منتج ومخرج لبناني يراهن على الدراما اللبنانية ويعتبرها افضل من الدراما العربية. تدرّج في الاخراج وأسس شركة phoenix pictures التي تعنى بالانتاج في لبنان والعالم العربي اضافة الى انها وكيلة شركات اميركية في المنطقة العربية. ايلي سمير معلوف ارتبط اسمه أخيرًا بالنهضة الدرامية اللبنانية بعد غياب قسري لسنوات. عن الانتاج والإخراج والتمثيل كان معه هذا الحديث:هل يمكن أن تختصر لنا مسيرتك الفنية إلى الآن؟في أوائل ثمانينيات القرن الماضي وفي خضمّ الحرب في لبنان عملت في الإخراج وقدمت أكثر من سبعين فيلماً لبنانياً وعايشت المخرجين اللبنانيين الذين عملوا في تلك الفترة. كذلك عملت مديراً عاماً في شركة انتاج وتوزيع مركزها في قبرص. وفي العام 1994 أسست شركة phoenix-pictures فبدأت معها الانتاج على حسابي الخاص بالإضافة إلى أننا وكلاء شركات أميركية في المنطقة العربية، نوزع أعمالها ونسوقها الى تلفزيونات العالم العربي.ومن أبرز المحطات في مسيرتي العملية مسلسلي «حكاية أمل» (2000) وكان آخر اعمال المخرج انطوان ريمي، «تلاميذ آخر زمن « الذي تضمن 34 حلقة تلفزيونية وشارك فيه مجموعة من الممثلين اللبنانيين والمصريين والسوريين والسعوديين. أما المسلسل الذي شكل نقطة تحوّل في الدراما اللبنانية فهو «رجل من الماضي» من بطولة جورج شلهوب وقد حقق نسبة مشاهدة عالية. من ثمّ كرت السبحة: «عيون خائنة» شارك فيه الاعلامي طوني خليفة وفيفيان انطونيوس ودومينيك حوراني، «دموع الندم»، «خطايا صغيرة»، «حماتي وعقلاتي» مع بيار شمعون ومجموعة من الممثلين، «نار تحت الجليد»، وأخيرًا «ورود ممزقة» الذي أعاد بشهادة الصحافة اللبنانية الثقة الى الدراما اللبنانية.اللافت اننا نشهد مع كل مسلسل جديد جيلاً جديدًا من المشاهدين الشباب الجامعيين يهتمون بالاعمال اللبنانية.كيف تقارن واقع الدراما بين اليوم والامس؟قبل الحرب اللبنانية كانت الدراما اللبنانية رائجة في العالم العربي والوحيدة تقريبًا التي قدمت اعمالا ذات مستوى فني راقي، إلا أنها شهدت تدهوراً في ما بعد وعلى مدى خمسة عشر عاماً بسبب بعض القيمين عليها، وتعذر تسويقها خارج لبنان ومتابعتها، لذلك سبقتنا دول المنطقة حتى سوريا والخليج. بدءًا من العام 2000 عادت الدراما اللبنانية لتأخذ مكانها الصحيح في السوق.والدراما العربية؟تتحسن الدراما اللبنانية عموماً، بتنا ننافس المصريين والسوريين لا بل نحن افضل منهم. فمسلسل «ورود ممزقة» أفضل من الدراما السورية والمصرية، كلف انتاجه ثلاث مرات أكثر من انتاج سائر المسلسلات اللبنانية، إلا أن هذه الكلفة مازالت ضئيلة مقارنة مع كلفة المسلسلات في سائر الدول العربية. على ماذا راهنت في «ورود ممزقة»؟ على أن أطل على العالم العربي عبر الدراما اللبنانية، مع أن علاقاتي الواسعة تخولني العمل فيه، إلا انني رفضت العروض المقدمة إلي. نجحت في رهاني واستطعت تقديم عمل ضخم في «ورود ممزقة» . هل اخترت هذا الكم من النجوم في المسلسل لجذب المشاهدين وبالتالي تحقيق النجاح؟