في أول لقاء إعلامي مفتوح ثمنت السفيرة الأميركية لدى الكويت مستوى العلاقات الثنائية، مشيدة بالديمقراطية التي وصفتها بالفريدة من نوعها، لكنها لم تخف بعض الملاحظات التي تم تسجيلها على عملية الانتخابات.

Ad

أكدت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الكويت ديبورا جونز وجود العمل الجاد بشأن تقوية العلاقات مع الكويت لاسيما من خلال زاوية القيم المشتركة بين البلدين. لافتة الى ان الكويت ليست فقط شريكة للولايات المتحدة إنما حليف استراتيجي معهم.

وأوضحت جونز خلال لقاء تعارفي عقده وزير الاعلام الاسبق د. سعد بن طفلة في ديوانه بحضور شخصيات سياسية وثقافية واعلامية، ان مهمتها في الكويت تكمن في نقل العلاقة المشتركة إلى القرن الحادي والعشرين، في ظل تساؤلات يبديها الشباب الكويتي حول نوايا الولايات المتحدة خاصة في موضوع العراق، بالاضافة الى العلاقة الامنية الاستراتيجية التي تربط البلدين والعوامل المشتركة بما يمكن ان تخدم البلدين في مجالات الاقتصاد والبيئة.

وبينت السفيرة جونز ان الديمقراطية في الكويت لها جذورها وفريدة من نوعها وقالت «أنا أتكلم من واقع تجربة عشتها في دول خليجية وعربية اخرى»، ولفتت الى ان المجتمع الكويتي يتميز بديمقراطية فريدة من نوعها حيث يتمتع الجميع في الحوار المفتوح وانتقاد الحكوم.

واضافت جون «هناك بعض الملاحظات التي نسجلها على الانتخابات مثل الدوائر الانتخابية، والانتخابات الفرعية القبلية، مشيرة الى ان هناك تساؤلات عديدة ليست نقدا، فالديمقراطيات تنمو في شكل تلقائي، لافتة الى اننا في الولايات المتحدة لدينا الكثير من التساؤلات والملاحظات وربما مشكلات مثلما حصل في فلوريدا حول التصويت عام 2000 وإعادة التصويت وكذلك ما حصل في لاهايو.. فهذه أمور تحصل».

واكدت جونز أن هناك خيطا رفيعا بين تقديم النصائح والتوغل في الشؤون الداخلية، قائلة: «إن العلاقة بين البلدين هي علاقة بين ديمقراطيتين لهما تحدياتها، مشددة على أن للديمقراطيات آلياتها الداخلية التي لا يفهمها احد إلا أهل البيت».

وقالت جونز ان قيادتي البلدين تواجهان تحديات كمسألة الحفاظ على اسس العلاقات بين البلدين مع الأخذ بعين الاعتبار التغيرات في وجهات النظر التي قد تنشأ، مثل التحديات كالتي تواجه أميركا التي تعيش حاليا حملات انتخابية للرئاسة الاميركية حيث نسمع دعوات من الكونغرس لاتخاذ اجراءات وعقوبات ضد دول الأوبك بسبب ارتفاع النفط. مشيرة الى ان تحدي القيادة الأميركية يكون بالتأكيد وتقديم الصور الراسخة لحلفائها واصدقائها بأن الأسس ستبقى راسخة.

صدمات تاريخية

وأوضحت السفيرة الاميركية ان بلدها ديمقراطي يحمل ديناميكيات التجديد والتغيير في داخله، فنحن عشنا ثلاث احداث أو صدمات تاريخية كبرى الاولى عندما تم حرق البيت الأبيض من قبل البريطانيين ايام الاحتلال البريطاني، والثانية الهجوم الياباني على بيرل هاربر عام 1941، والثالثة احداث 11 سبتمبر ومع هذا فإن الديمقراطيات وان مرت بصدمات، لديها القدرة على الاستمرارية وترميم ما يحدث داخلها من تصدعات والنهوض مجددا لأنها تحمل ديناميكية النهوض بداخلها، واعتقد ان لدينا الكثير مما يمكن العمل عليه مع الكويت خاصة من خلال زاوية القيم المشتركة بين البلدين.

