رغم انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق في الآونة الأخيرة، إلا أن «ترشيد» لم تظهر في الأحداث، واكتفت على ما يبدو بمراقبة الوضع الكهربائي عن بعد، على أمل انتهاء الصيف الحالي بسلام.

«ساعة ترشيد»، «اعلانات ترشيد»، «مسجات ترشيد»، الكل يتساءل أين اختفت تلك الخطوات التي ساهمت -حسب ما ذكره القائمون على المشروع- في انخفاض معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية العام الماضي؟... فالصيف نار، وانقطاع الكهرباء مسلسل بدأ مبكرا وربما سيستمر طيلة الشهرين القادمين، ومع ذلك لم يظهر مؤشر الاستهلاك في التلفزيون، أما الغائب الأكبر والأكثر تميزا والجميع يشعر أن له «وحشة» فهو «من حبنا لها نوفر لها»، خصوصا أن هذه الأغنية رغم ما جلبته لنا العام الفائت من سخرية واستهزاء من الكثيرين، إلا أن غيابها كان واضحا خلال الأيام القليلة الماضية التي شهدت انقطاعا للتيار الكهربائي في معظم المناطق.

Ad

وقد يكون الوضع الكهربائي الحالي في البلاد ساهم بشكل كبير في زيادة لهفة وشوق المواطنين والمقيمين إلى سماع تلك الأغنية «الترشيدية»، خصوصا إذا ما عرفنا أن انقطاع التيار في مناطق متفرقة قد يتكرر في أي لحظة، لكن ذلك بالتأكيد لن يعفي مسؤولي الوزارة من المسؤولية تجاه ما حدث وسيحدث في الأيام القادمة، وبغض النظر عن التصريحات «التخديرية» التي أطلقها أصحاب القرار في الوزارة قبل بداية الصيف، والتي أكدوا خلالها أن العام الجاري سيكون أفضل حالاً من الأعوام السابقة، إلا أن غياب الحملة الوطنية لترشيد الطاقة «ترشيد»، يعتبر أمرا غريبا يثير أكثر من علامة استفهام، خصوصا أن الاستهلاك حاليا في أعلى معدلاته، ودرجات الحرارة آخذة في الارتفاع، والوضع قد يزداد سوءاً في الأسابيع المقبلة وهذا أمر وارد أيضا، ورغم ذلك تستمر «ترشيد» في غيابها المثير للدهشة، خصوصا إذا ما عرفنا أن الميزانية المخصصة لها تقدر بملايين الدنانير، والمفترض أن تكون هي في الواجهة مع وزارة الكهرباء والماء، والتساؤل المطروح: «إن لم تظهر (ترشيد) في هذا الوقت الحرج، فمتى ستظهر؟!». لا نستطيع أن ننكر دور «ترشيد» وما قامت به العام الماضي من جهود جبارة نحو توعية المواطنين والمقيمين بضرورة المحافظة على الثروة الوطنية وتقنين الاستهلاك الزائد عن الحاجة، لكن في الوقت نفسه يجب على المسؤولين عن هذا المشروع الوطني أن يبرروا هذا الصمت المريب عن كل ما تمر به البلاد هذه الأيام، وكأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، ما يؤكد أن الأزمة الكهربائية في واد ٍوالعاملون في ترشيد في واد ٍآخر، والسؤال الأهم هنا «ليس أين دور ترشيد، لكن أين ذهب الأطفال الذين قاموا بأداء أغنية من حبنا لها نوفر لها»؟!