كلا. لم تعد مقولة «نجم شباك تذاكر» موجودة حتى في هوليوود. يشكل الممثل الجيد المحبوب مع التركيبة الجيدة والمخرج الجيد الأساس في أي عمل. لم يكن معيار اختياري الممثلين محبة الناس إنما قدراتهم الفنية. لكن لم يكن أداء بعض الوجوه الجديدة مقبولاً؟عمر دفتر نقابة الفنانين في لبنان خمسين سنة. شئنا أم ابينا ثمة وجوه جديدة تظهر، مثلما يحصل في سورية ومصر واميركا، ينجح بعضها ويفشل البعض الآخر. اضافة الى ذلك 80 في المئة من الممثلين الناجحين ليسوا من خريجي معاهد الفنون.ثمة تداخل بين عمل الكاتب والمخرج والمنتج. كيف تعالج ذلك؟عندما يُكتب سيناريو في اميركا، تعرض شركة الانتاج النص، بموافقة الكاتب، على لجنة تسمى «script doctor» تصحح السيناريو وتلفت نظر الكاتب الى الأخطاء. أما في لبنان، يؤدي هذا الدور المخرج والمنتج لإفتقادنا إلى هذه اللجنة. للأسف، يمارس الممثل الفاشل الكتابة أو الصحافة وثمة تداخل في المهن في شكل غريب. انتقدتنا كاتبة تقدم سبعة مسلسلات سنويًا، لأننا قدمنا دورًا تمثيليًا للمذيعة كاتيا خوري، بينما تحولت هي بين ليلة وضحاها من التمثيل الى الكتابة. ألغى القيمون على الدراما دور المخرج ما أدى في شكل مباشر إلى انحسارها وبالتالي غيابها. مارأيك بكتابة دور لممثل معين؟ليس من المفترض أن يختار الكاتب الممثل، وهذه من الاخطاء السائدة اليوم ومن الجرائم التي ترتكب في حق الدراما. يقتصر عمل الكاتب على الكتابة وتسليم نصه الى شركة الانتاج، لتقوم بالكاستينغ بالتعاون مع المخرج. شكري انيس فاخوري كاتب جيّد ولكنني أرى أنه من غير الصواب أن يساعد الممثل في حفظ دوره، لأن مهمة الكاتب هي أن يتفرغ للكتابة والا يتعاطى في هذه الامور، كأن يكتب دوراً على مقاس ممثل معين مثلاً. يضطر فاخوري الى ممارسة عمل المخرج لأنه يتم التعاون مع مخرجين مبتدئين أو متخرجين جدد في بعض الاعمال. يؤدي ضرب موقع المخرج الى تدهور الدراما وبات من الضروري أن يستعيد هذا الأخير مكانه الاول والريادي.هل تجد اننا نملك المقومات الفنية التي تساهم في وضعنا في المرتبة الريادية التي تتحدث عنها؟سيضطر العاملون في الدراما الى مجاراة الاعمال الرائدة التي تقدم حالياً لمواكبتها ومنافستها. فضل المشاهد اللبناني سابقًا الدراما اللبنانية على المسلسلات المكسيكية التي تعرض على شاشتنا، أما اليوم، يقارن بين عمل درامي لبناني وآخر لذلك لن يتهاون في رأيه ولن يقبل الأعمال غير الجيدة.هل يمكن أن تنافس المسلسلات المكسيكية والتركية المسلسلات اللبنانية؟تعرض هذه المسلسلات لأن المسلسلات اللبنانية ضعيفة. لا يستطيع «ورود ممزقة} وحده ملء الشاشة اللبنانية، لكني اتنبأ أن المسلسل التركي لن يدوم لأنها غلطة تقدير. في ظل غياب الدعم كيف يمكن تحقيق ما تطمح اليه؟