دولة فلسطينية

وعن الدور الاميركي في المنطقة قالت جونز لا اريد العودة إلى ما قبل 56 حفاظا على عملي إلا أنني أود تذكيركم بشيء أساسي هو أن ياسر عرفات ارتكب خطأ كبيرا حين رفض العرض الذي قدم له أيام الرئيس بيل كلينتون حول القضية الفلسطينية وانهاء الصراع العربي- الاسرائيلي، واضافت لو كان عمل بما قاله فايزمان وهو أحد مؤسسي الحركة الصهيونية في اسرائيل انك لو أعطيت دولة شرعية حتى لو كانت بحجم طابع بريد لوافقت عليها وعملت على توسيعها، وهذا الأمر للاسف الشديد لم يتمتع به عرفات لا من شجاعة ولا رؤية حين رفض ذلك العرض ووصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.

وأكدت جونز أن الرئاسة الاميركية المقبلة بغض النظر عن نتائجها سوف تولي هذه المشكلة اهمية كبرى علما بأنني اتمنى ان يكون هناك حلا سحريا لهذه المشكلة، مشيرة الى ان هناك تغيرات في السياسية الاميركية منذ عام 1982 حيث كان يمنع استخدام كلمة فلسطين، اما اليوم فالحديث عن دولة فلسطينية. وحول ما اذا كان سيحدث مفاجآت في السياسة الاميركية مع ايران قالت: «ليس هناك مفاجآت في سياستنا الاميركية ونحن في هذا الموضوع نعمل ضمن الوكالة الذرية للطاقة النووية والاتحاد العالمي بأنه على ايران ايقاف نشاطها النووي ونحن مستمرون على هذا النحو».

العراق وأميركا

وفي ما يخص سياسة الولايات المتحدة الاميركية وما تنشد ان يكون عليه العراق لاسيما ان هناك غموضا لدى الجميع حول هذا الموضوع قالت جونز: «نحن نعمل على أن يكون العراق مستقرا وموحدا وديموقراطيا»، وعرجت على تجربتها في العراق واضحت لقد عشت سنتين في العراق كدبلوماسية وكان وقتها الحرب مع ايران التي تسببت في قتل ما يقارب نصف مليون شخص في حرب عبثية شبيهة بالحرب العالمية الأولى وكان وقتها الخوف والهلع من ذكر صدام حسين، وكانوا يكتفون بالاشارة إلى «الشارب» إذا ارادوا ان يأتوا على ذكره،

واشارت الى انها ليست هنا لتذكر الكويتيين بوحشية وهجومية صدام حسين لأنكم تعرفوها منذ عام 73 وحتى سقوطه، ولكن الرئيس والادارة الاميركية اعتقدوا ان البدء بالعراق رغم كل هذه الدموية هو الأمل لأنه يحتوي على ميزات لا يمتلكها الآخرون ولديه نسبة كبيرة من المتعلمين وشعب متطور نسبيا، ويمكن تحويله إلى عراق ديمقراطي يكون نموذجا لكثير من دول المنطقة، مؤكدة التزام بلادها بهذه المبادئ وهي عراق موحد ديمقراطي، مسالم، وبحكومة وطنية.

واضافت «نحن مستمرون في دعم هذه السياسة لتحقيق هذه الاهداف، لافتة الى انه ارتكبت اخطاء كثيرة في العراق تمت كتابتها والكشف عنها، منوهة الى ان هناك الكثير ممن يعتقدون انه لدينا اجندة اخرى مخيفة للتكسب من وراء الحرب في العراق، ولكن صدقوني ان العراق قد «افلسنا» وفلست بنا كأمة وعليكم ان تحسبوا الارقام كي نثبت لكن العكس هو الذي حصل تماما».