ولد عبدالله العصفور سنة 1943 في ميدان حولي، عشق الرياضة منذ صغره وكان للنشاط المدرسي دور كبير في ذلك، انضم في بدايات مشواره الكروي إلى نادي الكويت واستمر معه لمدة موسم واحد، ثم انتقل إلى النادي العربي واستمر معه 3 مواسم قبل ان تثير صفقة انتقاله المبهمة إلى نادي القادسية صخبا في ذلك الوقت، فهو اول لاعب كويتي ينتقل إلى القادسية من العربي غريمه التقليدي، ومثل المنتخب في العديد من المناسبات، واتجه العصفور إلى مجال التدريب بعد اعتزاله الكرة، فدرب اندية عديدة من ضمنها القادسية ثم اعتزل التدريب في منتصف الثمانينيات. • متى كانت بداياتك مع الرياضة؟ وأين كانت انطلاقتك الاولى؟- بداياتي مع الرياضة كانت في بداية الخمسينيات وتحديدا بمدرسة صلاح الدين المتوسطة في منطقة حولي، حيث كنت اتلقى تعليمي هناك، وبدأ شغفي بالرياضة عندما كنت العب ضمن فريق كرة السلة بالمدرسة في دوري المدارس وفي الوقت ذاته العب كرة القدم في فترة العطلة الصيفية، حيث كنا نواجه بعض فرق العمال من الجنسية الارمينية في منطقة ميدان حولي، وازداد شغفي وحبي للرياضة بشكل ملحوظ عندما انتقلت إلى ثانوية حولي، حيث كانت عملية ممارسة الرياضة منظمة بشكل اكبر وعمل احد المدربين الموجودين على اتجاهي إلى كرة القدم ومثلت فريق كرة القدم في المدرسة فشكلت مع بقية زملائي اللاعبين فريقا قويا ومتميزا تمكنا من خلاله من حصد بطولة الشيخ عبدالله الجابر للمدارس، وكان هناك العديد من اداريي النادي الاهلي (الكويت) يأتون لمتابعة المباريات واكتشاف المواهبة، فعرض علي احدهم ان انضم إلى نادي الكويت وبالفعل انضممت إلى نادي الكويت سنة 1960 أي مع بداية تأسيسه، وكنت اشارك معهم في بطولات ودية خارجية كانت تقام في لبنان وسورية.• كيف انتقلت من نادي الكويت إلى النادي العربي؟ ولماذا؟- كانت عمليات انتقال اللاعبين في الفترة السابقة سهلة ومرنة للغاية، ففي السابق كان اللاعب يوقع على استمارة تسجيل صالحة لمدة موسم واحد لا يحق لناديه التصرف بها بعد هذه المدة، فوقعت استمارة انتقالي إلى العربي واذكر انها كانت في منتصف الموسم أي اني ما زلت العب مع نادي الكويت فاستدعاني المرحوم عيسى الحمد رئيس الاتحاد حينها، وقال لي إني خالفت القانون فقلت له لماذا ؟ فأجابني بأنه لايصح ان اوقع استمارة تسجيل في ناديين مختلفين فقابلته بالقول باني لم اسجل في ناديين مختلفين ولكن الاستمارة الثانية التي وقعتها للعربي هي استمارة تسجيل للموسم المقبل وليس للموسم الحالي فتفهم الحمد الوضع وسامحني، وانتقلت إلى النادي العربي موسم 1961 وشاركت معه لمدة 3 موسم حتى نهاية موسم 1964 وحققت معه العديد من الانجازات، منها حصولنا على الدوري لمدة 3 مواسم متتالية، والسبب الرئيسي الذي دفعني الى الانتقال إلى العربي انه سبق لي لعب مباريات عدة مع فريق الندوة ومعظم لاعبي هذا الفريق انضم إلى النادي العربي مثل عبدالرحمن الدولة ومحمد الخطيب وبدر القضيبي، وكانوا اصدقائي في ذلك الوقت، كما انني اردت الانتقال إلى احد الفرق القوية وكان العربي من بينها.• ما قصة انتقالك إلى القادسية؟ ولماذا لم تنتقل إلى ناد آخر بعده؟