أكدت السفيرة الأميركية في الكويت ديبورا جونز أن الولايات المتحدة «لا تقدم الدعم أو المساندة إلى أي من المرشحين» في انتخابات مجلس الأمة، مشيرة الى أن «أي مرشح لم يسبق أن أتى إلينا يطلب دعماً من السفارة الأميركية، وأظن أن المرشحين لا يحتاجون إلا مساندة الناخب الكويتي، وهو الذي يختار المرشح المؤهل».

وشددت جونز، في تعليقها على العملية السياسية بعد حل مجلس الأمة، على أن الكويت «بلد ذو سيادة، ونحن نأخذ كلمة السيادة على محمل الجد، فالكويت ليست إحدى الولايات الخمسين». وقالت إن الولايات المتحدة «تؤمن أن الديمقراطية هي أفضل السبل للحصول على انتقال سلمي، والديمقراطية هي ما يجعل البلاد تنمو وتتطور وتبتعد عن العنف في المراحل الانتقالية».

Ad

أضافت: «قدمنا ومازلنا نقدم الدعم إلى الكويت ولتقاليدها الديمقراطية المتأصلة في الديوانيات وغيرها، والتمثيل السياسي الديمقراطي، نحن نصف العملية الديمقراطية هنا بأنها نشيطة ومعقدة بعض الشيء، ونحن ندعم هذا عند النظر لما هو البديل، عندما يؤدي الصراع السياسي للوصول إلى حالة من الركود فليس في هذا نفع لأحد. فالديمقراطية عبارة عن أمرين، حكومة تمثل الشعب، كما هي تعبير عن سيادة القانون واحترام المؤسسات».

وكانت السفيرة الأميركية تتحدث في مؤتمر صحافي عقدته في السفارة الأميركية في الكويت أمس، وأعربت عن ثقتها بأن «الكويتيين سيقومون بإيجاد الحل». وزادت: «سوف أستخدم مصطلحاً بالإنكليزية يعني تصادم الأصوات، نحن في الولايات المتحدة معتادون على الصخب الذي يرافق العملية السياسية عندما تتفاعل مؤسسات الحكومة مع بعضها البعض».

وأوضحت أن السياسة الخارجية الجديدة للولايات المتحدة «لا تعني التقليل من التدخل المباشر في الأزمات الدولية، بل تستند الى تحقيق الأهداف لكن بطرق مختلفة»، وقالت: «ليس المهم حجم التدخل والمساهمة، إنما سبل الوصول، عبر التعامل مباشرة مع الآخرين، والعمل معاً لمعالجة الأمور وصولاً إلى الأهداف المشتركة».

وعن الاتهامات التي توجه الى الكويت في شأن الاتجار بالبشر، قالت إن التقرير الذي يصدر عن الخارجية الأميركية لا يتعلق بالكويت فحسب، وأشارت الى «وعي أكبر بالموضوع لدى الكويتيين، وتناولته الصحافة بشكل كبير، وجرى نقاش متواصل حول كيفية الوصول الى حل لهذه القضايا».

وأشارت جونز الى أن بلادها «تشارك الكويتَ قلقها من الإرهاب، ولاحظت تصريحات وزير الداخلية (جابر الخالد) العائد من بيروت، لاسيما في مجال محاربة الارهاب ومصادر تمويله، وغسل الأموال، واستخدام بعض المؤسسات لأهداف غير شرعية». وأكدت: «نتعاون مع الكويت عن قرب، وكان لدينا أخيرا تدريب عسكري لمواجهة الاعمال الارهابية».

وعن الكويتيين المعتقلين في معتقل غوانتانامو، أوضحت أن الأهم بالنسبة للولايات المتحدة «كيف تساوي بين حقوق الأفراد ومسألة الأمن القومي»، وأشارت الى قرار الرئيس الأميركي الذي اتخذه إثر توليه السلطة بإغلاق المعتقل، مؤكدة أن بلادها اتخذت خطوات بهذا الشأن، لكنها «تحرص على التأكد من أن المعتقلين لا يعودون الى ممارسة الارهاب بعد الافراج عنهم، وهذه الإجراءات تنطبق على الكويتيين مثل غيرهم».

وذكَّرت جونز بمقولة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وتأكيده أن الولايات المتحدة «لن تكون في عداء مع الاسلام»، وأشارت إلى «سوء فهم حصل بعد اعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية، على اساس أن الولايات المتحدة تعادي الإسلام، لكن الحقيقة أنها في عداء مع الارهاب»، وشددت على أن «التشدد أو التعصب سواء كان مسيحيا، أو إسلاميا، أو يهودياً يؤثر علينا جميعاً، في عالم يعتمد على التواصل بيننا، وهو ما يسعى إليه الرئيس أوباما».

وأكدت أن سحب القوات الأميركية من العراق سيتم بصورة تدريجية «بالحوار مع العراقيين، وربما يتطلب إبقاء بعض الوحدات للتدريب»، وقالت إن هدف الولايات المتحدة «انتقال السلطة الى العراقيين بصورة جيدة، للحفاظ على أمن بلادهم»، والهدف هو «الوصول الى عراق متجانس ومستقر، ويشارك دول الجوار في التنمية والعمل معاً نحو مستقبل زاهر».

وعن العلاقات مع ايران، قالت السفيرة جونز: «لا نتوقع رداً على الرسائل الأميركية، لكن الولايات المتحدة تريد حوارا مباشرا مع الايرانيين»، لافتة الى أن «من حق إيران السعي إلى التقنية النووية السلمية، شرط أن تكون هنالك شفافية لمعرفة كيف تسعى إلى الحصول على هذه التقنية»، واعتبرت أن «السبيل الوحيد للوصول الى تفاهم بشأن نقاط الاختلاف مع الايرانيين هو الحوار المباشر والمنظم، وهو ما نسعى إليه الآن».