أكد السفير الهولندي لدى الكويت تون اوخسيه أن مجال حقوق الانسان يشهد تقدما ملحوظا في منطقة الخليج العربي بشكل عام والكويت بشكل خاص.ودعا اوخسيه في مؤتمر صحافي عقده أمس في منزله بمناسبة الذكرى الـ 60 للإعلان العالمي لحقوق الانسان، وانشاء الحكومة الهولندية فكرة «وسام زهرة توليب لحقوق الانسان»، الى تفعيل التعاون بين الاتحاد الاوروبي والكويت في جميع المجالات، وعدم الاقتصار على الجانب الاقتصادي، مشيرا الى ان مفاوضات ابرام اتفاقية التجارة الحرة بين الكويت والاتحاد الاوروبي تسير في الاتجاه الصحيح. وأوضح أن الحكومة الهولندية تؤمن بأهمية الدفاع عن حقوق الانسان، ولذلك انشأت فكرة الوسام التي تمنحها سنويا لكل من يدافع عن حقوق الانسان ويتعرض للمخاطرة، لافتاً الى ان الوسام منح هذا العام الى جوشين ماسيكا بيهامبا من جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تدير منظمة مكرسة لوقف اغتصاب النساء واسع النطاق في منطقة الصراع في شرق الكونغو، وقال إنه سيدعو ماسيكا الاربعاء المقبل في لاهاي لتقديم الوسام لها تقديرا لجهودها.وبيّن اوخسيه ان منظمة ماسيكا للتآزر مع النساء اللواتي يتعرضن للاعتداء الجنسي تمارس عملها منذ 2002، وتوفر المساعدات الطبية والدعم النفسي لآلاف ضحايا الاغتصاب، اضافة الى انها تعطي دورات عن العنف الجنسي وعواقبه على الاسر والمجتمعات، مشيرا الى انها تقوم كذلك بجمع المعلومات عن تلك العمليات على أمل ان يتم تقديم الجناة الى المحكمة سواء كانت محلية أو دولية.وقال لقد تعرض منزل ماسيكا لهجوم من جانب بعض الجنود وتعرضت ابنتيها للاعتداء، ومنذ ذلك الحين يعشن في الخارج، مشيرا الى ان هناك موظفين تابعين لها يقدمون معلومات عن عمليات الاغتصاب الى السلطات تم القبض عليهم وعُذبوا وطردوا من منازلهم. واضاف اوخسيه ان الوسام منح بناء على رأي هيئة مستقلة تختار الاشخاص الذين يقعون في مخاطر كبيرة نتيجة دفاعهم عن حقوق الإنسان، مشيرا الى انه بالاضافة الى النصب التذكاري يتم منح مبلغ 100 ألف يورو دعما للمشروع الذي يدافع عن حقوق الإنسان.وأكد أن التشجيع لحقوق الانسان على اساس الدوافع الاخلاقية والعقيدة هي أمور جوهرية في سياسة هولندا الخارجية التي تسعى من خلالها الى ضمان المساواة والاحترام والتضامن وحب المرء من حوله، حيث إن هذه هي الجذور في المجتمع الانساني المتحضر، لافتا الى ان الواجب كذلك الدعوة عالميا الى الاهتمام بحقوق الإنسان على المستوى القومي والدولي لتعزيز الامن والتطور الاقتصادي والاجتماعي.وأوضح اوخسيه انه لا توجد احصاءات دقيقة لحالات الاغتصاب عالميا، وان التقارير توضح الحالات والاماكن التي توجد بها تلك الحالات، لافتا الى ان الاعلان العالمي لحقوق الانسان هو أساس القانون الدولي لحقوق الانسان الذي يخدم جميع المجتمعات والشعوب.وشدد على أن بلاده تهتم بهذه القضية من الناحية الانسانية لا من الناحية السياسية، رافضا التعليق على التقرير السنوي الخاص بحقوق الإنسان والصادر عن وزارة الخارجية الاميركية، لأنه يتعلق بوجهة النظر الاميركية حيال تلك الانتهاكات.
محليات
السفير الهولندي: الخليج يشهد تقدماً ملحوظاً في مجال حقوق الإنسان لا بد من تفعيل التعاون في جميع المجالات وليس الاقتصاد فقط
05-12-2008