاقتراع للمرشح جمال العمر المتهم السابع، وبناءً على تلك المعلومات التي تأكدت صحتها بإجرائه (الضابط) لتحريات اسفرت عن تكليف المتهم السابع للمتهمة الاولى بادارة مسكن الجابرية لشراء اصوات الناخبات في الدائرة الثالثة، فحرر محضرا بشأنها قدمه إلى النيابة العامة بطلب إذن قانوني بضبط المتهمة وتفتيش المسكن. ظروفوقالت المحكمة في حيثيات حكمها إنها وبعد ان احاطت بواقعة الدعوى وألمت بظروفها وملابساتها وكان البيّن من الأوراق انه بُعيد حل مجلس الامة الكويتي في شهر مارس من هذا العام استأجر المتهم السابع منزلا في منطقة الجابرية بواسطة المتهم الرابع لاستخدامه مقرا لشراء اصوات الناخبين وأمد كلا من المتهمين الرابع والخامس والسادس بأموال تسهيلا لغرضه، وقام كل من المتهمين الخامس والسادس بعد تجهيز المقر من قبل المتهم الرابع بتسليم مبالغ مالية للمتهمة الاولى لشراء اصوات الناخبين وتسليمها تلك الاموال لمَن باعت صوتها، وذلك بمساعدة المتهمتين الثانية والثالثة اللتين قامتا بالاتصال على الناخبات وحثهن على الحضور وبيع أصواتهن، لافتة إلى أنه قد قرّ في يقين المحكمة أن المتهمين في الزمان والمكان سالفي الذكر ارتكبوا الجرم المسند اليهم بكيفه ووصفه الوارد في تقرير الاتهام، واستقام الدليل اليقيني على صحة هذا الجرم وثبوته في حقهم بكل عناصره القانونية.شهادة الضابط وبيّنت المحكمة في حيثيات حكمها أنه جاء في شهادة ضابط المباحث أن مصادره السرية دلت على أن المتهمة الاولى تدير مسكنا في منطقة الجابرية لشراء اصوات الناخبات المقيدة اسماؤهن بالجداول الانتخابية للدائرة الثالثة لمصلحة المرشح جمال العمر، وتقوم بتسليم الناخبات مبلغ 500 د.ك بعد التدقيق على اسمائهن وجنسياتهن والتأكد من قيدهن بتلك الدائرة، ثم تتولى تلاوة القسم وحلف اليمين للناخبات بأن يصوتن يوم الاقتراع للمرشح جمال العمر المتهم السابع وبناء على تلك المعلومات التي تأكدت صحتها باجرائه لتحريات اسفرت عن تكليف المتهم السابع للمتهمة الاولى بإدارة مسكن الجابرية لشراء اصوات الناخبات في الدائرة الثالثة، وحرر الضابط محضرا بشأنها قدمه إلى النيابة العامة بطلب اذن بضبط المتهمة وتفتيش المسكن.يوم الواقعةوفي يوم الواقعة وبعد حصوله على اذن النيابة العامة بضبط المتهمة الاولى وقيام المتهمة الاولى بالاتصال بالمصدر السري وحثه على الحضور توجه الضابط مع مصدره السري (احدى الناخبات المقيدة اسماؤهن في جدول الانتخابات للدائرة الثالثة) لمقر المتهم السابع جمال العمر النسائي في منطقة الجابرية، وبعد تأكده من عدم حملها شيئا دخلت (المصدر) المقر النسائي ومكثت فيه ربع ساعة قابلت فيه المتهمة الاولى التي عرضت عليها مبلغ 500 د.ك لتصوّت لمصلحة المتهم السابع جمال العمر وبعد موافقتها وأداء القسم المقدم بتلاوة المتهمة الاولى قدمت إليها الاخيرة ظرفا أبيض اللون به مبلغ 500 د.ك، وعند خروجها قدمت إلى الضابط الظرف وبه المبلغ (500 د.