مع التوقعات بقرب الإعلان عن صدور مرسوم الدعوة الى الانتخابات، تكثفت اجتماعات القوى السياسية والمجاميع القبلية لتحديد خياراتها وحصر مرشحيها للانتخابات البرلمانية المقبلة، في وقت تتواصل استعدادات القبائل التي تنوي تنظيم انتخابات فرعية من خلال تشكيل لجان التنسيق لاختيار المرشحين الراغبين في خوض انتخابات «أمة 2009»، وكذا المفاوضات من أجل الدخول في تحالفات وقوائم تضمن أكبر عدد ممكن من «الكراسي الخضراء»، يقابلها تحركات من نوع آخر، تتمثل في أن بعض الشخصيات البارزة وأعضاء الكتل السياسية لا سيما الإسلامية منها بدأوا بإعادة ترتيب أوراقهم لاختيار أو دعم مرشحين معينين والتنسيق بينهم لتشكيل قائمة موحدة يمكنها المنافسة في الانتخابات العامة. وبينما استمرت القبائل في مشاوراتها للبحث عن آلية مناسبة للتصفية بين الطامحين الى خوض الانتخابات والاتفاق على عدد محدد، تجتهد القوى السياسية للإعلان عن قوائم بأسماء مرشحيها. إذ كشفت مصادر مطلعة لـ«الجريدة» أن قبيلة عنزة في الدائرة الرابعة عقدت اجتماعا أمس لحسم آلية الترشح والاتفاق على عدد محدد، خصوصاً أن مرشحي القبيلة في هذه الدائرة كثر، ما قد يؤدي الى تشتت الأصوات وتبعثرها. وذكرت المصادر أن الخيارات المطروحة هي خوض الانتخابات بقائمة مكونة من أربعة مرشحين أو تزكية مرشحين اثنين من أبناء القبيلة وترك الأصوات الأخرى لإمكان التحالف مع مرشحين من قبائل أخرى. وبينما حسمت الحركة الدستورية (حدس) أسماء مرشحيها في الدوائر الانتخابية، يستمر التجمع السلفي في مشاوراته مع كوادره وقواعده الانتخابية للإعلان النهائي عن أسماء مرشحيه، في حين تواجه المجموعات الشيعية في الدائرة الأولى إشكالية في الاتفاق على القوائم وتحديد الأسماء المرشحة. وقالت مصادر مقربة من التجمع السلفي أن التجمع لم يحسم الى الآن خياراته في شأن خوض الانتخابات، إذ لا تزال بعض الدوائر الانتخابية محل بحث ودراسة، مشيرة الى أن النائب السابق خالد السلطان لم يحسم ترشيحه بعد في الدائرة الثانية، وكذلك الأمر بالنسبة للدائرتين الأولى والثالثة، حيث يدرس السلف خوض المنافسات فيهما بمرشحين اثنين. وعلى صعيد المجموعات الشيعية في الدائرة الأولى، أشارت المصادر الى أن المشكلة في هذه الدائرة أن الأطراف الشيعية ليست متفقة على أحد، وحتى عندما يتم الاتفاق على مرشح يكون ثمة تنافس كبير. وأضافت أن التأخير في الإعلان عن قوائم ترشيح بالنسبة للشيعة يرجع الى الرغبة في تقريب وجهات النظر وتجاوز نقاط الخلاف والاتفاق على أسماء محددة تحظى بالدعم من الأطياف المختلفة. أمّا على صعيد الفرعيات، فقد كشف مصدر مطلع في الدائرة الخامسة عن اتفاق بشكل مبدئي على دعم من إحدى الشخصيات السياسية والاقتصادية، رغم عدم انتهاء القبائل الممثلة في القائمة من تصفياتها (الانتخابات الفرعية)، مشيراً الى أن هذه القائمة تمثل ثالث أكبر تجمع من حيث العدد بعد العوازم والعجمان. وأضاف أن هناك قائمتين مشابهتين في الدائرتين الأولى والرابعة. وقال المصدر إن الحركة الدستورية (حدس) والتجمع السلفي والحركة السلفية لن تعلن رسمياً عن مرشحيها في الدوائر التي تسيطر الفرعيات على مجريات «اللعبة الانتخابية» فيها إلا بعد اتضاح الرؤية لما ستسفر عنه تلك الفرعيات، لافتاً الى أن التكتيك الجديد جاء نتيجة فقدان الحركات الإسلامية كثيراً من أسهمها بسبب تبنيها مواقف تتعارض والتوجهات الشعبية، إضافة الى الخشية من أن الإعلان عن ممثليها قد يؤثر عليهم خلال الانتخابات الفرعية. وأضاف المصدر أنه رغم إيقاف المعاملات الخاصة بالأعضاء السابقين والمرشحين الحاليين، إلا أن معاملات المرشحين المدعومين لم تتوقف عبر تخصيص «بريد للمعاملات»، مشيراً الى أنها تحظى بالإضافة الى ذلك بدعم مادي كبير. وأوضح أن بعض المرشحين خصص مكتباً للمساعدات المالية، لا سيما المتعلقة منها بالعلاج في الخارج، إضافة الى المساهمة في تسديد القروض وتمويل عمليات البناء وترميم المنازل السكنية.
آخر الأخبار
شخصيات سياسية وحركات إسلامية تخترق الفرعيات القبائل تبحث آلية التصفية بين مرشحيها
31-03-2009