- كما قلت إن عملية انتقال اللاعبين كانت مرنة للغاية فأردت ان انتقل إلى نادي القادسية، نظرا الى قرب منزلي من مقر النادي، كما انه يوجد لدي صديقان كانا يمثلان نادي القادسية وهما: محمد المسعود وسليمان الفارس، فأبلغت أمين سر النادي العربي آنذاك موسى راشد بأنني اريد ان انتقل إلى نادي القادسية الموسم المقبل فظن اني امزح في بداية الامر وعندما ابلغته بأنني عازم العقد على الانتقال رفض وقال إنه يجب عليّ ان ابقى مع العربي فأجبته بأني اعطيت كلمة للقادسية ان انتقل اليهم الموسم المقبل ويجب ان افي بوعدي، وكان ذلك في منتصف موسم 64 ومع قرب موعد بداية موسم 65 تعرضت لضغط العديد من مسؤولي النادي العربي من اجل منعي من الانتقال، مما ابدى مخاوف مدير فريق نادي القادسية خالد الغيث والذي كان له الاثر الاكبر في انتقالي إلى الاصفر، فأخذني وغادرنا على حسابه الشخصي إلى جزيرة فيلكا، وبعد وصولنا إلى هنالك بيومين علم مسؤولو النادي العربي بموقعنا فخشي الغيث من وصولهم الينا فعدنا إلى الديرة وغادرنا إلى لبنان، حيث قضينا هنالك فترة قصيرة قبل ان نصل إلى القاهرة ومن دون مقدمات واثناء وجودنا في القاهرة التقينا بأحد المسؤولين في النادي العربي، الذي افضل عدم الكشف عن اسمه، فقال لي: خذ جنطة الفلوس هذه وعمرك ما راح تسأل عن فلوس بعدها (أي خذ حقيبة النقود التي تكفيك مدى الحياة)، ولكني رفضت اخذ الحقيبة وقلت له إنه ليست من صفات الرجل ان يتخلى عن كلمته من أجل المال، لذلك رفضت جميع المغريات في سبيل انتقالي إلى القادسية، وبالفعل تماما عند عودتي إلى الكويت وقعت استمارة تسجيلي في القادسية وتحديدا في سنة 1965 وقبل وفاة أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم (ابو الدستور) بأسبوعين. ولم انتقل إلى أي ناد بعدها لأنني شعرت براحة تامة مع الاصفر ولقرب النادي من منزلي الذي كان بمنطقة ميدان حولي إلى ان جاء قرار وزارة الشؤون الذي يمنع انتقال اللاعب إلا بموافقة إدارة ناديه السابق.• هل كان لوالدك دور في اتجاهك الى الرياضة ؟- نعم كان لوالدي، رحمه الله، دور كبير في اتجاهي إلى الرياضة لدرجة انه كان يستأذن من مقر عمله في الميناء الداخلي من اجل ان يحضر المباريات التي اخوضها، فكان يساندني ويشجعني خصوصا عندما انتقلت إلى القادسية نظرا الى انه قدساوي.• ما الذي أضفته إلى القادسية عند انتقالك اليه؟- بحمد الله تمكنت من التأقلم مع المجموعة الجديدة بشكل متميز خصوصا انه سبق لي اللعب مع العديد منهم، فشكلت اضافة قوية الى صفوف الفريق الذي كان يضم كلا من عبدالله سالم وفاروق ابراهيم ومحمد المسعود، وفي اول موسم انتقلت فيه إلى القادسية حققنا لقب الدوري للمرة الاولى، واستمر تألقي مع الفريق الذي واصل حصد الالقاب لسنوات عدة بعدها.• ما افضل المباريات التي خضتها في مشوارك الكروي؟ ولماذا؟- لا توجد مباراة محددة في ذهني ولكن جميع المباريات التي كانت ضد فريقي السابق العربي هي مفضلة بالنسبة الي، نظرا الى ما تحمله مباريات القادسية والعربي من ندية واثارة منذ عشرات السنين لدرجة ان المدرجات كانت تكتظ بالجماهير قبل بداية المباريات بساعة او اكثر، ففي السابق كان لاعبو الفريقين يتقاتلون من أجل الكرة ويبذل اللاعب جهدا كبيرا في مثل هذه المباريات.