تحت شعار «وطن آمن ومزدهر» يُعقد المؤتمر السادس للبعثات الدبلوماسية الكويتية بمشاركة 80 بعثة، حيث سيتم تدارس الجوانب الأمنية والاقتصادية لعمل السفراء، إضافة إلى بحث التوصيات السابقة وتقييمها، ووضع خطة عمل للسنوات المقبلة تعاطياً مع الظروف العالمية.أكد وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله ان مؤتمر رؤساء البعثات الكويتية السادس سيعقد بعد غد الموافق 23 ديسمبر الجاري، بمشاركة نحو 80 بعثة تحت شعار «وطن آمن ومزدهر». وأوضح الجارالله في تصريح للصحافيين ان المؤتمر سيتزامن مع افتتاح حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح صرحا دبلوماسيا كبيرا هو المعهد الدبلوماسي الكويتي، مشيرا الى انه يأتي تحت اشراف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح.وقال: «الكل يدرك أن جميع الدول تعقد اجتماعات دورية لسفرائها في الخارج ومن الطبيعي ان نعقد مثل هذا الاجتماع»، مضيفا: «لقد تمكنا بتوفيق من الله وبتوجيهات سامية من الوصول الى 80 بعثة دبلوماسية في الخارج». وبيّن انه نتيجة هذا العدد كان لابد ان نلتقي بهم في دولة الكويت لإطلاعهم على المؤسسات الحيوية والهامة وعلى كل ما يمكن ان يعينهم في ممارساتهم الدبلوماسية.واوضح الجارالله ان هذا اللقاء يعد لقاء مراجعة شاملة لمسيرة دبلوماسية بدأت استمرت منذ سنتين، وهي الفترة بين الاجتماع الحالي والسابق، مشيرا الى ان هناك توجيها وتصويبا وتقييما لهذه المسيرة، اضافة الى ما يجب ان تكون عليه الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة، وقال: «هناك متغيرات محلية واقليمية ودولية، ولابد من التعاطي مع هذه المتغيرات من خلال الدبلوماسية الكويتية»، وبيّن ان المؤتمر يشكل فرصة جيدة للعاملين في الوزارة وكذلك للسفراء في الخارج لاستعراض الهموم المشتركة بشكل عام، وايضا لبلورة توجه مستقبلي لدورهم الدبلوماسي على كل الصُّعد، لا سيما الاقتصادية والامنية والسياسية، مؤكدا ان هناك لقاءات للسفراء بالمسؤولين في الكويت من القطاع الاقتصادي والمالي اضافة الى حوار ونقاش وتدارس لكل ما يتعلق بمستجدات هذا الجانب حتى يستطيع سفراؤنا في الخارج تكوين صورة واضحة ومتكاملة حول الابعاد والمتغيرات الاقتصادية على المستوى المحلي والاقليمي والدولي في ضوء ما حصل من ازمة مالية عالمية وتداعياتها على الكويت والمنطقة.توصياتواضاف الجارالله ان هناك توصيات ستصدر عن المؤتمر تكون نبراسا للسفراء في عملهم خلال ادائهم في السنتين المقبلتين، مبينا انه سيتم استعراض ما تم تحقيقه من توصيات في المؤتمر الماضي، وما تم تنفيذه منها. موضحا انه بنهاية المؤتمر سيصدر بيان ختامي سيعلن في حينه.وعن تأجيل المؤتمر أوضح الجارالله انه من حسن الطالع ان يتزامن مع القمة الاقتصادية، لكنه ليس مقصودا، واضاف: «لقد اجلنا المؤتمر لأسباب تتعلق بارتباطات وزير الخارجية وارتباطات اخرى. وعما اذا كانت هناك دبلوماسية جديدة تعتمد خلال هذا المؤتمر في ظل المتغيرات بالمنطقة، قال: «بالفعل منذ سنتين بدأنا نتحدث عن الدبلوماسية الاقتصادية وقطعنا شوطا بها، خصوصاً لجهة بعض السفارات ذات الطابع الاقتصادي الذي يخدم عمل الدبلوماسية اقتصاديا، وسنستمر في نهجنا بالدبلوماسية الاقتصادية وسنكرسه في ضوء الأزمة المالية التي تشهدها اسواق العالم ككل، ما يؤكد صحة مسارنا وتصورنا ونهجنا في ما يتعلق بالدبلوماسية الاقتصادية، لافتا الى أن شعار المؤتمر الحالي سيكون «وطن آمن ومزدهر».وعن غياب الملحقات والمكاتب التجارية عن بعض السفارات الكويتية بموازاة السعي إلى جعل الكويت عاصمة تجارية ومالية، وهل هناك نية لإقامة ملحقات تجارية او اقتصادية، قال الجارالله: لا بد من الاعتراف بأنه قد يكون لدينا نقص في انشاء ملحقات تجارية في بعض الاماكن، مشيرا الى ان اقامة الملحقيات منوط بوزارة التجارة لذا تم الاتصال معها لتطعيم سفاراتنا التي تحتاج الى ملحقات تجارية. توجيهاتوعما اذا كانت هناك توجيهات خاصة إلى سفراء دول معينة عانت بعض التوتر أخيراً كالهند وباكستان والعراق، أكد الجارالله أن أي توجيهات إلى أي سفير في الخارج تأخذ في الاعتبار علاقة الكويت بتلك الدولة وطبيعة الاوضاع فيها. وأضاف ان وضع العراق خاص ومختلف عن الدول الاخرى العربية والغربية، ولا شك ان تعليماتنا لسفيرنا هناك الذي يعمل مع الخارجية العراقية ومؤسسات الدولة العراقية تسعى الى