معظم الأعمال المعروضة هي نتاج فردي، مع غياب دعم الدولة اللبنانية الكلي، أكثر من ذلك إن العناصر الأساسية لإنجاح الدراما غائبة بدورها، فإذا احتجنا مثلا إلى ماكياج يمتاز بمؤثرات خاصة لا نجد أي اختصاصي فيه لأن لا سوق له في لبنان. نحن نتسلق السلم بجهد فردي وذلك أهم بكثير ممن يتسلقون مع امكانات ضخمة. ما رأيك بالاعمال العربية؟لا اتابعها لأن لا وقت لدي، لكني اتابع السوق العربية وثمة مسلسلات جيدة تنتج. في شهر رمضان الماضي تفوق «ورود ممزقة « وفق الاحصاءات على سائر المسلسلات العربية التي عرضت في توقيت عرضه مثل «الدالي» و»اسمهان».ماذا عن الانتاج السينمائي؟نحضر فيلمين سينمائيين، نبدأ تصوير أحدهما في العام المقبل ولن يكونا اقل مستوى من «ورود ممزقة». يذكر أن بعض الافلام التي تصور في لبنان يطلق عليها اسم «سينما» لكنها تصور بكاميرات ديجيتال وتعرض على «دي في دي» في السينما، وهذا عيب لأنه يدمر سمعتنا. مشكلة السينما اللبنانية أننا في بلد صغير، شباك تذاكره صغير، إضافة الى أن محيطنا العربي لا يكفي لتغطية الكلفة الانتاجية، لذلك نحضر فيلمًا سينمائيًا يعرض عالمياً.ما أبرز مشاريعك حالياً؟برامج تلفزيونية ننتجها على الصعيد العربي ومجموعة من الاعمال على الصعيد المحلي تتنوع بين البرامج والدراما. قدمنا «نجوم المعرفة» على شاشة التلفزيون السعودي و{الفرسان». هناك ثلاث مسلسلات لبنانية جديدة: «شيء من القوة» من إخراجي سيصور بين لبنان والمكسيك، «العطش» ومسلسل من ست حلقات وكلها من انتاجي ايضًا.يشارك في «شيء من القوة» مجموعة من الممثلين من بينهم: بديع أبو شقرا، مازن معضم، بيرلا شلالا، بريجيت ياغي، وليد علايلي، مجدي مشموشي، كمال الحلو، آمال عفيش، نقولا دانيال، انطوان حجل، الان زغبي، خالد السيد.كيف تفسر تكرار حضور بعض الوجوه في الاعمال الراهنة وغياب أخرى؟نضطر الى ذلك لضآلة عدد الممثلين. أما بالنسبة الى غياب بعض الوجوه فلأن شخصية بعضهم لا تناسب الادوار، لكننا نعمل مع الجميع ولا نميز بينهم. أما الذي يعمل مع شركة انتاجية واحدة من دون سواها فهو غبي. هل تجد أن ثمة إقبالا عربياً على أعمالنا؟نعم، كانت الدراما اللبنانية مغبونة نتيجة سوء ادراتها. يحب الجمهور العربي الشعب اللبناني ويتقبل أي عمل لبناني يقدم إليه شرط أن يكون جيدًا.الى اي مدى يتمتع الكاتب اللبناني بحرية التعبير؟يحيط بنا عالم عربي محافظ نوعًا ما، ما يؤدي الى عدم عرض أعمالنا في بعض الدول العربية مثل السعودية وغيرها. مازلنا في لبنان نعمل من ضمن الاخلاقيات المجتمعية ونتمتع بالحرية الكافية.ما الذي يدفع الشباب اللبناني الى متابعة الدراما؟النوعية والقصة التي نحسن اختيارها. المهم أن تقنع القضية المطروحة المشاهد . نتجه الى عصر ذهبي في دراما تشبه لبنان المميز واللبناني المميز في المجالات المختلفة عالميًا. نتميز حتى بمشاكلنا فلماذا لا تشبه الدراما مجتمعنا اللبناني المتميز على مساحة 10452 كلم2.
توابل - مزاج
إيلي معلوف: المسلسل اللبناني ينافس المصري والسوري
28-10-2008