• أيهما تفضل مجلس ادارة النادي السابق برئاسة عبدالعزيز المخلد او الحالي برئاسة طلال الفهد؟ ولماذا؟- انا افضل القادسية ولست مع المخلد أو الفارس او الفهد ولدي علاقات قوية مع جميع مجالس الادارات سواء كانت السابقة او الحالية، فالمخلد والفارس ابنا النادي عملا واجتهدا من أجله، وهما رياضيان مخضرمان ولهما تاريخهما وباعهما الطويل، أما مجلس الادارة الحالي فإنجازاته هي التي تتحدث عنه فقد تمكن من الوصول بالقادسية إلى اعلى مستويات التألق، كما انه ساهم في بناء المشاريع الاستثمارية بالنادي، وفي نهاية الامر جميعنا قدساويون ونعمل لمصلحة النادي وتطوير الرياضة.الرياضة في رمضان• كيف كان النشاط الرياضي في رمضان؟- كان النشاط الرياضي في رمضان طبيعيا، حيث كان الدوري مستمرا وكنا نخوض مبارياته في الفترة المسائية أي بعد الافطار، وشهر رمضان له طابع خاص حيث تزداد الندية والاثارة لدى حضور المباريات.• هل كانت هذه الدورات أحد معالم الرياضة الكويتية سابقا ؟وهل تؤيد فكرة اقامة مثل هذه الدورات؟- نعم كانت الدورات الرياضية احد معالم الرياضة الكويتية سابقا خصوصا مع بداية السبعينيات، وانا اؤيد اقامة مثل هذه الدورات خصوصا الدورات التي تعمل على تخليد ذكرى اشخاص خدموا الرياضة الكويتية مثل دورة المرحوم فاروق ابراهيم الرمضانية، ثم إن مثل هذه الدورات لها تأثير ايجابي عبر استغلال اوقات فراغ الشباب بشيء مفيد ثم انها تعمل على تجمع الشباب الكويتي وتنمية العلاقة في ما بينهم.• هل تعارض مشاركة لاعب النادي في الدورات الرمضانية؟- لا اعارض، فمشاركة لاعب النادي في مثل هذه الدورات يعمل على ارتفاع المستوى الفني للدورة نفسها فتصبح الندية والاثارة عنوان مبارياتها.الكرة الكويتية تطورها وتراجعها• ما سر نجاح الاجيال السابقة في تحقيق الانجازات للكرة الكويتية مع قلة الامكانات ؟- استطيع ان اقول إن سر نجاح الكرة الكويتية في منتصف الستينيات وحتى بداية الثمانينيات هو صفاء النفوس، حيث كانت المودة تسود العاملين في المجال الرياضي انذالك، بالإضافة إلى الاهتمام الذي كان يجده اللاعب سواء كان ذلك من مجلس ادارته او الاداري المشرف عليه، والذي تجده قد يذهب إلى منزل اللاعب من أجل السؤال عليه في حالة غيابه واسباب تخلفه عن التدريبات اليومية التي كنا نخوضها بجدية تامة على ملاعب ترابية بسيطة، كما كان لدعم القائمين على الاندية دور كبير في نجاح الكرة الكويتية.• مثلت المنتخب في مناسبات عدة ولكن لماذا لم يقع اختيار المدرب ماريو زاغالو عليك في دورة الخليج الثالثة التي اقيمت في الكويت ؟- انا احترم القرار الذي اتخذه زاغالو بعدم ضمي الى المنتخب في دورة الخليج الثالثة لأن نظرة زاغالو كانت بعيدة للغاية، حيث كان يهدف إلى بناء جيل جديد قادر على الوصول بالكرة الكويتية إلى البطولات الدولية فلم يضمني إلى المنتخب نظرا الى كبر سني حينها، وبالفعل تماما ظهر العديد من النجوم مما أكد صحة رأي زاغالو.• ما اهم انجازاتك التي تفتخر بها مع المنتخب؟