تطوير العلاقات، ولكن الجانب الأمني في العراق يجب أن يؤخذ في الاعتبار، مشيرا الى ان هناك أمورا بيننا وبين العراق تحتاج الى تركيز ومتابعة، وهو يتولاها بشكل جيد، وبالقدر الذي تسمح به الاوضاع الامنية بالعراق. اما باكستان فالاوضاع فيها تزداد صعوبة، وتحد من نشاط السفير أو من نشاط السلك الدبلوماسي عامة، لكن تعليماتنا وتوجيهاتنا واتصالاتنا وتواصلنا مع سفيرنا مستمرة فيما يتعلق بالعلاقة مع باكستان، مؤكدا الحرص على تطوير هذه العلاقة والاسهام بشكل او بآخر في تحقيق الأمن لباكستان. اما في الهند فهناك اتصال مستمر مع سفارتنا هناك وقنصليتنا في الهند، وبخاصة بعد الاحداث الاخيرة للاطلاع على المستجدات والتعاون مع السلطات الهندية. الدبلوماسية الاقتصاديةوعما حققته الدبلوماسية الاقتصادية خلال العامين المنصرمين قال الجارالله: «حرصنا على تحقيق الدبلوماسية الاقتصادية تجلى بشكل واضح في زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الصيف الماضي الى عدد من الدول بينها لاوس وكمبوديا وميانمار لاستشراف آفاق التعاون الاقتصادي»، مشيرا الى ان هذه الدول رغم وجودها على الخريطة السياسية العالمية الا ان احدا في المنطقة لم يفكر في زيارتها، مشيرا الى ان مكن ثمار تلك الزيارة هو افتتاح كمبوديا وميانمار سفارات لهما بينما تستعد لاوس لاتخاذ الخطوة ذاتها، اضافة الى زيارات اللجان الفنية حرصا على تطبيق الاتفاقيات التي تم توقيعها وتعزيز العلاقات الثنائية. وبيّن الجارالله ان هناك ايضا البعد الامني في عمل الدبلوماسيين وسفراء الكويت في الخارج، مضيفا ان الكل يدرك مدى حساسية واهمية هذا البعد في العمل الدبلوماسي، وما يشكله من تعقيدات وصعوبة في عمل الدبلوماسيين، مشيرا الى ان السفراء الكويتيين في الخارج سيلتقون مع المسؤولين عن القطاع الامني ليتمكنوا من الالمام بأبعاد هذا الجانب، اضافة الى ان هناك جانبا مهما سيتم التطرق اليه وهو ما يتعلق بالشأن النفطي الكويتي والعالمي، وسيأخذ حوارا للتدارس حيث سيلتقي سفراؤنا مع المسؤولين عن القطاع النفطي ليتمكنوا من امتلاك الابعاد الحقيقية والشاملة لصورة الاوضاع النفطية في العالم. وفي اشارة الى انخفاض اسعار النفط الى ما دون الـ40 دولارا، أكد ان الامر يشكل هاجسا للكويت ودافعا يجعلنا نفكر في تقرير مداخلينا النفطية وسفراؤنا بأمس الحاجة إلى الاستماع لوجهات نظر الفنيين، لافتا الى ان كل هذه الابعاد المتكاملة والمتشعبة ستكون فرصة لتدارسها وبحثها مع المسؤولين في دولة الكويت. وأضاف الجارالله ان هناك لقاء موسعا مع الشيخ د. محمد الصباح سيتم من خلاله استعراض عمل وزارة الخارجية ومسيرة الدبلوماسية الكويتية في كل جوانبها، اضافة الى لقاء مع رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي بشأن كل ما يتعلق بالبرلمان، والعلاقة بين العملين البرلماني والدبلوماسي. وشدد الجارالله على ان هناك برنامجا طويلا لمتابعة فتح سفارات في دول يعتقد الحاجة اليها، مؤكدا ان الهم الاكبر والاساسي هو الدفاع عن أبنائنا في الخارج واحاطتهم بكل اهتمام ورعاية، وهي توصية من اعلى مستوى في الدولة، وقال: «الخدمة شرف على صدورنا والدفاع عنهم في اي موقع وجدوا فيه».المؤتمرأوضح الجارالله أن المؤتمر سيبدأ بعد غد في الـ23 من ديسمبر الجاري، ويستمر ثلاثة ايام، وسيحضر صاحب السمو امير البلاد حفل الافتتاح الذي سيستضيفه المعهد الدبلوماسي الكويتي وسيكون هناك ايضا افتتاح للمعهد، وسيقوم سمو رئيس مجلس الوزراء بدعوة السفراء الى حفل غداء. اما اليوم الثاني فسيكون هناك لقاء وعشاء للسفراء مع وزير الخارجية، اضافة الى لقاء المسؤولين من القطاع المالي والاقتصادي في دولة الكويت صباحا، وفي المساء لقاء السفراء بالمسؤولين عن القطاع النفطي، كما سيلتقون المسؤولين عن الجانب الأمني، بينما يتضمن اليوم الثالث اجتماعات عمل بوزارة الخارجية وحفل الختام. تدويركشف الجارالله ان حركة تدوير تشمل السفراء والدبلوماسيين ستكون في بداية العام المقبل، مؤكدا انه لم يحدد بعد العدد المشمول بالتدوير، لكنه أقل من عشرين سفيراً، لافتا الى ان هناك عناصر مؤهلة تدعو إلى الفخر ستتولى مهام السفراء الذين سيحالون إلى التقاعد.
محليات
الجارالله: السفراء سيلتقون المسؤولين النفطيين والأمنيين لاستعراض الهموم المشتركة وطن آمن ومزدهر شعار مؤتمر البعثات الدبلوماسية الكويتية
21-12-2008