في هذه الزاوية تنشر الجريدة• سلسلة من المقالات بأقلام المحامين المتخصصين في قضايا الأحوال الشخصية، بهدف تسليط الضوء على حقوق المرأة، وفي هذه الحلقة يتحدث المحامي وسمي خالد الوسمي عن ضرورة وجود قانون يحمي الأسرة ، وفي ما يلي نص المقال:

Ad

في الوقت الذي ترتفع فيه المطالبات لتعديل قانون الأحوال الشخصية لتحقيق المزيد من الضمانات التي تكفل للحياة الزوجية الدوام والإستمرار، وهو ما يتطلب برأيي العمل على إصدار قانون للأسرة يضمن حماية هذه الأسرة والحفاظ عليها، فما ما تفتقده الكويت بالفعل هو قانون ينظم شؤون الأسرة بشكل عام، فلا يخص المرأة بعينها ولا الرجل بعينه، لأن الواقع العملي يثبت أن الأسرة هي ضحية طرفي العلاقة في النهاية، وأولى بالحماية هي الأسرة، وحينها سيتحدث القانون عن الرجل والمرأة والأولاد. يثبت الواقع العملي إرتفاع نسبة الطلاق في الكويت، فمن بين حالتي زواج تقع حالة طلاق يوميا، وهي أمر ليس بالهين والبسيط على مجتمع صغير كالكويت، ومن نتائج هذا الطلاق وجود أسر مشتتة، فتجد الأب لايرى إبنه إلا من أسبوع لأسبوع أو يومين بالأسبوع ولمة ساعتين، والأم متكفلة غالبا في شؤون وهموم أبنائها وهمها تحقيق متطلبات أبنائها بسبب غياب أبيهم الغير متواجد معهم بسبب حالة الطلاق،

أيضا يثبت الواقع العملي وجود حالات عنف من قبل الآباء على الأبناء وهي بالتأكيد تعود بنتائج عكسية على علاقة الأبن بوالده، وأيضا حالات العنف من الأم لأبنائها أو حتى من الزوج على زوجته، وبالتالي إذا ما وضعنا نصوصا مجرمة على الممارسين للعنف والضرب بشكل جسيم على متولين الرقابة، لأن الإستمرار في سياسة العنف سيعود بالسوء على الأسرة.

أخيرا يثبت الواقع العملي الإهمال التربوي والصحي من قبل الآباء على الأبناء فهناك حالات إمتناع الآباء عن تمكين أبنائهم وبناتهن من حق التعليم وحرمانهم من ممارسة هذا الحق، أو تمكينهم من الدراسة حتى مراحل دراسية معينة، وهو برأيي أمر يعود بالسوء على المجتمع بشكل عام وعلى هذا المواطن بشكل خاص وبالتأكيد فستكون أيضا الأسرة ضحية هذا الأهمال سواء بالحرمان من التعليم او الصحة أو الأمن وهنا يتطلب الامر وجود نصوص قانونية تجرم إهمال الآباء سواء بالتعليم أو حتى الصحة أو الامن بتعريض أبنائهم للخطر.

الواقع العملي يشهد العديد من الأمثلة والتي تتطلب وجود قانون يحمي الأسرة ويقيها شر التفكك والتشتت، فحماية الأسرة يحمي حماية المجتمع وبالتأكيد ذلك سيعود بالنفع على بلدنا الحبيب