عادت الأميرة آمال مع الأمير حسن الأطرش إلى السويداء عاصمة جبل الدروز، عادت على مضض وتركت طفلتها مع أمها في القاهرة، غير أنها كانت تخطط لشيء في رأسها لا يعرفه سوى الله.

Ad

لم يمض وقت طويل حتى طلبت أسمهان من زوجها الأمير أن تذهب إلى أسواق دمشق لتشتري بعض الملابس والمستلزمات.

ليت كل طلباتها تكون هكذا، فهذا أيسر شيء بالنسبة الى الأمير، عليها أن تطلب فحسب، أي شيء مهما غلا ثمنه، ويكون بين يديها فورا، المهم أن تبعد عن رأسها تلك الأفكار الشيطانية، في ما يخص المغنى والطرب، وأن تبادله حباً بحب.

كان لا بد من أن يوافق الأمير حسن على طلب أسمهان فورا، بل وأجزل لها العطاء في ما تريد، لكن بقي طلب أخر، فقد يستغرق شراء ما يلزم يوماً أو يومين، وليس من المعقول أن تعود الى الجبل، ثم تعاود النزول في اليوم التالي إلى دمشق، فعرضت على الأمير أن تبيت ليلتها في أحد فنادق دمشق.

- لدي الكثير الذي أحتاجه، والوقت لن يكفي لشراء كل ما أطلبه.

- ماذا تقصدين؟

- لن يحدث شيء إذا بت ليلتي في أحد فنادق دمشق واستكملت غدًا شراء بقية ما يلزمني.

- نظر إليها الأمير في دهشة مما تقول.

- كيف يحدث ذلك؟ وماذا سيقول الناس؟

- يحدث مثلما يفعل الكثيرون من الأمراء والباشوات ورجال السياسة عندما ينزلون في الفنادق، فذلك ليس عيبا.

- لم أقصد أنه عيب، لكن كيف يحدث ذلك وبمفردك.

- لك أن تصطحبني إن شئت.

- لكن كما تعرفين أنني... سأرسل معك ابن عمي يوسف الأطرش لتكوني في حمايته ويعمل على راحتك.

- كما تريد.

- ومتى تنزلين.

- الآن.

الانتحار هو الحل

تركت أسمهان السويداء وفي نيتها ألا تعود إليها مرة ثانية، مهما كلّفها ذلك من ثمن، حتى لو كان حياتها شخصيًّا، لم تعد تطيق أن تعود إلى ذلك السجن حتى لو كانت قضبانه من ذهب.

في دمشق، قامت أسمهان بجولة في الأسواق، وراحت تشتري كل ما يلزمها وما لا يلزمها، كانت تشتري بلا وعي، وبلا هدف، ويصاحبها يوسف الأطرش كظلها، فإذا دخلت متجرا أو سوقا، كان خلفها ويقدمها بلقب «سمو الأميرة» وهو ما كان يسعدها، غير أنها كانت تشعر في الوقت نفسه أن اللقب «الطوق» الذي يطوّق عنقها، وهو ما تريد أن تتخلص منه. بعد أن انتهت من الجزء الأول من جولة الشراء، اتجهت بصحبة يوسف الأطرش إلى «الفندق الكبير»، وقفت أمام عامل الفندق، تفحصت الغرف الشاغرة وتعمدت أن تأخذ غرفة بعيدة تمامًا عن الغرفة التي سينزل بها يوسف.

