تتضافر جهود وزارة الداخلية مع المجهودات الدولية للتصدي لجرائم الإنترنت التي تهدد قيم المجتمعات ومثلها العليا وتهدد الأطفال والقُصَّر.أكد مدير الإعلام الأمني الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العقيد محمد الصبر أن لوسائل الاتصال قوة تأثير هائلة في تكوين ثقافة المجتمع ومفاهيمه، وهي مدرسة مفتوحة لغرس القيم العليا ومبادئ السلوك القويم، بالإضافة الى أنها متنفس للترويح والترفيه. وأوضح الصبر، في تصريح صحافي امس، ان دور وسائل الاتصال قد تعاظم بعد التطور غير المسبوق في تقنيات الاتصال، وظهور القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية العالمية للمعلومات المعروفة باسم الانترنت، مشيرا الى انه «لا يمكن لأحد ان ينكر فوائد الانترنت في مختلف المجالات، والتي يجمع عليها الجميع، إلا انه في الوقت نفسه يتعين علينا ألا نغفل مخاطرها وأضرارها».وأضاف ان التقدم المذهل في تقنيات شبكة الانترنت خلال الأعوام القليلة الماضية ضاعف هذه الأخطار التي تلحق بالجميع، اطفالا وشبابا وشيبا.وشدد الصبر على انه «في إطار توجيهات القيادة العليا لوزارة الداخلية، يُجرى تنسيق على اعلى مستوى بين الإنتربول الدولي والانتربول الكويتي لمواجهة جميع جرائم الانترنت»، مبينا ان الانتربول الكويتي، يشارك في الحملات التي يشنها الانتربول الدولي على المواقع الاباحية في العديد من دول العالم في اوروبا وأميركا الشمالية، ومن بينها حملة «تورنادو» التي تنطلق من مدينة فيسبادن الألمانية ضد استغلال الاطفال وممارسة الجنس معهم، ومع القصر، وهي الظاهرة المعروفة عالميا باسم «Child abuse».وحذر الصبر من ان «الادارة العامة للمباحث الجنائية ممثلة في ادارة مكافحة الجرائم الالكترونية لديها قائمة كاملة بأسماء بعض المواطنين وارقامهم المدنية وعناوينهم وارقام بعض الحسابات البنكية لمن يتعاملون مع هذه المواقع الاباحية»، ملمحاً الى ان «هذه القائمة من الاسماء تم اعدادها بعناية بعد سلسلة من التحريات المكثفة، وثبت ان لدى اصحابها علاقات بأصحاب هذه المواقع التي تتعارض مع قيمنا وتقاليدنا واخلاقيات مجتمعنا، ومن الخطأ ان يتصور بعض المنحرفين ان يد القانون لن تصل اليهم».واشار الى ان فرع الانتربول في العاصمة البريطانية لندن خاطب الانتربول الكويتي بشأن تعرض فتاة كويتية صغيرة تعيش هناك للتحرش الجنسي عبر الدردشة على شبكة الانترنت من جانب رجل في الاربعين من العمر، وقيامه بحركات بذيئة وفاضحة عبر الكاميرا، وقد اسفرت التحريات التي تمت بخصوص هذا الحساب عن معرفة رقم البروتوكول، وبالتالي تم تحديد الموقع واتضح ان الاتصال تم من دولة الكويت، مبينا ان من بين هذه الجرائم خلال الفترة الاخيرة «مهاجمة مواقع الانترنت او ما يعرف باقتحام المواقع، خاصة ان عمليات مهاجمة موقع معلوماتي اسهل بكثير من عملية اقامة هذا الموقع مع وجود برمجيات عديدة تتيح شن مثل هذه الهجمات خصوصا من جانب بعض الاحداث والشباب، إذ يتم وضع صور خليعة او تعديل بعض العناوين او الاعلان عن بضائع وهمية».وألمح الصبر الى عملية انتحال شخصية الافراد «إذ يمكن للمنتحل استخدام بعض معلومات شخصية اخرى يحصل عليها بسهولة من الانترنت، مثل الاسم والعنوان ورقم الهوية وسرقة عناوين البريد الالكتروني، وتتم السرقة احيانا عن طريق اجابة السؤال السري الخاص بكلمة السر التي غالبا ما تكون شائعة ومتداولة مثل اجابة سؤال أين ولدت؟ ناصحاً مستخدمي الانترنت بعدم وضع صورهم الشخصية وصور الحفلات الخاصة والاعراس او ارقام هواتفهم داخل الايميلات بل على Flash memory، كذلك عدم فتح رسائل غريبة لا يعرف مصدرها وعدم عرض بيانات الحسابات المصرفية الشخصية عن طريق الانترنت، وعدم تجديد هذه البيانات عن طريق شبكة الانترنت.وأشار الصبر في هذا الصدد الى اهتمام الكويت بحماية الطفل من مخاطر الانترنت، منوها بندوة حماية الاطفال من هذه المخاطر التي نظمها الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع الجمعية الوطنية لحماية الطفل، مؤكدا ان هذه الندوة خطوة في الطريق الصحيح، خاصة ان الاحصاءات تشير إلى ان نحو 60 في المئة من الاطفال والمراهقين يستخدمون غرف التحادث يوميا، مناشدا اولياء الأمور فرض رقابة على ابنائهم وبناتهم في ما يتعلق باستخدام الانترنت وعدم ترك الحبل على الغارب، خاصة ان للاسرة دورا اساسيا ومهما في تنمية الوعي ودعم الاخلاقيات والتمسك بالسلوك الحميد.
محليات
الصبر: تنسيق بين الإنتربول الكويتي والدولي لمكافحة جرائم الإنترنت ناشد أولياء الأمور مراقبة الأبناء حمايةً لقيم المجتمع ومثله العليا
28-05-2009