في دراسة حديثة عن تلوث المياه الجوفية بمياه المجاري، كشف معهد الكويت للأبحاث العلمية المخاطر المحتملة من تسرب مياه شبكات الصرف الصحي إلى صخور مجموعة الكويت، على أن ينتهي من التقرير النهائي فبراير المقبل.

 شارف معهد الكويت للأبحاث العلمية على الانتهاء من دراسة تستهدف فهم الدور الذي تلعبه مياه المجاري المتسربة من شبكات الصرف الصحي في ظاهرة ارتفاع منسوب المياه تحت السطحية ونوعيتها، حيث يقوم فريق عمل متخصص من دائرة علوم المياه في المعهد يشاركه فريق عمل من وزارة الأشغال العامة، بتنفيذ هذه الدراسة التي قامت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بتمويلها على مدى 18 شهراً بدءاً من 1 سبتمبر 2007.

Ad

وتتناول الدراسة تقييم مستوى تلوث المياه تحت السطحية بمياه المجاري في مدينة الكويت وضواحيها، وتطوير قاعدة بيانات للملوثات المحتملة في أنظمة المجاري، إضافة الى وضع التوصيات المتعلقة بالخطوات العلاجية والاحترازية المطلوبة للتقليل من مخاطر تلوث المياه تحت السطحية في مياه المجاري.

مدير المشروع والباحث في إدارة موارد المياه في معهد الكويت للأبحاث العلمية عدنان أكبر، أفاد من جانبه بأن سلامة شبكات المجاري تشكل إحدى الركائز الأساسية للصحة العامة، لذلك فإن تلوث المياه تحت السطحية في المناطق السكنية بفعل تسرب مياه المجاري من شبكات الصرف الصحي، يعد من القضايا التي تستحوذ على اهتمام المعنيين بالشأن العام والمهتمين بسن القوانين والتشريعات على حد سواء.

نتائج التقرير فبراير المقبل

وأوضح أكبر أن المحافظة على مصادر المياه الطبيعية في دولة الكويت، والمتمثلة في المياه الجوفية يعد أمراً بالغ الأهمية، حيث تشكل المياه الجوفية عنصراً مهماً في إنتاج مياه الشرب، من خلال خلطها بمياه البحر المحلاة بنسبة تتراوح بين 7 و10 في المئة، الأمر الذي يحتم تنفيذ دراسات المردود البيئي، والتي قد تكشف عن المخاطر التي تهدد مصادر المياه الجوفية كماً ونوعاً.

وأشار أكبر إلى أن الدراسة تشتمل كذلك على برنامج تدريبي أثناء العمل، يقوم خلاله فريق من المتخصصين بتدريب الكوادر الوطنية الشابة على حفر الآبار الاختبارية، وجمع عينات التربة والمياه تحت السطحية، وإجراء التحاليل الكيميائية والبكتيريولوجية لتلك العينات، علاوة على تقييم النتائج وإعداد التقارير، موضحاً أن الدراسة بلغت مراحلها النهائية، حيث يعد فريق العمل في الوقت الحاضر التقرير النهائي المزمع تسليمه لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، نظراً الى كونها الممول الرئيسي للدراسة، وذلك خلال شهر فبراير المقبل.

من جانبها، أكدت الباحثة إيمان العوضي أن المشروع يعالج موضوعاً حيوياً ذا مردود بيئي لا يمكن الاستهانة به، حيث دلت المؤشرات الأولية على وجود مستويات يعتد بها من المكونات البكتيرية والكيميائية في عدة عينات من المياه تحت السطحية التي جمعت من مناطق مختلفة في دولة الكويت، والتي يمكن أن تدلل على تلوث المياه تحت السطحية في مياه المجاري، موضحة أن التوصل إلى نتائج مؤكدة بهذا الخصوص يستدعي إجراء المزيد من التحاليل والاختبارات للتأكد من وجود تلك الملوثات من عدمه.

تسرب الصرف الصحي

المشرف على عمليات حفر الآبار والباحث في دائرة علوم المياه في المعهد محمد السنافي، قال إنه قد تم حفر آبار مؤقتة بالقرب من شبكات الصرف الصحي ومحطات الرفع، بغرض الاستفادة منها في جمع عينات المياه لتكوين صورة أوضح لمدى تلوث المياه الجوفية بفعل تسرب مياه المجاري، لافتاً الى أنه تم توزيع الآبار على ثلاثين موقعاً تبين فيها اختراق هذه المياه الى المكمن العلوي لصخور مجموعة الكويت، وبعمق 15 متراً مع الأخذ بعين الاعتبار التوزيع الجغرافي الضروري لتغطية مدينة الكويت وضواحيها، مشيراً الى انه تم جمع عينات التربة وعينات المياه الجوفية، لتتبع المكونات الكيميائية والبيولوجية فيها وتحديد توزيع تلك المكونات رأسياً وأفقياً.