تنحاز إلى الفن الأصيل وحده وتؤمن أن سلاح المرأة الحقيقي هو القوة والكرامة والغرور. إنها الممثلة اللبنانية نهلة داوود التي شاركت في مسلسل «ورود ممزقة». لا تسعى إلى الشهرة وتعتبر الإستمرارية سمة الممثل المحترف. يستهويها دور المجنونة وتنتظر السيناريو المناسب الذي يسمح لها بأداء هذه الشخصية. تؤمن بالحظ وأملها كبير في المستقبل.

Ad

عن تجربتها في مسلسل «ورود ممزقة» ورأيها بالدراما العربية والمسلسلات التركية المدبلجة، كانت معها الدردشة التالية:

كيف تقيمين تجربتك الأخيرة في «ورود ممزقة»؟

لم يكن مسلسلاً سهلاً بل تطلب عملا شاقاً من ناحية السيناريو وتقطيع النصوص. في السابق كنت أرفض نظرية أن الدور الأوّل أو «البطولة» تحتكر الأضواء، إلا أن دوري في المسلسل الذي كان محورياً، جعلني أقتنع بها. في كل الأحوال الممثل المحترف هو من يعرف اختيار الأدوار المناسبة لشخصيته ويؤديها بشكل صحيح سواء كانت رئيسة أو ثانوية.

جسّدت شخصيات الأم والمرأة الفاجرة والمعلمة وغيرها وكنت أضيف إليها روحاً جديدة نابعة من شخصيتي. كذلك الأمر بالنسبة إلى شخصية «ديانا» في المسلسل، التي منحتني دفعاً معنوياً جديداً وأعتبرها محطة مهمة في مسيرتي الفنية. إنتظرت طويلاً ونذرت نفسي لمهنة التمثيل فكان لا بدّ لي من تحقيق خطوات ناجحة على طريق طموحي الطويل، أمّا الأهم فهو الإستمرارية.

ما هي الجوانب التي أزعجتك أثناء تصوير المسلسل؟

أزعج ضيق الوقت فريق العمل بأكمله حتى المخرج، كان يجب أن ننتهي من التصوير سريعاً على الرغم من تنوع أماكن التصوير والمجموعة الكبيرة من الممثلين التي شاركت فيه، لكن عندما شاهدت نتيجة عملنا واجتهادنا نسيت التعب. ثمة تفاصيل لم نرضَ عليها وهذا أمر طبيعيّ في كلّ عمل جديد، تناقشنا حولها لتفاديها مستقبلاً.

إلى أي مدى تساعد الدراسة الأكاديمية الممثل في إتقان الأداء وفهم الشخصيات التي يجسدها؟

لا شكّ في أن المرحلة الأكاديمية مهمّة جدّاً لأنها تظهر أخطاء الممثل ويتعلم كيفية إجراء نوع من الحوار بينه وبين المتلقي، يساعده على بلورة نفسه أكثر مهنيّاً. يخطئ المخرجون الذين يستعينون بأشخاص غير محترفين لأن الجمهور لا يرحم ويميّز بين الممثل الحقيقي والمصطنع.

بعد تجريتك الطويلة في التمثيل، ما هو الدور الذي تطمحين إلى تجسيده؟

أحب دور المرأة المناضلة والمغامرة، لكني أطمح إلى أداء دور المجنونة. أتذكر الممثلة اللبنانية القديرة ليلى كرم عندما جسدت شخصية المجنونة وكانت قادرة على إضحاكنا وإبكائنا في آن. أتمنى أن أحظى بهذه الفرصة وأن تشاهدني ليلى كرم لتشعر أن هناك ممثلات حملن الشعلة من بعدها. أدرس حالياً بعض السيناريوهات لكنها تخلو من دور «المجنونة».

شاركت في أعمال عربية مشتركة من بينها «حور العين» الذي يتناول قصّة حقيقية، ما هو الفرق بين الدراما اللبنانية والدراما العربية وأيّ منهما تفضّلين؟

كانت تجربتي مع المخرج السوري نجدت أنزور في مسلسل «حور العين» جميلة وتأقلمت معها بشكل كبير خصوصا أن الممثل اللبناني جهاد الأندري شاركني التمثيل مؤدّياً دور زوجي.

أضافت إليّ هذه التجربة الكثير، فالمخرج نجدت أنزور يتمتع بروح مميزة. منذ وصولنا إلى موقع التصوير باشرنا العمل فوراً لأن الإستعدادات أنجزت قبل موعد البدء بالتصوير، وقوبلنا بالتقدير والإحترام. لفتني التنظيم في إدارة الأعمال الدرامية العربية لتوافر فريق عمل ضخم ما يؤدي بطبيعة الحال إلى نتيجة ممتازة.

جذبني العمل لأنه كان عربيا مشتركاً وكسبت صداقة ممثلين من جنسيات مختلفة، إضافة إلى الإنتشار الذي حققته على مستوى الوطن العربي. عندما زرت قطر في العام الماضي، اقترب منّي الناس لتحيتي وأبدوا لي إعجابهم بدوري في المسلسل. لا يعني كلامي أنني أفضّل الأعمال العربية على اللبنانية لكننا نفتقد في لبنان إلى التنافس وهذا مؤسف.

هل تعتقدين أن «ورود ممزقة» أعاد الوهج إلى الدراما اللبنانية خصوصاً أنه عرض خلال شهر رمضان المبارك؟

طبعا ويعود ذلك إلى المخرج إيلي معلوف الذي حضّر طويلاً للمسلسل ووضع هدفاً أمامه وكانت النتيجة جيّدة. أراد أن يكون العمل مميزاً ولم يبخل عليه خصوصا أنه كان المنتج أيضاً، والحمد لله إستطعنا تحقيق نسبة مشاهدة عالية وسط زحمة المسلسلات الرمضانية التي احتلّت الشاشات.

