على الرغم من الدعوات الى طَي صفحة أحداث "7 مايو" الدموية في بيروت وجبل لبنان الجنوبي، حضر ظل "اليوم المشؤوم" حسب ما وصفه رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري أمس، على بيروت والجبل ولبنان، لكن انقسم اللبنانيون في قراءته كل حسب انتمائه السياسي والطائفي.

وبينما لم تسجل في أي من المناطق اللبنانية أحداث أمنية مرتبطة بـذكرى "7 مايو"، شهد المشهد الانتخابي سخونة لافتة تمثلت بإعلان رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون لائحتي كسروان- الفتوح وجزين، والنائب الحريري لائحة "بيروت الثالثة".

Ad

ومن مكان اغتيال النائب السابق وليد عيدو ونجله غرب بيروت، قال الحريري خلال إعلانه لائحة "بيروت الثالثة" أمس: "اليوم الذكرى السنوية الأولى لذلك اليوم المشؤوم الذي اعتقد فيه الجنون أن بإمكانه أن يجتاح بيروت الصامدة العربية قبل أن تجتاحه هي بحكمتها وصبرها وهدوئها ووطنيتها".

وأكد الحريري أن "المحكمة قائمة، والعدالة قادمة، والمجرم لن يفلت من العقاب"، داعيا مناصريه الى عدم السماح لأحد بإدخال الشك الى نفوسهم. وأضاف: "يحاولون الحديث عن تسييس المحكمة عبر القول ان التحقيق موجه نحو سورية، وأنا أقول لهم ان التهمة الموجهة الى النظام السوري تهمة سياسية وجهها الشعب اللبناني بكامله، وهي تهمة لم تأت من الفراغ والخيال، وتعلمون ان رفيق الحريري تم تهديده قبل اغتياله من اشخاص معروفين في النظام السوري".

وضمت لائحة "بيروت الثالثة" النواب عمار حوري، وعاطف مجدلاني، وغازي العريضي، ونبيل دو فريج، وغازي يوسف، ومحمد قباني، وباسم الشاب، ووزير الثقافة تمام سلام، وعماد الحوت.

وفي حين لم يُدخل عون أي تعديل على الأسماء في لائحة كسروان، بشّر إعلانه لائحة جزين بمعركة مفتوحة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في القضاء المذكور بعد فشل "حزب الله" في التوصل الى اتفاق بين حليفيه.

ورأت مصادر مطلعة أن بري ليس في وارد السماح لعون بتأليف كتلة نيابية كبيرة يوظفها مستقبلا في تعطيل قرارات داخل قوى "8 آذار" أو في المجلس النيابي قد يطرحها بري لهدف او لآخر متصل بالتغيرات في المنطقة، وبنظرية الـ "سين-سين" (سورية - السعودية) التي اطلقها الأخير في ظل الانقسام الحاد الذي شهده لبنان بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.

الى ذلك، يتوقع أن تعلن لائحة ثانية في كسروان خلال الأيام القليلة المقبلة لم تتضح معالمها بعد، في حين علم أن الوزير السابق فارس بويز سيعقد غدا مؤتمرا صحافيا يعلن خلاله موقفه من الواقع الانتخابي في المنطقة بعدما أُبعد في اللحظة الأخيرة عن اللائحة العونية.