ليلة ليلاء... وربما كانت من أصعب الليالي التي مرت بها أسمهان، سواء وهي فقيرة، أو حتى عندما أصبحت أميرة تطلب فيجاب. استلقت فوق سريرها وكانت اشترت من الأسواق علبة دخان وأقراصًا منومة، وراحت تدخن السجائر بشراهة، واحدة تلو الأخرى، ورأسها لا يتوقف عن التفكير: ماذا سأفعل؟ هل سأظل حبيسة القصر؟ هل كتب عليّ أن أظل مثل بقية نساء الجبل؟ ليس لي وظيفة سوى الأكل والنوم وإنجاب أكبر عدد من الأطفال لزيادة عزوة العائلة؟ هل انتهت هكذا حياتي مع الطرب والغناء وأحلامي التي طالما مرت بخيالي؟ هل لن أعود إلى القاهرة مجدداً؟ نعم لن يتركني أعود، حتى ولو لرؤية ابنتنا كاميليا، ففي المرة الأخيرة توعد بأنني لن أعود إلى القاهرة، وتعود مثل بقية العشيرة ألا يخلف بوعده مهما كانت الأسباب، أي لن يتركني أغادر، حتى عندما فكرت أن أحضر إلى دمشق على بعد كيلومترات عدة، أرسل معي خفيرًا لمراقبتي، وليس لحراستي، نعم لم يعد لديه نية أن يتركني، لكني لن أستسلم، حتى لو ضحيت بحياتي في سبيل حريتي!

صمتت أسمهان لحظة، ثم أشعلت سيجارة جديدة من تلك التي قاربت على الانتهاء وهمست لنفسها وهي تهز رأسها مستسلمة: نعم، حتى لو ضحيت بحياتي، فهي لم يعد لها قيمة إذا استمرت على هذا النحو، فليكن ما يكون!

عند منتصف الليل، وقع الحادث المثير الذي صار حديث نزلاء الفندق الكبير في دمشق، فقد ابتلعت أسمهان كمية من الأقراص المنومة التي أحضرتها معها من السوق، وهي كمية تكفي لقتل فيل ضخم، وليس جسد نحيل رقيق في حجم جسد أسمهان، فراحت تترنح حتى سقطت على الأرض مغمى عليها.

أرادت أسمهان أن تنتحر، لكن إرادة الله كانت أقوى وأكبر، فقد سمع صوت ارتطام جسدها النحيل بالأرض أحد العاملين في خدمة الغرف بينما يمر، ولأن الله أراد، فقد شك الخادم في الأمر، وفورا أحضر النسخة الأخرى من مفتاح غرفة أسمهان، ومعه موظف من الاستقبال ودخلا عليها الغرفة... صدق حدس العامل، اذ كانت أسمهان على الأرض تصارع الموت!

راح موظف الاستقبال يرفعها إلى السرير، بينما جرى الخادم يطرق بكل قوة باب غرفة يوسف الأطرش ليخبره بما حدث لقريبته، فنهض مذعورا يبحث عن طبيب في كل مكان، مهما كلفه ذلك من ثمن. أدركها الطبيب وهي تصارع الموت وانقذها، وما أن استفاقت حتى راحت تنظر إليهم في حسرة وألم ولسان حالها يقول لهم: من سمح لكم بإنقاذي؟ كيف تفشلون ما كنت أخطط له؟ كيف سأواجه الأمير الآن؟ ماذا سأقول له؟ لم أكن أريد أن أثير المشاكل بيني وبينه، كنت أريد أن ينتهي كل شيء في سلام، قبل الليلة كان الأمير وحده هو الذي يناقشني في أمور حياتنا معا... الآن وبعد أن ينكشف ستر ما أردته، سيكون الأمر بين أفراد العائلة كلهم، وليس حسن الأطرش فحسب.

في صباح اليوم التالي، توقفت رحلة الشراء، وجاءت سيارة لنقل الأميرة إلى قصرها في السويداء فوراً، ونزل يوسف الأطرش ليسرع في طلب مساعدة الخدم في نقل الأميرة إلى الداخل.

حب بلا أمل

عرف الأمير حسن الأطرش بتفاصيل تلك الليلة المظلمة ومحاولة انتحار الأميرة آمال: تحاولين الانتحار لماذا؟ إلى هذا الحد تكرهين العيش معي؟ وإذا كنت تكرهينني، لماذا وافقت على الزواج مني، هل تعلمين إلى أي مدى أحببتك؟ إذا لم يكن يعجبك هذا القصر، بحثت لك عن غيره، هل تعلمين مدى استعدادي لتلبية رغباتك لإرضائك؟ ذهب, ألماس... كل ما تريدين!! لماذا؟

- هذا هو يا أمير أصل الموضوع، أعرف أنك تحبني، كذلك لم أكرهك...

