علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة مقربة من البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية أن الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما بصدد إعلان مبعوث جديد للشرق الأوسط للتعاطي مع الملف الإيراني، مؤكدة أن المبعوث سيكون هو السفير والمبعوث الرئاسي السابق للشرق الأوسط دنيس روس.

Ad

وبيَّنت المصادر أن إعلان روس كان من المفترض أن يكون خلال خطاب الرئيس الخميس الماضي، الذي أعلن خلاله مبعوثَيه ريتشارد هولبروك المكلف ملف أفغانستان وباكستان، وجورج ميتشيل المكلف الملف الإسرائيلي- الفلسطيني، إلا أن التأخير في إعلانه أتى بسبب نقاش في الإدارة بشأن طبيعة عمله كمبعوث أو مستشار مكلف ملف إيران في وزارة الخارجية تحت إشراف هيلاري كلينتون، مشيرة إلى أن إعلان مهمة روس من المقرر أن يتم خلال الأسبوع الجاري.

وكشفت المصادر أن الدور المتوقع من روس حيال الملف النووي الإيراني لن يجنح نحو مفاوضات مباشرة، بل نحو دور دولي أكبر للتعاطي مع الملف الإيراني، وذلك عبر إشراك دول الخليج والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين في مفاوضات متعددة الأطراف مع الجانب الإيراني.

وأعلن روس في مقال نشره الشهر الماضي في مجلة «نيوزويك» نظرته إلى الأسلوب الأمثل للتعاطي مع الملف الإيراني، مشدداً على استخدام أسلوب «العصا والجزرة» مع نظام طهران، قائلاً: «إن استمرار إيران في سعيها إلى الحصول على السلاح النووي يرجع إلى عدم وضع إدارة جورج بوش ضغطاً كافياً عليها، أو عدم تشجيعها بشكل كاف للتخلي عن سعيها هذا»، منتقداً في الوقت ذاته العقوبات المفروضة على إيران من قبل الأمم المتحدة، ومبيناً أنها تستهدف صناعة الصواريخ، وتهدف إلى شل قدرة إيران على تصنيع السلاح النووي، بينما لو سُلطت العقوبات على الاقتصاد الإيراني «لأُجبر الملالي في إيران على الاختيار ما بين إنقاذ الاقتصاد أو تصنيع السلاح النووي». ودعا روس إلى تطبيق عقوبات ذكية على إيران تشل الاقتصاد وترغمها على التخلي عن امتلاك السلاح النووي، مشيراً إلى أن هذه العقوبات لا تكون عبر الأمم المتحدة، بل بالتعاون مع دول كدول الاتحاد الأوروبي والصين والسعودية واليابان لتشكل جبهة موحدة لتطبيق العقوبات. وشدد روس في الوقت ذاته على ضرورة توفير حوافز سياسية واقتصادية وأمنية لإيران -ليس مقابل تخلِّيها عن برنامجها النووي فحسب- بل مقابل تخليها أيضاً عن دعم المنظمات الإرهابية. يذكر أن روس كان مبعوثاً من قبل الرئيسين الأميركيين الأسبقين جورج بوش الأب وبيل كلينتون لتحريك المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وكان له الدور الأبرز في اتفاقي طابا عام 1995 والخليل عام 1997، بالإضافة إلى اتفاقية وادي عربة التي أدت إلى معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994.