يشارك الممثل اللبناني بيتر سمعان حالياً في تصوير مسلسل «عصر الحريم» ويؤدي فيه شخصية مناقضة لتلك التي جسدها في مسلسل «غنوجة بيّا»، مؤكداً أن ملامح الشخصيتين تشبهه من ناحية أو من أخرى. يرى أن ظاهرة المسلسلات التركية عمرها قصير وتلفته الدراما السورية. على الرغم من الإخفاقات العاطفية التي عاشها يتفاءل على الدوام ويكره الإستسلام لليأس. يعترف أنّه رجل جذّاب وتلفته المرأة الحقيقية غير المصطنعة.

عن مشواره في عالم التمثيل ومشاريعه المستقبلية ونظرته إلى الحياة، كانت معه الدردشة التالية.

Ad

أخبرنا عن «عصر الحريم» وماذا أضاف إليك؟

يختلف دوري في «عصر الحريم» عن دوري في «غنوجة بيا»، أجسد شخصية «جواد الأسمر» شاب متسلط وقاسِ يعاني من عقد نفسية ويسعى إلى الإنتقام، بينما جسدت في «غنوجة بيّا» شخصية مسالمة وطيبة. يعود «جواد الأسمر»، إلى لبنان بعد إقامة طويلة في الخارج لينتقم من الأشخاص الذين حطّموا والده سابقاً لكنه يعود أدراجه محطّماً. لا أعرف إذا كان الناس سيتقبلونني في هذا الدور، غير أني أحببت تجربتي الجديدة فيه كثيراً.

إلى أي مدى تقترب الشخصيتان من شخصيتك الحقيقية؟

إلى حد كبير. نصادف مشاكل كثيرة في الحياة لكن المهم أن نتغلب عليها قبل أن تسبب لنا عقدة نفسية. أشبه جواد الأسمر في انفعالاتي لكني لا أردّ الكيل كيلين، وأردد دائماً إزاء المطبات التي أقع فيها: «سامح الله من كان السبب»، كذلك أنا أقرب إلى طارق فيّاض في طيبتي التي يتحكّم فيها العقل.

هل تعرضت للخيانة وكيف تعاملت معها؟

لا تقتصر الخيانة على الحبيب بل تتعدّاها إلى الأصدقاء والزملاء في العمل. تعرضت للخيانة في العمل لكن تغلّب عقلي على إحساسي حينها ولم اعرها الكثير من وقتي على الرغم من الإنزعاج الذي شعرت به. في ما يتعلق بحياتي الخاصة، تعرضت مرات ثلاث للخيانة، في كل مرة كنت استمد من الضعف قوة للإستمرار بأمل جديد. لا أستسلم ولا أدع السلبية تسيطر على عالمي الخاص، أحب الحياة وأنظر إليها بتفاؤل.

هل خنت أحداً يوماً؟

(يضحك) كلا. تعرضت للهجر في علاقات عاطفية سابقة، لكن تبدلت الأدوار الآن وأصبحت أنا من يهجر الشريك.

هل ينبع موقفك هذا من نجوميتك؟

كلا. إنما لم تعد المعاناة التي عشتها سابقاً تسمح لي بالتساهل، اكتشفت أن المسامحة ليست الحلّ الأنسب دائما.

أين المرأة في حياتك اليوم؟

أؤمن بالمثل القائل «يد واحدة لا تصفق»، لكن لا أدخل في علاقة عاطفية لمجرّد أن يكون في حياتي إمرأة فحسب. أفضّل الوحدة على شريك لا يفهمني ولا يقدّر سلوكي تجاهه. الحب مهمّ لكن استغني عنه في حال وجدت أنه سيتحول إلى مرض وعقد نفسية.

هل تعيش حالة حب راهناً؟

أعيش حالة من الإستقرار العاطفي.

ما مواصفات فتاة احلامك؟

لا أحب الفتاة البدينة ولا الجمال المصطنع. تستهويني المرأة الناعمة والحنونة والواثقة بنفسها.

هل صحيح أنك صعب المراس؟

أنا إنسان سهل لكن أعلّق على أدق التفاصيل. أرضى أحيانا بأقل الأمور ولا يرضيني المستحيل أحياناً أخرى. أعيش هذا التناقض لكني متصالح مع نفسي إلى أقصى الدرجات. أبحث عن الجماليات وعن التفاصيل نظراً إلى عملي في مجال تصميم الـبذلات الموحدة (uniforme) إلى جانب الإخراج والتمثيل، لكن لا تساوي الجماليات شيئاً، بالنسبة إلي، من دون مضمون.