- وأيضا لم تبادليني الحب؟

- لم أكرهك، لكن الحب والحياة ليسا عيشة القصور والذهب والألماس، والخدم والحراس... ترى ماذا لو وضعوك يا أمير في سجن أبوابه وجدرانه وقضبانه من الذهب والألماس، هل ستكون سعيدا؟!

- تعتبرين نفسك معي هنا في سجن.

- أنت إنسان نبيل يا أمير، وأي سيدة من سيدات الدروز وغيرهن تتمنى الزواج منك، لكني أريد أن أتنفس، أن أشعر بأني أحيا.

- هل حياتك هناك... في القاهرة، والغناء بين السكارى والمخمورين؟!

لم تجد أسمهان جدوى من المناقشة، فآثرت الصمت، لتتجاوز الموقف، وراحت تندب حظها العاثر الذي جعلها تفلت من الموت لتعود إلى هنا وتسمع هذا الكلام. كانت تريد البقاء في القاهرة، وفضلت الموت عندما وجدت نفسها محاصرة لا تستطيع الإفلات للسفر إلى القاهرة.

رسالة من السماء

مرت الأيام بطيئة متثاقلة، والأميرة صامتة لا تتحدث إلى أحد، وكان الأمير ينظر إليها يراها تشحب يوما بعد يوما، يتألم من داخله، لكنه لا يريد أن يسمح لها بما تريد، فما تريده فيه شقاؤه، فلعل الأيام قادرة على أن تعيد إليها صوابها، وترضى بالأمر الواقع وتهنأ حياة الأمير، لكن هيهات، فما زال عقلها وقلبها وجوارحها هناك.

جاء الإنقاذ من السماء... برقية من القاهرة تقول إن الأم عالية المنذر مريضة وأنها تريد أن ترى ابنتها أسمهان قبل أن تفارق الحياة.

كان الأمير عزم عزمًا لا رجعة فيه أنها لن تذهب إلى القاهرة منذ المرة الأخيرة، لكن أمام الموت لا مفر، فربما رحلت والدتها من دون أن تراها ويظل يحمل هذا الذنب بقية حياته، فلم يجد أمامه سوى أن يودّع أميرته وأن يطلب لها السلامة.

وصلت أسمهان إلى القاهرة واطمأنت على أمها، كانت مجرد وعكة صحية عادية انتهت سريعاً، كذلك أطمأنت أيضا على طفلتها كاميليا، غير أنها لم تبق كعادتها في بيت الأسرة الجديد في منطقة غاردن سيتي، بل أصرت على أن تقيم في فندق «مينا هوس» حيث يلتقي الباشوات وكبار القوم، وفي الوقت نفسه لا تبقى تحت أعين فؤاد التي ضاقت ذرعًا بها.

الخروج من السجن

في فندن مينا هاوس، أشهر فنادق مصر وأفخمها في ذلك الوقت، حجزت أسمهان جناحا خاصا لم تقبل بالعيش مع أمها وشقيقيها فريد وفؤاد، ومن ناحية أخرى كانت اتخذت قرارا بألا تعود إلى السويداء وزوجها الأمير حسن لتعيش معه في جبل الدروز.

أحست أنها تحررت من السجن الذي لم يكن في الواقع سوى بيت الزوجية، وهي لا تريد أن تنتقل من سجن إلى سجن، من سجن بيت الزوجية في الجبل إلى سجن بيت الأسرة في القاهرة حيث المتاعب وتضييق الخناق عليها من جانب شقيقها فؤاد، خصوصا أنها ما زالت على ذمة زوجها الأمير وتعتبر الأميرة «آمال الأطرش»، أميرة جبل الدروز لكنها لا تريد الإمارة... تريد أن تعود أسمهان المطربة فحسب. أسمهان صاحبة الصوت الملائكي الذي يستولي على القلوب والعقول، ويجذبهم في رقة وجلال.

