ستؤهل الأبراج الـ200 التي تعتزم مدينة جدة بناءها خلال السنوات العشر المقبلة المدينة لدخول ميدان المنافسة مع إمارة دبي، التي تحتضن اليوم أعلى برج في العالم، ومئات الأبراج الشاهقة الأخرى، والدوحة التي يجري العمل حاليا فيها لبناء مئات ناطحات السحاب.

Ad

دخلت السعودية بقوة إلى سباق الأبراج الشاهقة الذي يحتدم حاليًا في منطقة الخليج؛ حيث أعلنت أمانة مدينة جدة الساحلية غرب المملكة، نيتها بناء 200 ناطحة سحاب ستغير وجه وشكل 10 شوارع رئيسية في المدينة، وتقدر كلفتها الإجمالية بـ150 إلى 200 مليار ريال سعودي.

والأبراج الـ200 التي لم تُعرف مواصفاتها ولا ارتفاعاتها ستكون قد اكتملت خلال السنوات العشر المقبلة، لتكون مدينة جدة بذلك قد دخلت إلى ميدان المنافسة مع إمارة دبي، التي تحتضن اليوم أعلى برج في العالم، ومئات الأبراج الشاهقة الأخرى، وكذلك مع مدينة الدوحة التي يجري العمل حاليًا فيها لبناء مئات ناطحات السحاب.

مليون ريال للشقة

وقدَّر خبراء في التثمين والتطوير العمراني متوسط تكلفة 200 ناطحة سحاب بـ150 مليار ريال، ويتراوح سعر الشقة الواحدة من 600 ألف ريال إلى مليون ريال، تتغير حسب سعر العقار وأسعار مواد البناء، في حين أن متوسط سعر بناء المتر الواحد من هذه الناطحات يتراوح بين (6-10) آلاف ريال، وذلك وفقًا لما أوردت جريدة المدينة السعودية في تقريرٍ للصحافي بسام بادويلان الثلاثاء 12-8-2008.

وبيّن الخبراء ان تحوّل بوصلة العمران إلى مثل هذه الارتفاعات جاء بعد أن رأت أمانة جدة أن حاجة المدينة بناء على مخطط البناء الجديد والسماح لبناء الارتفاعات على الشوارع والمحاور الرئيسية لمدينة جدة لزيادة الطلب والحاجة عليها

حسب التوجه العالمي، ولأنها تعتبر من المشاريع الريادية الجمالية التي تضفي واجهةً جميلة للمدينة.

وحسب ما تنوي أمانة جدة فإن بناء 200 ناطحة سحاب سيوفر المساحات الخضراء، ومواقف السيارات، والأندية الرياضية، والصالات الرحبة، والمطاعم، وأماكن الترفيه، كما أن مثل هذه المباني تعتبر مجدية من حيث الاستثمار والتسويق.

30 برجا خلال 3 سنوات

وأوضح مساعد أمين جدة للخدمات المركزية المهندس محمد جمال أبوعمارة أن هذه المشاريع تتراوح في ارتفاعاتها بين (60-250) طابقا تصل مساحتها إلى 6 ملايين متر على سطح الأرض، مشيرًا إلى أن هناك 30 ناطحة سحاب وبرجا مرتفعا ستقام خلال السنوات الثلاث المقبلة، وتستغرق معظم المشاريع 36 شهرا.

وبيّن المهندس أبوعمارة أنه تم اختيار هذه الطرقات والشوارع لتوفر الخدمات على أن تكون مساحتها 10 كيلومترات وتخترق أكثر من حي، وبدأت أموال أجنبية وعالمية تدخل للاستثمار في هذا المجال مثل ماليزيا وسنغافورة وأميركا وبريطانيا.

وسيتم تخصيص الخدمات البلدية للأبراج لتسهيل إجراءات المستثمرين، والحفاظ على أوقاتهم وتعاملهم، وتم تفريغ إدارة خاصة لهذا الغرض، وكل إدارة تبحث مع الزمن لتوفير الخدمات للمشاريع.

وأوضح أبوعمارة أن مدينة جدة تشهد مرحلة انتقالية من مرحلة القلق والخوف من الارتفاعات إلى الناطحات والأبراج المرتفعة في شوارع وطرق محددة، ستظهر كمنتج لمخطط محلي مميز، حيث كانت خلال الفترة الماضية يتم تحديد الارتفاعات إلى قرابة 12 دورا.

تكلفة الإنشاءات

وقدّر خبير التطوير العمراني ومدير عام الخطوط المعمارية وعضو لجنة المكاتب الهندسية واللجنة العقارية بغرفة جدة ونائب رئيس شعبة العمارة في الهيئة السعودية المهندس طلال عبدالله سمرقندي تكلفة إنشاء 200 برج وناطحة سحاب بقرابة 150 مليار ريال تقريبًا بمتوسط كل برج أكثر من 80 دورًا، على اعتبار أن سعر المتر المربع في المباني المرتفعة 6000 ريال.

واتفق في تقدير تكلفة إنشاء ناطحات السحاب فيصل أحمد بادخن الخبير والمثمن العقاري المعتمد وعضو اللجنة العقارية بغرفة جدة، حيث قدّر قيمة البرج الواحد الذي يزيد على 80 دورًا بسعر 800 مليون ريال، والبرج الذي يصل إلى 100 دور بقرابة مليار ريال، أي أن تكلفة 200 برج وناطحة سحاب قد تصل إلى 200 مليار ريال في الوقت الراهن، ولكن تتغير هذه الأسعار حسب قيمة الأرض وقيمة مواد البناء.

واعتبر بادخن أن هذه المشاريع تعطي انطباعًا متميزًا عن مدينة جدة، وستجذب رؤوس الأموال الأجنبية، وستزيد من بناء المزيد من هذه الارتفاعات التي تواكب متطلبات العصر الحالي.

(الأسواق.نت)