افترش هواة التخييم في البر مساحات شاسعة من صحراء الكويت، ما يُنذر بانتشار ظواهر سلبية عدة غير صديقة للبيئة، نتيجة غياب تفعيل القوانين والتوعية البيئية. الباحث في معهد الكويت للأبحاث العلمية د. علي الدوسري يلقي الضوء على هذه المشكلة. أكد الباحث في علم الدراسات الصحراوية بمعهد الكويت للابحاث العلمية د. علي الدوسري، ان المظاهر السلبية التي تبرز في موسم المخيمات بالكويت تحتاج الى تفعيل القوانين والتثقيف البيئي، موضحاً ان مساحة الكويت لا تتعدى الـ17.818 كيلومترا مربعا، تمثل البيئة البرية منها أكثر من 90 في المئة، بينما يتجاوز عدد السكان في الكويت المليوني نسمة، أي بكثافة سكانية قدرها 120 فرداً لكل كيلومتر مربع، ما يمثل أعلى كثافة بالمقارنة مع كل دول الخليج، عدا البحرين، لافتاً الى أن هذه الكثافة السكانية تسبب ضغطاً شديداً على البيئة البرية خلال أشهر فترة التخييم (6 أشهر)، ما يؤدي الى بروز مظاهر سلبية للمخيمات الربيعية، سببها غياب الثقافة البيئية لمرتادي البر.وأضاف أن أهم هذه الظواهر وضع السواتر الترابية حول المخيمات، ما احدث دمارا هائلا للبيئة البرية من خلال جرف التربة السطحية، والتغيير المورفولوجي لمسارات الأودية الطبيعية من خلال تغيير انسيابية المياه السطحية المحيطة بالمخيمات، وتراكم كمية النفايات الضخمة حول مناطق التخييم، والتخلص الخاطئ منها عبر حرقها أو دفنها من دون وضعها في أماكن تجميع النفايات، إضافة الى القضاء على الحياة الفطرية تماما في أماكن التخييم، نتيجة حركة الآليات بجميع أنواعها (سيارات - تناكر - بنشيات)، والتي تسبب انضغاطا شديدا للتربة السطحية، وبالتالي تدهورا للغطاء النباتي.ولفت د. الدوسري الى انه يجب ان تُصاحب فترة المخيمات خطوات ايجابية، كغرس الأشجار وفق أسس علمية معتبرة، من خلال تقديم الشتلات من النباتات المعمرة والمقاومة للجفاف، كالسدر والأثل والصفصاف والعوسج والكافور بأعمار معينة، ويتم ريّها بالمياه طوال فترة التخييم حتى نهايتها في 30 أبريل، والتي تترك بعدها للخطوة الثانية المتمثلة في تشجيع دور العمل التطوعي لسقاية هذه الأشجار حتى موسم الأمطار القادم، ومن ثم تترك من دون سقاية حيث تكون الأشجار قادرة على مقاومة الجفاف.وأشار إلى ضرورة تحفيز مرتادي البر على التميز من خلال قيام الجهات المعنية بتوزيع شهادات (مخيم صديق للبيئة)، ووضع الجوائز للمخيمات المتميزة، وإعطاء هذه المخيمات فترة أطول في التخييم مقارنة مع مثيلاتها من المخيمات غير الصديقة للبيئة أو الأقل تميزاً.وأشاد د. الدوسري بتميز بعض المخيمات من خلال التشجير الكثيف، ومن ثم عودة مرتاديها اليها عند بدء موسم التخييم الجديد، بهدف استكمال المهمة، موضحاً انه في حال قيام كل مخيم بغرس شجرة، فإن الخضرة ستعم مناطق صحراوية عديدة، منوهاً بتجربة استراليا في هذا المجال حيث أصبحت بعض المناطق الصحراوية غابة من شجر الكافور بعد غرس أشجار للحفاظ على البيئة، ومثل هذه التجربة من الممكن أن تُقام في الكويت، خصوصا إذا علمنا أن مستوى الأمطار في الكويت 112 مم/سنة، وهي كمية معقولة جدا لنمو كثير من النباتات مثل السدر والأثل والصفصاف والعوسج والكافور.صور من التدمير البيئي
محليات
الدوسري: غياب القوانين والثقافة البيئية مصدر أساسي للتخييم السلبي دعا إلى ضرورة غرس الأشجار وفق أسس علمية
08-12-2008