بدأت الاتصالات مع الإذاعة من جديد، وشركات الأسطوانات والموسيقيين ومتعهدي الحفلات، والباشوات.

بدأت ليالي الأنس تعود لأسمهان، متحررة من القيود.

لكن يبدو أن الأقدار تأبى إلا أن تعاندها دائما، فعلى غير انتظار حضر الأمير إلى القاهرة يسأل عن زوجته الأميرة التي طال غيابها في مصر ولم تعد إلى بيتها في الجبل.

قصد بيت الأسرة، وسأل فؤاد عن زوجته: أين الأميرة؟

- أهلا أمير حسن... مرحبا بك، استرح ودعنا نتكلم.

- لم آت لأسترح، أين الأميرة، هل هي نائمة أم في الخارج؟

- يرتبك فؤاد ولم يستطع أن يرد عليه، فتحاول أن تنطق والدته عالية المنذر فيستوقفها فؤاد.

- انتظري يا أمي، في حقيقة الأمر، الأميرة غير موجودة هنا.

- كنت أعرف ذلك، مؤكد أنها ليست في البيت، فقد جاءت إلى القاهرة لتكون على حريتها، تخرج متى تشاء، وتعود وقتما تشاء، ألا تعرف متى ستعود؟.

- عفوا يا أمير، أقصد أنها ليست موجودة هنا، أي أنها لم تعش معنا في المنزل منذ أن عادت من السويداء!

- طار عقل الأمير حسن وهبّ واقفًا

- ماذا تقول، لم تعش معكم هنا، وأين تعيش إذن يا ابن الأمير فهد؟!

- أين تركت أميرة الدروز تعيش يا ابن الأمراء؟!

- اهدأ يا أمير، أعرف أين تعيش، وعيني لا تغيب عنها، كل ما هنالك أنها أرادت أن تعيش في فندق لتستجم وتريح أعصابها، ولم أشأ أن أضغط عليها، خصوصًا بعد أن علمت بما أرادت أن تفعله في الفندق الكبير في دمشق، عندما حاولت....

- مفهوم مفهوم، وما اسم الفندق؟

- مينا هاوس.

طلّقني يا أمير!

ذهب الأمير إلى الفندق بسيارته مصطحبا معه فؤاد.

كان يريد أن يذهب بمفرده، لكن فؤاد طلب أن يكون معه، فقد خشي أن تواجه أسمهان الأمير بالحقيقة الصاعقة وهي أنها لا تحبه ولم تشعر بالسعادة معه ، خصوصا بعدما لاحظ أن الامير يضع مسدسه فى غمد معلّق على وسطه، وأخذ يمهد للتخفيف من حدة المواجهة وكي لا تنتهي بكارثة.

قال فؤاد للأمير: قلبي يتمزق لأنني كنت السبب، جعلتك تتزوجها لكي تنقذها من حياة السهر وليالي الغناء، حفاظا عليها وعلى الأسرة وكي لا تقع في حبائل الشياطين أو تتزوج بغير درزي، نعم إنني السبب، لكنني لم أدرك سوء ما فعلت إلا بعد فوات الأوان.

مضى فؤاد يتحدث وكأنه يواسي الأمير، بينما حسن الأطرش شاردا بذهنه، وكأنه لا يسمعه: إنها لم تخلق للإمارة، بل خلقت للفن وللغناء، لم تخلق للراحة والنعمة والحياة الرغدة. رأيت بنفسك أن سكون الجبل كاد يقتلها وأن العيش فيه أورثها العناد والتمرد. حاولت الانتحار للتخلص من تلك الحياة التي لا تستريح إليها.

نظر إليه الأمير نظرة ثاقبة وكأنه يريده أن يكف عن كلامه، غير أن فؤاد راح يستطرد: أنت سيد الرجال، وعشرات غيرها يتمنين ظفرك... وهي ليست أول النساء ولا آخرهن، لقد جحدت فضلك فاتركها، أتركها وعد إلى الجبل، فهي لا تستحقك يا ابن عمي... لا تستحقك يا أمير!