ك)، فدخل المقر الانتخابي ومعه افراد القوة فوجد مجموعة من النساء في صالة المنزل تتفرع منها غرفة بها ثلاث نسوة المتهمات الاوليات ووجد طاولة عليها مصاحف وكشوف خاصة بناخبي الدائرة الانتخابية الثالثة وحقيبة يد خاصة بالمتهمة الاولى بها عدد 7 أظرف بيضاء اللون بكل ظرف مبلغ 500 د.ك وكشف به اسماء ناخبات الدائرة الثالثة وهن من تمت عملية بيع اصواتهن في ذلك اليوم حسبما ابلغته المتهمة الثانية كما وجد شهادات جنسية وعدد أربع بطاقات انتخابية وعدد 3 صور بطاقات مدنية وصورة من عقد الايجار، إذ كان دور مَن ضبطن في الغرفة المتهمات الثلاث الاوليات هو شراء الاصوات لمصلحة المتهم السابع جمال العمر.تلاوة القسم ولفتت المحكمة إلى أنه وبمواجهة الضابط بالمتهمة الاولى اعترفت له بأن المنزل تم استئجاره لمصلحة جمال العمر وانها المسؤولة عن ادارة المكان وتلاوة القسم من قبل الناخبات بعد وضع ايديهن على المصحف الكريم بعبارة «اقسم بالله العظيم وعلى كتابه الكريم بأن ادلي بصوتي في يوم الانتخابات لمجلس الامة لجمال حسين العمر وقسمي هذا لا كفارة له» ثم تقدم إلى الناخبة ظرفا بعد اتمام القسم يحوي مبلغ 500 د.ك، كما انها هي التي تتسلم المبالغ المالية من قبل المتهم السادس ابن عم جمال العمر (مبلغ 11 ألف دينار) المخصصة من اجل شراء اصوات الناخبات، وانها كتبت اقرارا واعترافا امامه بعد ضبطها بأن دورها هو العمل لدى المتهم السابع جمال العمر واستقبال الناخبات المسجلة اسماؤهن في كشوف الدائرة الثالثة والتأكد من ذلك وتقديم المصحف إليهن وتلاوة القسم عليهن ثم بعد القسم تقدم ظرفا ابيض اللون به مبلغ 500 د.ك، وأن جميع تلك الاعمال بتكليف من جمال العمر المتهم السابع.مواجهة وقالت المحكمة إنه وبمواجهة الضابط بالمتهمة الثانية اعترفت له بأن دورها ينحصر في التأكد من وجود اسم الناخبة التي ترغب في بيع صوتها في كشوف الناخبين في الدائرة الثالثة ومن ثم تقوم بتدوين اسم الناخبة ومنطقة سكنها، وذلك مساعدة للمتهمة الاولى، ودور المتهمة الثالثة ينحصر في استقبال الناخبات وترتيب عملية دخولهن الغرفة، وانه تم ضبط المتهمة الاولى بناء على اذن النيابة العامة ودور المتهمة الثانية التأكد من وجود اسماء الناخبات في الكشوف المعدة لذلك في ذات الغرفة مع المتهمة الاولى وتحرير اسماء الناخبات في كشف معد للاتي أتممن بيع اصواتهن ودور المتهمة الثالثة استقبال الناخبات وترتيب عملية إدخالهن الغرفة لتلاوة القسم وجميع تلك الاعمال بتكليف جمال العمر وهو مَن ينفق على حملته الانتخابية بتقديم المال من قبل المتهمين الرابع والخامس والسادس، ودور المتهم الخامس والسادس تمويل عملية شراء الاصوات وتقديمها إلى المتهمة الاولى من المال المقدم من جمال العمر، ودور المتهم الرابع تجهيز المقرات الانتخابية واعداد وتنظيم شراء اصوات الناخبين بالدائرة الثالثة وهو من استأجر بيت الجابرية باسمه لمصلحة جمال العمر وسدد المبلغ بشيك من حساب الاخير وختم اقواله بان جملة المبالغ المضبوطة 3500 د.