استفاقت إيطاليا أمس على كارثة مؤلمة، إذ ضرب زلزال، فجراً، مدينة لاكويلا شرق روما، موقعا، في محصلة شبه نهائية، 92 قتيلا ونحو 1500 جريح، كما دمر العديد من الأبنية الأثرية والتاريخية.

ضرب زلزال قوي وسط إيطاليا أمس، موقعا، وفق محصلة شبه نهائية، 150 قتيلا و 1500 جريح، ومتسببا في تشريد أكثر من 50 ألف شخص، وذلك في اسوأ هزة أرضية تضرب ايطاليا منذ أكثر من 10 سنوات.

Ad

ووقع الزلزال، الذي بلغت قوته 6.2 درجات على مقياس ريختر، في مدينة لاكويلا عاصمة منطقة أبروزي الجبلية التي تقع على بعد حوالي 100 كلم شمال شرق روما.

ونقلت وكالة أنسا الايطالية عن رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلسكوني، الذي ألغى رحلة الى موسكو وتفقد من طائرة مروحية الأضرار التي ألحقها الزلزال بمنطقة لاكويلا، قوله إن الزلزال أوقع عشرات القتلى والجرحى، لافتا الى أن «هناك 4000 عامل إنقاذ يعملون على إخراج الناس من تحت الأنقاض».

وقال برلسكوني إنه سيتم إنشاء مخيم في مدينة لاكويلا يضمّ 2000 خيمة، كل واحدة تستوعب بين 8 الى 10 أشخاص، لايواء المشردين، كما تم حجز نحو 4000 سرير في فنادق المنطقة للناجين»، واضاف أن «المخيم سيكون جاهزاً هذا المساء (اليوم)، مضيفاً: «أريد أن أشدّد على أمر رئيسي، وهو أن أحداً لن يترك وحده».

وناشد رئيس الوزراء الإيطالي الناجين عدم البقاء في بيوتهم المتضررة، معتبراً أنه «لا أحد يمكن أن يعرف ما إذا كان سيضرب زلزال آخر في الساعات أو الأيام المقبلة».

من جهة اخرى، نقلت «أنسا» عن عمّال إنقاذ قولهم إن حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب لاكويلا ارتفع ليصل الى 92 قتيلاً، بعد 11 ساعة على وقوعه، مشيرين الى أن «الحصيلة مرشحة الى الارتفاع في ظل البحث على مزيد من الجثث».

وقال رئيس المعهد الوطني الايطالي للفيزياء الأرضية وعلوم الزلازل إنزو بوشي إن «الدمار في منطقة أبروزو شمل أبنية قيد الإنشاء لم تكن قادرة على الصمود أمام الزلزال»، وأضاف: «من المحزن أن نلاحظ دائما أنه ليست لدينا عقلية بناء هياكل ملائمة في مناطق معرضة لخطر النشاط الزلزالي، بمعنى آخر، نحن لا نشيّد المباني لمقاومة الزلازل، ولا نعمل على ترميم المباني القديمة لجعلها في مأمن من الانهيار». ولفت بوشي الى أنه من المستحيل التكهّن بموعد حدوث مثل هذه الهزات، متوقعاً حصول المزيد من الهزات الارتدادية، لافتا الى تسجيل أكثر من 100 هزة ارتدادية حتى الآن.

وكان عدد كبير من سكان لاكويلا غادروها صباح أمس، حاملين أمتعتهم، خوفا من وقوع هزات ارتدادية.

وكشف الدفاع المدني الايطالي أن أكثر من 50 الف شخص شردوا من جراء الزلزال أمس، مؤكدا أن أكثر من 10 آلاف منزل ومبنى تضررت.

وألحق الزلزال أضرارا جسيمة بمبان أثرية في لاكويلا، كما تضررت كنائس عدة، وقصر يعود الى القرن الـ 16 يستخدم كمقر للمتحف الوطني لمنطقة أبروزي.

الى ذلك، قال وزير الدفاع الايطالي إنياتسيو لاروسا إنه يحشد «الرجال والآليات التابعة للقوات المسلحة اللازمة لمواجهة حالة الطوارئ».

اتصالات تعزية

وذكرت «أنسا» أنه فور وقوع الزلزال تلقت الحكومة الايطالية اتصالات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وروسيا وألمانيا وفرنسا واليونان وإسرائيل وبولندا وأفغانستان للتعزية في ضحايا الزلزال.

وبعث الرئيس الأميركي باراك أوباما، الموجود في تركيا، بتعازيه لعائلات الضحايا، بينما قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إنه أصيب بصدمة عميقة، عارضاً مساعدة بلاده.

كذلك أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن بالغ حزنه لوقوع الضحايا، معزيا الشعب الايطالي والحكومة الايطالية، وقالت المفوضية الأوروبية إنها مستعدة لإرسال مساعدة فورية إذا ما طلبت الحكومة الإيطالية ذلك.

وقال متحدث باسم المفوضية إن المركز الأوروبي للمراقبة والاعلام وحماية المدنيين كان مستعداً لتوفير خيم، والدعم المطلوب للذين خسروا بيوتهم بسبب الزلزال.

وبعثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بتعازيها إلى رئيس الوزراء الإيطالي. وقالت ميركل إنها أصيبت بصدمة لدى علمها بالكارثة التي حلت بإيطاليا.

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك إن الشعب البولندي متحد في الحزن مع عائلات الضحايا الايطاليين، ومع الذين خسروا بيوتهم في الزلزال.

وأعرب البابا بنديكتوس السادس عشر عن «عميق ألمه لأجل ضحايا الزلزال».

كما أعلن الصليب الأحمر التركي أنه مستعد لإرسال مساعدات إنسانية الى المنطقة المنكوبة في إيطاليا.

وكانت إيطاليا شهدت زلازل كبرى في الماضي، وفي عام 1908 وقع زلزال بقوة 7.2 درجات أدى إلى موجات تسونامي (مد بحري)، وتسبب في قتل حوالي 72 ألف شخص في ميسينا، وأدى زلزال آخر بقوة 6.5 درجات في عام 1980 إلى مقتل 3000 شخص.

(لاكويلا، روما-أ ف ب، يو بي آي، رويترز)