ولدت ناتالي بورتمان في القدس في 9 حزيران 1981 وانتقلت في الثالثة من عمرها مع عائلتها إلى الولايات المتحدة الأميركية. في الثانية عشرة من عمرها، ظهرت على الشاشة الكبيرة في فيلم Leon للمخرج لوك بوسون، شاركت الممثل جان رينو البطولة.

Ad

درست علم النفس في جامعة هارفرد واستطاعت أن تجد وقتاً للتمثيل الى جانب نجوم كبار في الوقت نفسه، كانت ابنة آل باتشينو في Heat لمايكل مان، وابنة رئيس الجمهورية الأميركي جاك نيكولسون في Mars Attacks!، كذلك غنت في فيلمEveryone Says I Love You للمخرج وودي آلن.

عام 1999 اختارها المخرج جورج لوكاس لبطولة ثلاثية أفلام Star Wars، في عام 2006 أدت دور البطولة في فيلم V for Vendetta، من أبرز أفلامها: Garden State وCloser

وMy Blueberry nights.

تقدم لنا هذا العام فيلمThe Other Boleyn Girl الى جانب سكارليت جوهانسون واريك بانا، تحدثنا عنه في الحوار التالي.

هل راودتك الكوابيس بعد أداء المشاهد التي يُضرب فيها عنقك في The Other Boleyn Girl ؟

كلا.

قال المخرج جاستن تشادويك إن تصوير هذه المشاهد كان صعباً جداً.

أظن أن الموقع زاد الأمر صعوبة، اذ صورنا في دوفر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي وكان بمثابة نفق هوائي. اضطر فريق العمل إلى اعتمار الخوذات بسبب خطورة الوجود هناك، كان كالإعصار، كل شيء يتطاير من حولنا.

ما الذي جذبك إلى دور آن؟

شعرت أنه جديد بالنسبة إليّ. نادراً ما أقرأ عن امرأة متعددة الخصائص. قوية ومع ذلك حساسة وطموحة وماكرة ويمكن أن تتصرف بخساسة وتشعر بالندم بعدئذ. تتمتع شخصيتها بجوانب مختلفة، إنها شخصية توقعية وتتخذ القرارات على عكس الشخصيات النسائية التفاعلية في الأفلام، أي اللواتي يتفاعلن مع أفعال الرجل. آن شخصية نادرة.

هل تظنين أن هوليوود تشبه بلاط هنري الثامن؟

لكل مجتمع مجموعته الخاصة من قصص الحب والإشاعات والفضائح والمنافسة.

هل كان إتقان اللهجة البريطانية صعباً عليك ، وهل حاولت التمرن عليها خلال التصوير وخارجه؟

كان الأمر مثيراً للتحدي وبدأت التمرن على اللهجة قبل شهر من التصوير. حضرت صفوفاً يومية مع الأستاذة جيل ماكولوك التي كانت موجودة في موقع التصوير، لكني لا أستطيع الإبقاء على اللهجة. من الغريب استخدامها في موطني مثلاً. لذا، لا بد من العودة إلى اللهجة الأميركية.

هل ثمة ما يربطك بالشخصية؟

إنها مثيرة للاهتمام. لا أدري إن كان هناك ما يربطني بها. لا أفكر عادة في مدى تشابهي مع الشخصية، لكن يمكن الشعور بها ومحاولة تفهم دوافعها. تفهمت سبب تصرفاتها عندما قرأت النص.

آن طموحة جداً، هل أنت طموحة مثلها؟

أريد أن أنجح، لكن ليس على حساب الآخرين. هذا هو الطموح الايجابي. أريد أن أنجح وأريد للآخرين أن ينجحوا كذلك وأعتقد أن آن مستعدة للتضحية بأحبائها لتحقيق غايتها.

في الفيلم، لا تظهر آن بولين كضحية فحسب بل تقود مصيرها، ما مدى واقعية ذلك؟ هل أجريت أي بحث عن الموضوع؟

أجريت بحوثاً كثيرة، أعتقد أنه يجب تقبل فكرة أن التاريخ مجرد خيال، خصوصاً أنه يشمل انحياز الراوي. ثمة مناصرون للمساواة بين الرجل والمرأة حاولوا تصوير آن بطريقة ما، وسير ذاتية صورتها كساحرة لها ست أصابع وألقت تعويذة على الملك. أردت الالتزام بقصتنا وحاولت اكتشاف مدى صحتها ومن الواضح أننا نعتمد القصة التي أخبرتها فيليبا بإبداع ودقة من حيث التسلسل الزمني والتفاصيل.

كيف شعرت لدى ارتداء تلك الأزياء القديمة؟

إنه شعور رائع. قامت ساندي بأول بعمل مدهش، إنها أزياء رائعة حقاً وكانت مساعدة جداً للشخصيات لأنها تغير طريقة التحرك والوقوف، خصوصاً مع آن لأنها ترتدي ألواناً جريئة تدل على شخصيتها.