ذكرت في إحدى مقابلاتك أن الممثل التركي «مهنّد» جميل أمّا أنت فجذّاب، هل يعني ذلك أنك مغرور؟

سئلت عن «مهند» وأجبت أن الناس يقولون إنه جميل فيما يقولون عني إني جذاب. أتمتع بثقة بنفسي وأعتّز بمواصفات معينة في شخصيتي. ليس هذا غروراً وأعترف أن الشكل الجميل هو بمثابة تأشيرة دخول إلى القلوب.

هل تابعت مسلسل «نور»؟

كلا. لم يكن لدي الوقت.

كيف تقيّم ظاهرة إنتشار المسلسلات التركية؟

وجد المجتمع العربي في «نور» رومنسية جميلة افتقدها في الحياة اليومية وفي الاعمال الدرامية. ما زلنا نخجل أن يلمس الشاب يد الفتاة في مسلسلاتنا العربية. لا بدّ من أن نخرج من هذا الجهل وأن نقرّب الواقع إلى الناس بعيداً عن الزيف والتصنع. لا شك في أن وهج المسلسلات التركية سيخفت على غرار المسلسلات المكسيكية، من الممكن ان يدبلجوا لنا قريباً مسلسلات صينية أيضاً!

حقق «غنوجة بيا» انتشاراً كبيراً لبنانياً وعربياً وترددت أصداؤه في عالم الإغتراب وفي المنطقة العربية، وهذا دليل على جودة إنتاجنا.

هل يشكل «غنوجة بيا» بادرة خير بالنسبة إليك؟

قبل هذا المسلسل رفض المنتجون العمل معي، لأني واضح وصريح ولا أطرق باب أحد طالباً المشاركة في عمل معيّن. تغيّر الوضع بعد نجاحي فيه وأصبح المنتجون يعرفون كيفية التعاطي معي بالشكل الصحيح. على الممثل والمنتج احترام واجباتهما والتقرب من بعضهما قدر الإمكان لتكون نتيجة عملهما المشترك جيدة.

هل حقق فيلم «غنوجة بيا» النجاح نفسه الذي حققه المسلسل؟

حقق نجاحاً أكبر، وهو الأول في تاريخ السينما اللبنانية الذي يحضره 250 ألف مشاهد.

مشاركتك خجولة في الأعمال العربية المشتركة لماذا؟

تلفتني الدراما السورية وشاركت في «أخوة التراب» و»الطويبي» وحققا انتشاراً عربياً. لم أتلقَّ حديثاً أي عروض، يعيق شكلي، الأقرب إلى الملامح الغربية، تجسيد شخصية الرجل الشرقي. أديت في «الطويبي» دور ضابط فرنسي حاكم سورية، لأن هذه النوعية من الأدوار تلائم مظهري.

هل تحب تجسيد شخصية معينة؟

(يضحك) أحب شخصية tintin وهو بطل أحد المسلسلات الكرتونية ويشبّهني البعض به. لا تعنيني الشخصية بقدر ما اهتم بالنص. شدّني مثلا مسلسل «عصر الحريم» منذ قراءتي الأولى للنص.

كيف تقيّم تجربتك الإعلامية في برنامج «حروف من ألوف»؟ ما ردّك على من اتهمك بالفشل إعلامياً؟

يتعلّم الإنسان من أخطائه ولا أستمع إلى «القيل والقال». اكتشفت من خلال تجربتي الإعلامية القواعد الاساسية للتقديم ضمن إمكانات إنتاجية وماديّة بسيطة. لم يتوافر للبرنامج فريق إعداد أو مساعد وتركز العمل كله على جهدي الخاص. أتقبّل النقد البنّاء، لكن للأسف تطلق بعض الاقلام الأحكام من دون الإستناد إلى معطيات وتفاصيل حقيقية. سهل جداً رشق الناس بالحجارة.

هل ستكرر تجربة التقديم ؟

نعم. أحب برامج الألعاب والمسابقات، كذلك تلفتني البرامج الترفيهية التي تتخللها الحركة مثل «ستار اكاديمي».

بين التمثيل والتقديم وإدارة الأعمال ماذا تختار؟

الثلاثة لأني أحب أن يكون هناك توازن في حياتي.

هل يخيفك الغد؟

كلا، لكني أخاف العوز. أتكل على نفسي وأعمل بجهد لأعيش باستقرار وكفاية مادية.