يرسِّخ فيلم «بدون رقابة»، التجربة الإخراجية الأولى لمنتجه هاني جرجس فوزي أكثر من ظاهرة، بدءاً من انتمائه الى الأفلام الجريئة شكلاً ومضموناً، مروراً بالبطولات الجماعية والتي عرفت طريقها الى الساحة أخيراً، انتهاءً بوجود أكثر من وجه جديد في الفيلم بينها عدد من النجمات العربيات، ما يعني أن الفيلم يسير على حافة الأشواك والمشاكل التي بدأت فعلاً قبل التصريح بتصويره، إذ ظل حبيس أدراج الرقابة أشهراً عدة كما يؤكد فوزي وفريق التأليف المكوّن من: أمين جمال، خالد أبو بكر، أكرم يحيى وفضل حسن.

Ad

تتقاسم بطولة الفيلم علا غانم مع دوللي شاهين ونجوم الغناء أحمد فهمي وإدوارد، والفنانة الشابة مروة عبد المنعم وباسم السمرة وماريا، ويشاركهم أيضا الفنانون: حسن حسني ورجاء الجداوي وعايدة عبد العزيز.

يرصد الفيلم، كما يؤكد منتجه ومخرجه هاني جرجس فوزي، صورة واقعية للشباب المصري الذي يهرب من واقعه ومشاكله إما بالإدمان أو الدعارة، مؤكدا أن الفيلم يتناول العلاقة بين الشباب بجرأة كبيرة جدا.

أما عن أسباب تحوُّله من الإنتاج الى الإخراج، أكد فوزي أنه ليس غريبًا عن عالم الإخراج، والذي مارسه بالفعل كمساعد مخرج فور تخرّجه من المعهد العالي للسينما، حيث عمل في 23 فيلمًا مع عدد كبير من عمالقة الإخراج في مصر، غير أن اهتمامه بشركة إنتاج والده بعدما توفي وتفرّغه لإدارتها شغلاه مرحلياً عن الإخراج، والذي يرى أنه آن الأوان للعودة إليه.

نجمات جريئات

أشار فوزي إلى أن السر وراء استعانته بالفنانات اللبنانيات يعود الى جرأتهن في قبول أدوار لم تعد تتحمس لها المصريات، يضاف الى ذلك رفضهن المشاركة في البطولة الجماعية، الأمر الذي حسم اختياره نحو الفنانات العربيات.

تجسّد علا غانم، كما أكدت لنا، من خلال الفيلم دور شرين أو شيري وهي فتاة شاذة، وتقول إن ذلك النموذج صدمها أثناء قراءة السيناريو، وتتصور بالطبع أنه سيصدم المشاهد، لكنها تحمست لقبوله على الرغم مما قد يثيره من جدل، لإيمانها بضرورة أن تتصدى الدراما لكل النماذج الإنسانية بسلبياتها وإيجابياتها كلها، كذلك يتطرق الفيلم الى سلوكها النفسي والاجتماعي ومدى تأثير المجتمع فيها.

يخوض المغني أحمد فهمي، عضو فريق «واما»، من خلال الفيلم ثاني تجاربه السينمائية، وفي دور مختلف تماماً عن الدور الرومانسي الذي قدمه في فيلم «خليج نعمة»، حيث يؤدي دور هاني الشاب المنحرف، والذي لا يستطيع تحمّل أية مسؤولية، وهو للأسف نموذج موجود بكثرة في المجتمع الذي يؤدي دوراً في توصيل تلك النماذج الى ذلك المصير.

أما الفنانة الشابة مروة عبد المنعم فتخرج في هذا الفيلم من عباءة الفتاة الهادئة الرومانسية التي ظهرت من خلالها في أعمالها السابقة، وتؤدي دور سماح الفتاة الجامعية التي تسير في طريق الانحراف وتتعرض لمفارقات عدة خلال الفيلم.

عبّرت عبد المنعم عن سعادتها بتقديم دور سماح، وإن كانت أبدت تخوّفها الشديد من صدمة الجمهور أو عدم تقبله لها في هذا الدور، على الرغم من أن الفنان، كما تؤمن، لا بد من أن يقوم بأداء الأدوار كلها من خلال الأعمال الدرامية، وتتمنى أن تكون سماح بمثابة نقطة تحوُّل في مشوارها الفني.

خطّ أحمر

أبدى أمين جمال، أحد المشاركين في كتابة السيناريو والحوار، سعادته البالغة بخروج الفيلم إلى النور بعد أن ظل حبيس أدراج الرقابة 8 أشهر، وبعد رفضه من قبل ثلاث لجان عُرض عليها، ولولا تدخّل علي أبو شادي رئيس الرقابة، كونه تفهّم الرسالة التي يحاول الفيلم أن يوصلها الى الجمهور، لما حُلَّت المشكلة.

حول مناقشة الفيلم لقضية الفتاة الشاذة، رفض جمال أن يكون هذا الموضوع خطاً أحمر لأن تلك الشخصية تعيش في مجتمعنا ولا يمكن إنكارها كالمدمن والمدخن، وهؤلاء شخصيات كلها يجب أن يتم تناولها من خلال الأعمال الدرامية، لأن الدراما مرآة الواقع والتي يجب عليها إلقاء الضوء على سلبياتنا وإيجابياتنا كافة.

أما المؤلف أكرم يحيى فأكد أن الفيلم يلقي الضوء على نقاط ضعف عدة في تصرّفات الشباب، مشيراً الى حجم الضغط الذي يتعرض له هؤلاء والذي يصل بهم الى هذا المصير، في ظل غياب القدوة من حياتهم والهدف أيضًا.