أثار الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز عاصفة إعلامية خلال جولته الأوروبية، إذ نقلت وكالات الأنباء العالمية عنه ترحيبه بالجيش الروسي في بلاده، إلا أن الحكومة الفنزويلية سارعت إلى نفي تلك المعلومات وأنباء أخرى وردت عن بلوغ حجم صفقة الأسلحة بين موسكو وكاراكاس الـ30 مليار دولار.

Ad

تابع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أثناء زيارته الرسمية لروسيا خلال اليومين الماضيين، اعتماد سياسة ازعاج الولايات المتحدة، وتهديد مصالحها، إذ رحب ليل أمس الاول، باستضافة قواعد عسكرية روسية على الأراضي الفنزويلية.

ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن تشافيز قوله رداً على سؤال عن إمكان استضافة بلاده لقواعد عسكرية روسية «إن القوات الروسية ستلقى استقبالاً حاراً إذا أرادت أن تصل إلى فنزويلا». ولفت الرئيس الفنزويلي الى أنه يرى أن بإمكان روسيا تأمين حضورها في مختلف أنحاء العالم.

يُشار الى أن ما يسمى بتنظيم «شيوعيي بطرسبورغ» دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في رسالة مفتوحة إلى مواجهة مشروع الدرع الصاروخية الأميركية الذي يتضمن نشر مضادات الصواريخ في تشيكيا وبولندا بإقامة قواعد عسكرية روسية في فنزويلا ونيكاراغوا وبوليفيا وانغولا وموزبيق وناميبيا وزيمبابوي ولاوس وكوريا الشمالية وزيادة الحضور الروسي في سورية.

كاراكاس

في المقابل، نفت الحكومة الفنزويلية الأنباء التي ترددت بشأن موافقة الرئيس شافيز على إقامة قاعدة عسكرية روسية على أراضٍ فنزويلية، وقالت إنها «أكاذيب ومعلومات ملفقة».

وأشارت السلطات الفنزويلية في بيان أصدرته وزارة الإعلام أمس الاول، إلى أن نبأ شراء أسلحة روسية في صفقة تبلغ قيمتها 30 مليار دولار تم تكذيبه بالفعل إلا أن هناك أنباء كاذبة أخرى ترددت بعدها وتتعلق بموافقة شافيز على إقامة قاعدة عسكرية روسية على أراضي بلاده.

وذكر البيان أن تلك الأنباء «الكاذبة والملفقة» رددتها وكالات الأنباء العالمية، كما قامت بعض وسائل الإعلام الفنزويلية الخاصة بالتعليق عليها. وأضاف ان تلك الأنباء رمت إلى «خداع الشعب الفنزويلي وذلك في إطار الحملة التي تتزعمها قوى الإمبريالية ضد البلاد».

من جهة أخرى، وصف الرئيس الفنزويلي اتفاقيات التعاون في مجال الطاقة التي وقعتها روسيا وفنزويلا خلال زيارته لموسكو بأنها «طفرة خارقة في مجال النفط والغاز».

وعن نتائج محادثاته مع ميدفيديف، قال تشافيز، إنهما وجدا توافقاً بين وجهات نظر بلديهما تجاه مسائل السياسة الخارجية». وأشار إلى أن المحادثات مع نظيره الروسي تناولت المسائل المتعلقة بـ«التحالف الاستراتيجي في مجالات الطاقة والمال والدفاع والصناعة».

شافيز ينفي

وفي السياق نفسه، نفى شافيز، عند وصوله الى بيلاروسيا امس، التقارير التي أفادت بان بلاده وقعت عقوداً للتعاون العسكري مع روسيا بقيمة 30 مليار دولار.

ونقلت وكالة أنباء «ايتار تاس» عن تشافيز قوله للصحافيين في مينسك: «هذا رقم سخيف. لا أريد إشاعة مثل هذه الأفكار الوهمية»، وأضاف «من الأفضل لوسائل الإعلام الاهتمام بحجم الأموال التي ستُقَدَّم لتطوير فنزويلا».

وقال، ان فنزويلا وروسيا توصلتا الى اتفاقات تعاون في مجالي الطيران المدني والسكك الحديد.

الى ذلك، عبّر شافيز عن رغبة بلاده في مضاعفة التعاون التجاري والاقتصادي مع بيلاروسيا، وأضاف: «سأبحث مع صديقنا الرئيس (الكسندر) لوكاشينكو خطوات تعزيز تعاوننا».

وأشار شافيز إلى انه زار مينسك قبل عامين للمرة الأولى، وقال: «الآن أستطيع القول، ان البلدين أحرزا تقدماً كبيراً في التجارة المتبادلة والتفاعل السياسي والاقتصادي». وأكد ان فنزويلا تعتزم تقوية التعاون الاقتصادي والتجاري والإنساني والسياسي مع مينسك في المستقبل.

قاذفات روسية

وفي موازاة الحديث عن القاعدة الروسية في فنزويلا، كان الجنرال البارز في سلاح الجو الأميركي نورتون شوارتس أكد أمس الأول، أن نشر قاذفات قنابل روسية في كوبا سيكون تخطياً لـ«خط أحمر»، مشيراً إلى أنه على الولايات المتحدة دعوة غريمتها السابقة خلال الحرب الباردة إلى عدم الإقدام على هذه الخطوة.

وصرّح الجنرال شوارتس، الذي رشّحه الرئيس الأميركي جورج بوش لقيادة القوات الجوية، أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ: «يجب أن نحث الروس على عدم المضي على هذا النهج، وفي حال إقدامهم عليه، أعتقد أنه ينبغي لنا أن نقف بقوة، ونشير إلى أن هذا شيء، يتخطى خطاً أحمر بالنسبة للولايات المتحدة».

وكانت وسائل إعلام روسية أشارت يوم الاثنين الماضي إلى أن الجيش يدرس العودة إلى استخدام أحد أساليب الحرب الباردة والمتمثل في استئناف رحلات القاذفات إلى كوبا أو نشرها هناك رداً على خطط الولايات المتحدة لإقامة نظام دفاع صاروخي في شرق أوروبا.

ورفض البيت الأبيض التعليق بشكل مباشر على تلك التقارير، بدعوى أن الحكومة الروسية لم تعلن صراحة نواياها في هذا الصدد، ولكن المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا برينو أعادت تأكيد أن إقامة الدرع الصاروخية في بولندا وجمهورية التشيك لا يمثل تهديداً بالنسبة إلى روسيا.

(موسكو - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)