تكاتف المال والسياسة، الذي ينضح عبثا بمصالح البلد عبر الاستقطابات وجذب المريدين يمكن كشفه في الشهر الفضيل عبر هذه الغبقات الطارئة على الحياة السياسية في الكويت.

Ad

أول العمود: يعتقد البعض أن عضو مجلس الأمة يفهم في كل القضايا التي تطرح في المجلس ولجانه... وهو اعتقاد خاطئ.

***

البلاد تغرق في «الغبقات»، ولايهمنا منها البريء والطبيعي كالذي تقيمه مؤسسات الرعاية الاجتماعية والجمعيات الأهلية للتواصل في شهر رمضان فهي جزء من تقليد اجتماعي حيث نشاهد الضرير والعاجز والمعاق.

الغبقات السياسية إذا جاز لنا التعبير هي المعنية بحديثنا، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن مراقبة غبقات المتنفذين وبعض المسؤولين في الدولة من ذوي المناصب الرفيعة أو رؤساء الأجهزة والمؤسسات الحكومية تعطي للمراقب مؤشرات واضحة على رغبة البعض لإبراز قوته في التأثير على مجريات الأمور في البلاد، وفرد عضلاته السياسية وإيصال إشارات لخصومه أو منافسيه بأنه يحظى بتأثير كبير بين فئات الشعب من «سياسيين» وأكاديميين وفنانين وصحافيين وغيرهم في مشهد أقرب ما يكون الى الاستعراض على طريقة «أنا موجود... أنا قادم... أنا مهم ومؤثر».

تكاتف المال والسياسة، الذي ينضح عبثا بمصالح البلد عبر الاستقطابات وجذب المريدين يمكن كشفه في الشهر الفضيل عبر هذه الغبقات الطارئة على الحياة السياسية في الكويت.

ففي الزمن الماضي كنا نشاهد منظرا واحدا يقوم به رأس الدولة الى الجمعيات الأهلية وديوانيات معروفة ومؤسسات الرعيل الأول، وتنتهى الأمور بكل براءة الى هذا الحد... وبدون غبقات على الهامش لفلان وعلان، لكن اليوم الأمور اختلفت بسبب موازين القوى... المرئي منها والمسموع!

بالطبع ليس في الكويت أي نهج بوليسي وجبري يرسم علاقات الناس بعضها ببعض، بمعنى ألا أحد «يُغصب» على تلبية دعوات من هذه الشاكلة، ولذلك يستغرب البعض من الصور التي تنشر في الصحف لغبقة القبضاي «س» أو«ص»، فيقال استغرابا «شفت فلان في غبقة ....»، ويستغربون من وجوده لعلمهم أنه ليس من أصحاب هذا الجو، لكنها «الشرهه» والشرهه ثقيلة في الكويت، وهي تكلف كثيرا في نظر البعض، ويمكن أن تكلف ترقية أو وعدا بمنصب أرفع، أو حجب تجديد للمنصب الحالي.

الغبقات السياسية مؤشر لطريقة سير الأمور وما ستؤدي إليه مستقبلا، ظاهرها الابتسام و«الطعام»، وباطنها التحزب وربط المصالح، وفرد العضلات والتباهي بكثرة المريدين... يجري ذلك في جوّ لا علاقة له بـ«عاداتنا وتقليدنا». والمطلوب فقط مراقبة أصحاب الغبقات، و متابعة سريعة لبعض الوجوه الحاضرة، وبعد ذلك نحتاج الى متابعة جلسات مجلس الأمة، ومتابعة جريدة الكويت اليوم الرسمية لمتابعة التعيينات... ودمتم!