- شاركت مع المنتخب لمدة تتجاوز العشر سنوات وحققنا انجازات عديدة على الصعيد العربي والخليجي، منها المركز الثاني في البطولة العربية التي اقيمت في المغرب سنة 1960، بالإضافة إلى مشاركتي في دورة الخليج الثانية في السعودية حين تمكنا من الظفر بلقب بطولة الخليج واذلال كبرياء المنتخب السعودي آنذاك.• ولما ابتعدت عن التدريب لاحقا؟- ابتعدت عن التدريب لاحقا لتشبعي من العمل كمدرب خصوصا انني دربت لمدة تتجاوز العشر سنوات، بالإضافة إلى نصيحة الشهيد فهد الاحمد لي بالابتعاد عن التدريب، وطلب مني ان اعمل اداريا للفريق الاول لكرة القدم لكني رفضت طلبه وفضلت اتباع نصيحته بالابتعاد عن التدريب.• لماذا تراجعت الكرة الكويتية منذ منتصف الثمانينيات وحتى يومنا هذا؟- تراجعت الكرة الكويتية لأسباب عدة من اهمها غياب دور المدارس، ففي السابق كانت المدارس تشكل رافدا قويا للأندية وكان هنالك العديد من مشرفي الاندية يذهبون إلى المدارس من أجل البحث عن اللاعبين، ولكن للأسف اصبحت المدارس ووزارة التربية غير مبالية بتطوير دور الرياضة للطالب، ومن اسباب تدهور مستوى الرياضة الكويتية ايضا الصراعات التي تطفو على السطح وغياب الاهتمام من جانب الاداري واللاعب في اداء واجبه تجاه ناديه.• ايهما تفضل المدرب الاجنبي ام المحلي؟ ولماذا؟- من وجهة نظري الشخصية انا افضل المدرب الاجنبي على المدرب الوطني مع انني عملت كمدرب، وسبب ذلك ان المدرب الاجنبي هو مدرب محترف يجيد اختيار اللاعبين يعمل على تطوير مستوياتهم بشكل مدروس، وخير مثال على ذلك مدرب منتخبنا الوطني سنة 1971 اليوغوسلافي بتروش الذي اكتشف جيلا مميزا من اللاعبين الذين تألقوا في سماء الكرة الكويتية وهم: جاسم يعقوب وفتحي كميل، وكان بتروش يتميز بمتابعة التغذية الخاصة باللاعبين لدرجة انه كان يأمر لاعبي المنتخب بأكل التمر قبل بدء التدريبات لما فيه من فائدة عظيمة للجسم، ثم انه باعتقادي الشخصي ان المدرب الوطني هو مدرب هاو.• كيف يمكن النهوض بالرياضة الكويتية واعادتها إلى وضعها الطبيعي مرة أخرى؟- لكي نتمكن من اعادة الكرة الكويتية إلى مستواها السابق يجب علينا ان نهتم بشكل كبير بالقاعدة السنية وهي الاساس، كما يجب ان يكون هنالك دور للمدارس ووزارة التربية من خلال اكتشاف المواهب وعودة دور الكشافة من جديد. وفي الختام اطلب من جميع الاخوة الرياضيين وضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، وان يتكاتفوا ويتعانوا من أجل الرياضة.اعتزلت في الوقت المناسبحقيقة تعرضت لإصابات قوية مختلفة منها اصابة في غضروف الانكل غبت على اثرها لمدة تزيد على 4 اشهر واجريت عملية جراحية في جمهورية التشيك، ولكن الاصابات لم تكن السبب الرئيسي في اعتزالي بل كان كبر السن، حيث رأيت اني غير قادر على العطاء في الموسم المقبل ففضلت الاعتزال، وسبب اتجاهي إلى التدريب بعدها كان نتيجة رغبة ملحة في ذلك الوقت في التدريب، وبالفعل دربت العديد من الاندية منها التضامن والصليبيخات والشباب.
رياضة
العصفور: رفضت حقيبة الفلوس من أجل كلمة أعطيتها للقادسية لست مع الفهد أو المخلد أو الفارس ولكنني قدساوي
28-09-2008