ك في سبعة اظرف بواقع 500 د.ك في حقيبة المتهمة الاولى وجميع تلك المبالغ بغرض بيع الناخبات لأصواتهن لمصلحة المتهم السابع جمال العمر ومن شهادة صاحب منزل الجابرية بتأجيره لمسكنه الكائن في منطقة الجابرية للمتهم الرابع بصفته مندوبا عن جمال العمر مقابل مبلغ ألفي دينار لشهرين كمقر نسائي وشمل التأجير الدور الارضي والسرداب فقط وباقي المسكن يقيم فيه مع اولاده وانه تسلم شيكا بذلك من حساب جمال العمر، ومن اقرار المتهمة الثانية بعملها من ضمن اللجنة النسائية لجمال العمر، مفتاح انتخابي، بمقابل مادي وعملها ينحصر في الاتصال بالناخبات التي تعرفهن وحثهن على التصويت لجمال العمر وانها سمعت من الموجودات انهن يقدمن مبلغ 500 د.ك للناخبات من اجل التصويت لجمال العمر، وفي يوم الواقعة وعند قيامها بعملها ومعها المتهمة الاولى دخل عليهن رجال المباحث الغرفة، إذ تم ضبطهن وكان على الطاولة مجلدات بها اسماء الناخبات ومصاحف وقد تم تدوين من حضرن يوم الضبط، واقرت بتدوينها لتلك الاسماء في ورقة.إقرارورأت المحكمة في إدانتها الاستناد إلى إقرار المتهمة الاولى بعملها لدى اللجنة النسائية لجمال العمر (المتهم السابع) في منطقة الجابرية ومهامها تنحصر في الاطلاع على الكشوف الانتخابية للاتصال بالناخبات ودعوتهن إلى حضور الندوات الانتخابية لسالف الذكر لقاء مبلغ 500 د.ك، وان هناك نساء حضرن إلى المقر وتسلمن أموالا ومن ضمن من تسلم المتهمة الثانية كما تم ضبطها في الغرفة التي بها كشوف الناخبات، واضافت انه تم ضبط سبعة اظرف بيضاء اللون بكل منها مبلغ 500 د.ك في حقيبة يد والمبالغ هي مكافآت للبنات اللاتي لا تذكرهن، وان من قدم إليها المبالغ هو المتهم السادس كما قدم لها المتهم الخامس مبلغ 1500 د.ك في 3 أظرف بكل منها مبلغ 500 د.ك وان الاسماء المدونة في ورقة لنساء حضرن إلى المقر كما أن هناك اخريات يترددن على المقر للتأكد من وجود اسمائهن في كشوف الناخبات، وان المبالغ المستلمة من المتهم الخامس بغرض تجهيز المقر، وختمت اقوالها بأن الاقرار المقدم بالدعوى بخط يدها وتوقيعها وبصمتها ومن اقرار المتهمة الثالثة بعملها لدى جمال العمر باللجنة المنظمة النسائية وعملها ينحصر في الاتصال بالناخبات ودعوتهن إلى زيارة مقره الانتخابي، وانه تم ضبطها في يوم الواقعة في مقره الانتخابي في الجابرية وأقرت بوجود كشوف الناخبات في الغرفة التي تم ضبطها فيها هي والمتهمتين الاولى والثانية ومن اقرار المتهم الرابع بعمله كسكرتير خاص لجمال العمر وعمله ينحصر في تأجير المقار الانتخابية في جميع المناطق وانه هو من استأجر مقر الجابرية للجنة النسائية باسمه لمصلحة جمال العمر وتم سداد أجرة المقر بشيك بمبلغ ألفي دينار من حساب جمال العمر وان المسكن كان جاهزا ولا توجد به نواقص، كما انه بدأ العمل في حملة المتهم السابع بعد حل مجلس الامة في شهر مارس 2008.