عبرت وسكارلت جوهانسن عن إعجاب إحداكما بالأخرى في مؤتمر صحافي، هل كنتما على معرفة وثيقة قبل الفيلم؟

التقينا في مناسبات اجتماعية. كنا نرتاد الحفلات ذاتها ونلقي التحية على بعضنا بعضاً، هذه هي حدود معرفتنا. إنها المرة الأولى التي نعمل فيها معاً.

هل من سمات تعجبك فيها؟

صراحتها في ما تفعله، تعجبني أعمالها السينمائية كلها، أعتقد أنها تقدم عملاً صادقاً وتبرع فيه. يمكن النظر إليها لدقائق من دون أن تتفوه بكلمة ومعرفة ما يجول في خاطرها من خلال تعابير وجهها. أداؤها دقيق جداً وأظن أنه من الرائع مشاهدتها عن كثب.

ما رأيك بها كإنسانة؟

تتمتع بشخصية قوية وتقول دائماً ما تشعر به. إنه أمر مثير للدهشة لأن نساء كثيرات وأنا منهن يتصرفن بحذر. إنها مختلفة لأنها مباشرة ومتشبثة برأيها وكان ذلك ملهماً بالنسبة إليّ لأنني خجولة نوعاً ما.

إذاً تقولين إنك في الحياة الواقعية أكثر خجلاً من الشخصية التي تؤدينها على الشاشة؟

طبعاً، لكن أكره مقارنة نفسي بالشخصيات التي أؤديها لأنني لا أشبه أيّاً منها.

بدأت مهنتك في سن صغيرة. هل تشعرين أنك فوّت أموراً كثيرة؟

فوّت أموراً كثيرة، وفي الوقت عينه اكتسبت خبرة واسعة من هذه التجربة. سافرت إلى اليابان عندما كنت في الثانية عشرة وهي فرصة لم تسنح لأي من زملائي في الصف، لكني لم أشارك في فريق كرة القدم مع العلم أنني كنت ارتاد المدرسة دائماً. لم أفوّت الحصص لصالح العمل لأنه سُمح لي بتصوير الأفلام في الصيف، ارتدت مدرسة رسمية لذا كنت أقضي الوقت مع أصدقائي وما زلت أحافظ على صداقتنا.

كذلك، عندما يكون الممثل صغيراً في السن، يلقى الاستحسان لتصرفه بنضوج فيتصرف بهذه الطريقة دائماً. بما أن الجميع يندهش به، يستمر في التصرف بهذا الشكل حتى لو لم يكن ناضجاً. هذا ما حصل معي لذا، كان لا بد من الاستفادة من صغر سني والاستمتاع بوقتي عندما كان ذلك مقبولاً. الآن، فات الأوان لأن لا أحد سيظن أنه أمر لطيف.

هل تتساءلين ما كانت لتكون عليه حياتك لو لم تكتشفي حبك للتمثيل، وكيف تتعاملين مع الشهرة؟

لا يمكننا أن نحصل سوى على مسار واحد. في ما يتعلق بمسألة الشهرة، أعتبر أن مظاهرها الإيجابية تفوق السلبية. حالفني الحظ بالسفر إلى أماكن عدة والتعرف الى أناس جدد وهذا أمر مثير للإهتمام.

أتيحت لك خيارات كثيرة خارج إطار التمثيل، هل تحبين التمثيل فعلاً أو أنه مجرد هواية موقتة؟

أحب التمثيل فعلاً، وأموراً أخرى أيضا، لا أريد الحدّ من قدراتي. لا أشعر أنني ثابتة في نقطة محددة في حياتي ولا أظنني ألتزم بأي شيء للأبد، لكني في الوقت الحالي ألتزم التمثيل وأرضى بما أقوم به.

كيف كانت تجربتك في جامعة هارفرد وهل كان من المهم بالنسبة إليك أن تحظي بحياة طبيعية؟

كان ذلك مهماً للغاية. أعتقد أن الأشخاص في هارفرد رائعون وهم الأفضل على الإطلاق في أي مجال.

تعملين راهناً في تصميم الأحذية، أليس كذلك؟

(تضحك) لا أحب انتعال أحذية مصنوعة من منتجات حيوانية، لم أرغب أبداً في أن أكون مصممة أحذية، لكني فكرت في ضرورة صنعها. لا أجني المال من ذلك، فكل ما أكسبه أتبرع به لجمعيات الرفق بالحيوان. لذلك، وجدت ذلك العمل مثيراً للاهتمام، لأن ثمة عالماً آخر يحيط بمجال تصميم الأحذية وتسويقها.

هل تعتقدين أنه بإمكانك الانتقال إلى مجال تصميم الأزياء؟

لا أعتقد ذلك. لا أظنني أتمتع بالموهبة الكافية في هذا المجال ولا أبرع فيه. فضلاً عن ذلك، ليس لدي مشكلة في إيجاد الملابس التي أحبها.

إذاً، أنت لا ترتدين الجلد؟

أبدًا، حتى خلال عملي، لا أرتدي أية مصنوعات حيوانية. حتى في الأفلام، الملابس والأحذية المصنوعة من الفراء كلها مزيفة. لحسن الحظ، كل شخص عملت معه كان متعاوناً في هذا الصدد.