وصل الأمير ومعه فؤاد إلى فندق مينا هاوس، ترك الأمير سياراته عند الباب ودخل الاثنان الفندق وشاهدا أسمهان عن بعد.

كانت تجلس في شرفة بين مجموعة من رجال السياسة والباشوات.

لمحت أسمهان زوجها وشقيقها وهما يدخلان الفندق، فاستأذنت من الباشوات كأنها ستقوم بأمر بسيط وتعاود فورا، وتقدمت لاستقبالهما بهدوء وكأنهما صديقان لم تغب عنهما طويلا.

صافحت الأمير حسن برقة تخفف بها عنه الأهوال المقبلة، وبدا على وجهها أنها اتخذت قرارا لا رجعة فيه واختارت أن تبدأ هي بالحديث حتى لا تضيّع وقت الأمير، فضلا عن الباشوات الذين ينتظرون. قالت بصراحة من دون مواربة أو تردُّد: لن أخمن لماذا جئت، أعرف جيدا السبب، ولن أبدأ أيضا بالحديث عن نفسي، بل عنك، فأنت زوج محب وعطوف ورجل شهم ونبيل، ولك أخلاق الفرسان، فأنت واحد منهم.

ثم صمتت قليلا وواصلت: لكني على رغم ذلك لن أعود إلى الجبل... لقد تزوجت نزولا عند مشيئة أخي فؤاد الذي سلّط على رقبتي سيفًا، وحاولت أن أحبك لأعيش حياة هانئة، عملت وتعبت وسهرت معك، لكني لم أنس فني، كان استماعي إلى أسطوانة يثير جنوني. كانت أخبار الغناء وفريد وأم كلثوم أحبّ عندي من كل شيء، أحبّ إليّ من أخبار الفرنسيين والدروز والمعارك، وهذه الحقيقة. أريد العودة إلى الفن، إلى الغناء.

تطلع الأمير إلى عيني أسمهان طويلا وسألها: هل انتهيت من كلامك؟

نعم، ليس لدي ما أقوله أكثر مما قلت، وأعرف أنك ابن عمي ورجل كريم، لن تجور على حقي.

- ماذا تريدين الآن؟

صمتت قليلا ثم نظرت إلى الأرض وقالت في صوت رقيق: عفوا... أريد الطلاق يا أمير!

نظر إليها نظرة فاحصة، ثم استدار بوجهه إلى فؤاد، فهز الأخير رأسه حسرة، ثم أدار وجهه بعيدًا عن حسن.

قال الأمير وهو يكتم آلامه ويحاول أن يبدو متماسكا قويا: أنت طالق يا آمال...

كانت تلك المرة الأولى التي ينطق فيها الأمير حسن الأطرش اسم آمال من دون أن يكون مصحوباً بلقب «أميرة»، وكأنه بطلاقها نزع منها لقب الإمارة.

ثم استدار واتجه إلى سيارته وأخذ طريقه عائدا إلى السويداء، انطلق كفارس عائد من المعركة مهزوماً، يحاول أن يضمد جراحه، فقد خسر معركة حياته، والتي من الصعب، بل ربما من المستحيل أن يحاول الانتصار فيها مرة أخرى، فقد انكسر قلبه، حطمت الأميرة قلبه بكلمة واحدة، وهو من أحبها إلى حد الجنون وكان على استعداد أن يفعل أي شيء، لإسعادها، لكنها لم تشأ.

انطلق الأمير عائدًا، لكنه لم يدر أين يسير أو كيف، الأمر الذي جعله يتعرض لحادثتين في الطريق كادتا أن تؤديا بحياته، وهو يندفع في شرود وذهول. كان الحادث الأول في حيفا عندما اصطدم بإحدى الدواب على الطريق ونجا من الموت بأعجوبة، وكان الحادث الثاني على مشارف الجبل عندما اصطدم بجدار وتحطمت السيارة وخرج منها ينزف من الجراح التي أصابته وهو لا يدري!