تضاربوبيّنت المحكمة أنه «من تضارب اقوال كل من المتهمة الاولى والمتهمين الخامس والسادس حول الهدف من وجود وتقديم المال للمتهمة الاولى اذ قررت ان الاموال المضبوطة مكافآت للعاملات معها، بينما قرر كل من المتهمين الخامس والسادس انها من اجل تجهيز المقر رغم ان تجهيز المقر من صميم عملهما كما قررا. وقالت المحكمة انها تطمئن إلى تلك الشهادات لمطابقتها للحقيقة والواقع اذ تأكدت مما تمت مطالعته من اقرار واعتراف للمتهمة الاولى بعملها لدى المتهم السابع جمال العمر واستقبال الناخبات واعطائهن مصاحف للقسم عليها بان يصوتن يوم الانتخاب لجمال العمر ثم تقديم مبلغ 500 د.ك لهن باقرار منها بمحض ارادتها من دون ضغط ولا اكراه ومما ثبت من محضر ضبط المتهمة الاولى بضبط مبلغ 500 د.ك سلمت إلى المصدر السري ومبلغ 3500 د.ك في شنطة المتهمة السوداء وجميع تلك المبالغ في اظرف بيضاء كل ظرف به مبلغ 500 د.ك ومن معاينة النيابة العامة وجود ظرف ابيض اللون به مبلغ 500 د.ك في الحقيبة السوداء العائدة للمتهمة الاولى في جيب مخفي ومن مطالعة الشيك لمصلحة صاحب المنزل انه مسحوب من حساب جمال حسين العمر بمبلغ الفي دينار، واذ كان ما تقدم فإنه يتعين القضاء بادانة المتهمين عن التهم سالفة الذكر وعقابهم عنها طبقا لمواد الاتهام وذلك عملا بنص المادة 1/172 من قانون الاجراء والمحاكمات الجزائية. المسؤول الإعلاميذكرت المحكمة في مبررات إدانتها إلى استنادها إلى اقرار المتهم الخامس بعمله ضمن اللجنة المنظمة لحملة المتهم السابع جمال العمر ومختص بالجانب الاعلامي (تنسيق لقاءات صحافية وتلفزيونية) وتربطه به صداقة، واضاف انه سلم للمتهمة الاولى مبلغ 1500 د.ك بثلاثة أظرف بكل منها 500 د.ك لتجهيز المقر من الناحية الاعلامية، كما انه على علاقة بالمتهم السادس يعرفه من التردد على ديوانية السابع (جمال العمر)، كما انه بدأ العمل من ضمن اللجنة الانتخابية بعد حل مجلس الامة بعشرة ايام، ومن اقرار المتهم السادس بعمله مع المتهم السابع لقرابته له، وانه المسؤول عن المقرات الانتخابية الاربعة ومن ضمنها الجابرية (نسائية) ويقوم بتمويل الحملة من صندوق خاص بمصاريف الحملة من قبل ابناء العائلة والاقارب وبدأ العمل باللجنة بعد عشرة ايام من حل مجلس الامة وانه توجه إلى المقر النسائي في الجابرية بناء على طلب المتهمة الأولى لطلبها مالا كمصاريف والاحتياجات الضرورية للمقر (بوفيه وكمبيوترات وبعض الاثاث وأوراق قرطاسية وموبايلات) وقدم إليها مبلغ 3500 د.ك وان من اختصاصات المتهم الخامس تقديم مبالغ مالية للعاملين باللجان الانتخابية كما سبق له ان سلم المتهمة الاولى ظرفا به مبلغ 1500 د.ك ومن اقرار المتهم السابع جمال حسين العمر باستئجاره المقر الانتخابي بالجابرية بناء على شيك صادر منه مقررا ان حملته الانتخابية بدأت بعد حل مجلس الامة مباشرة بأسبوع بتجهيز المقرات الانتخابية.
محليات
الجنايات تدين أول رشوة انتخابية في تاريخ الكويت قضت بسجن النائب السابق جمال العمر وابن عمه وخمسة آخرين ثلاث سنوات
15-12-2008