هل تعتبرين أن هذا المسلسل أبرز قدراتك التمثيلية؟

ليس هناك من ممثل طموح يقف عند نجاح دور معين. شعرت في أحيان كثيرة بالإحباط، لأن الأعمال التي تعرض علي لا تبرز موهبتي وطاقاتي في التمثيل، لكن بعد نجاحي في «ورود ممزقة» ارتفعت معنوياتي وأشعر أن المستقبل يخبىء لي هدية مهمّة. النجومية بالنسبة إلي هي الإستمرارية ولا أنام على أمجادي بل أسعى إلى تقديم الجديد دائماً، لذلك يلقبني البعض بصاحبة النفس الطويل.

أي من مسلسلات رمضان لفتك وتابعته؟

شدّني «الحوت» و{قصّة الأمس» لكني لم أستطع متابعة «أسمهان» وأفعل ذلك راهنا بعد الانتشار الكبير الذي حققه.

ما رأيك بالهجوم الذي تعرّض له المسلسل لا سيما من آل الأطرش بحجة أنه شوه صورة أسمهان؟

لا أعتقد أن أحداً من القيمين عليه كان في نيّته الإساءة إلى أسمهان، وعلى الجميع أن يدركوا أن العمل الفنيّ غايته تقديم أشياء جميلة.

هل تحبين تجسيد شخصية فنانة معينة؟

كلا. أديت سابقاً مراحل من حياة زلفا شمعون زوجة رئيس جمهورية لبنان في خمسينيات القرن العشرين كميل شمعون. الجميل أن الدور لم يتطرق إلى تفاصيل حياة زلفا وبقيت هالتها موجودة، لكننا عملنا على الشكل كثيراً. أحب الفنانة داليدا وأتابع الأعمال التي تتناول حياتها.

ما هو الدور الذي ترفضين تجسيده؟

أنا جاهزة لأداء أي دور شرط أن أضيف إليه نكهة خاصة بي. أديت دور روزي في مسلسل «السجينة» وكانت إمرأة سيئة السمعة، لكن ما شدّني إلى هذه الشخصية هو أنها تعكس المعاناة التي تعيشها المرأة في مجتمعنا، وأقنعت المشاهد بدوري من دون أن أرتدي تنورة قصيرة، أي أنني قدمت شخصية سيئة لكن بطريقة راقية ومهذبة لا تخدش العين.

لا أسعى إلى البقاء دائما على الشاشة بل أتأنّى في اختيار أدواري وأعطي لكلّ عمل حقّه وأؤمن أن لكل شخص نصيبه وفرصته في الحياة.

هل تتابعين المسلسلات التركية التي تعرض حالياً على الشاشات العربية؟

شاركت في دبلجة مسلسلات مكسيكية، لكني عاتبة على وسائل الإعلام لأنها لم تسوّق الدوبلاج باللغة اللبنانية مع أنه سبق الفصحى، وتسوق اليوم الدوبلاج باللهجة السورية مع احترامي لها. في المناسبة أوجه تحية إلى شركة «ساما» للإنتاج لصاحبها السوري أديب خير الذي وضع هدفاً أمامه وأصرّ على تنفيذه وحالفه النجاح.

لا أعرف ما يحصل وراء الكواليس وأحزن عندما أجد أنّه يتمّ استبعادنا بحجّة أن اللهجة اللبنانية غير مفهومة عربيّا مع أنّها الأقرب إلى الفصحى وتفهمها الشعوب العربية، والدليل أن الفنانين الخليجيين بدأوا يستعملونها في اغنياتهم. هناك حرب تشن ضد الدراما واللهجة اللبنانية ويصنفوننا على أننا فن «التنورة» فحسب.

رداً على هذه الحرب أذكّر أن الأشخاص المتفوقين في العالم سواء كانوا رجالا أو نساء يحملون الجنسية اللبنانية. من جهتي أفتخر بلبنانيتي وأحمل أرزتي وعلمي أينما ذهبت.

شاركت ملكة جمال لبنان السابقة غابريال أبي راشد في «ورود ممزقة»، كيف تقيّمين هجمة الجميلات على مجال التمثيل؟

لا أرى مشكلة طالما أن الموهبة موجودة، لكن للأسف لا يمتّ البعض من الجميلات اللواتي يقتحمن التمثيل إلى هذا العالم بصلة ويلومني الناس عليهن مراراً. كانت لي تجربة مع النجمة سيرين عبد النور، وهي من الجميلات، إلا أنها اجتهدت وصححت أخطاءها وكوّنت لنفسها خطّاً وحالفها النجاح. أعارض كل ملكة جمال تدخل مجال التمثيل طمعاً بشهرة أكبر لأن الفشل سيكون بانتظارها ولن يتقبلها الجمهور.

ما هي الخلاصة التي خرجت بها بعد تجارب طويلة في الحياة؟

أؤمن بالحظ لكني أدعو كل إمرأة الى عدم استغلال جمالها وجسدها للوصول إلى الشهرة. سلاح المرأة الحقيقي هو تمتعها بالقوة والكرامة والغرور .

ما هو رأيك بـ :

فادي إبراهيم: إنسان عصاميّ.

رولا حمادة: صاحبة قضيّة.

كارمن لبّس: معجبة بها كثيراً.

يسرا: تعبت على نفسها.

إلهام شاهين: أحبّ تمثيلها خصوصاً في المشاهد المؤثرة.

ناديا الجندي: يعجبني إغراء المرأة فيها.

جومانا مراد: جيّدة وتحبّها الكاميرا.

جمال سليمان: رائع.

بسّام كوسى: محترف.