دليل عمليّ لتحليل الأعمال أصدرته «الدار العربية للعلوم ناشرون» بعنوان «التحليل الإداري المبسّط» وهو مخصص لكلّ مدير وصاحب عمل، يساعدهما على اكتساب معلومات وتطوير استراتيجيّات تضمن لهما الفوز في المستقبل إذا استعملا الأدوات العشر لاتخاذ قراراتهما الإداريّة.

Ad

تميّز هذا العصر بتدفّق المعلومات وسهولة الحصول عليها مما جعل ميدان المنافسة بين المؤسسات ورجال الأعمال واسعًا، فاشتدت الحاجة الى استراتيجيّات جديدة في طريقة التنظيم والإدارة لتحقيق النجاح. وغدت المهمة الرئيسة للمديرين التنفيذييّن اليوم هي المشاركة والمساهمة في وضع استراتيجيّات شركاتهم.

تخطيط سليم

يوضح المؤلفان بابيت بينسوسان وكريغ فليشر مفهوم الإدارة الاستراتيجيّة بأنها تطوير الموارد والمهارات التنظيمية المختلفة التي تعطي الشركة ميزة تنافسية في الأسواق، مما يجعلها تدر أرباحًا مرتفعة تفوق معدلات المنافسين. وينبغي لكل شركة تريد تحقيق هذا الأمر اعتماد التخطيط الآتي:

• تحديد إطار نشاطات الشركة من جهة مواقعها وعملائها ومعرفة المنافسين الذين يجب تجنّبهم، وما هي الأعمال التي سنقوم نحن بها والأعمال الموكلة الى الآخرين.

• مطابقة نشاطات الشركة مع بيئتها ومع قدراتها والعمل من ضمنها على زيادة العملاء وتحقيق الأرباح.

• تحقيق الإفادة القصوى من الموارد التي تتمتّع بها الشركة من خلال توظيف أصولها في مجالات مربحة.

• المرونة في تغيّر توجّه الشركة في المدى الطويل وقد ينتهي ذلك في غضون عشر سنوات وفقًا لطبيعة التغيير والمنافسة التي تؤثّر على القطاع.

• التحذير المبكر من الفرص أو المخاطر الناشئة في البيئة التنافسية.

• تقييم موضوعي وشامل للموقع التنافسيّ للشركة والقدرة على التأقلم بسرعة مع التغييرات في البيئة.

قواعد جديدة

رفع انتشار العولمة المستوى المطلق للمنافسة المنتشرة في معظم الأسواق. فسابقاً كان باستطاعة المنافس المحافظة على استدامة مميزات السوق بمجرّد أن يكون في الزمان والمكان المناسبين، إذ كانت الحواجز الجغرافية والمادية والاجتماعية والسياسية تمنع المنافسين من الانتشار في عدد كبير من الأسواق. غير أن معظم هذه الحواجز تلاشى بفضل الانتشار والتقدم السريع الذي حققته وسائل الاتصال ونظم المعلومات وسياسات التجارة والنقل. فبات المنافسون الجدد يبرزون حتى تلاشت هذه الحواجز أينما وجدت في الأسواق.

قد يعتمد المنافسون الجدد وسائل مختلفة عن تلك التي يعتمدها المنافسون الحاليون، فيقدمون أعمالهم في أطر مختلفة، وغالبًا ما يواجهون طلبات عملاء متنوّعة فيستخدمون موارد فريدة. فلا يمكن للشركات أن تتوقع من المنافسين خوض المنافسة وفقًا لقواعد اللعبة القديمة، وقد تبدو أحياناً وسائل المنافسة غير منطقية أو أخلاقية، غير أنها قانونية على كل حال. وبسبب هذه المنافسة العالمية الجديدة تكتسب ضرورة فهم المنافسين وأطر أعمالهم أهمية متزايدة.

بالإضافة إلى ذلك فإن الاقتصاد الجديد يتّسم بقدرة كبيرة على التقليد، حيث يتمتع المنافسون بقدرة أكبر من الماضي على تكرار معظم مواصفات منتج ما ونسخه أو تقديم خدمة جديدة. وتزداد صعوبة مواجهة المقلّدين نظرًا الى تعقيدات السوق، وبالتالي تبرز الحاجة الى الدخول في تحالفات والتعاون مع شركات أخرى منافسة. ويلاحظ اليوم أن شركات كثيرة كانت تتبوأ المرتبة الأولى تراجعت الى مستويات لم يسبق لها مثيل.

تتطلّب هذه العوامل التي ذكرها المؤلّفان معلومات تنافسية جيدة وتحليلاً فاعلاً لإمكان مواجهتها. لذلك ينبغي على محلّل الأعمال الناجح فهم البيئات والقطاعات والشركات، وهذا يتأتى من الخبرة والبيانات والمعلومات الحقيقية واختيار تقنيات التحليل المناسبة واستخدامها.

تقنيات صحيحة

يحتاج رجال الأعمال وسيداته اليوم الى التأكد من ارتكاز تحليلهم على أساليب سليمة ومؤكدة. وفي هذا الكتاب عشرة أساليب تجعل تقييم المحلل للبيانات والمعلومات أكثر فاعلية وارتباطًا بالقرارات، وستقود خطاه نحو تحقيق هدفه.

يتضمّن الكتاب أيضًا تقنيات معروفة ومستخدمة لتقييم البيئة التنظيمية الداخلية والخارجية للمؤسسة، وهدفه مساعدة أي رجل أو سيدة أعمال في الحصول على المعلومات وفهم بيئة الأعمال. وهو يركز على ضرورة أن يتمتّع هؤلاء بمجموعة قويّة وصحيحة من الأدوات والتقنيات التي تساعدهم في الإجابة عن أسئلة مهمة حول قدرات شركاتهم على المنافسة، ليس حاضراً فحسب، بل مستقبلاً أيضًا.

التحدي التحليلي وأسبابه

يسلّط الكتاب الضوء على التحليل فحتى الأشخاص الذين ارتادوا كليات إدارة الأعمال قد لا يتمتعون بالإطار والتعليمات والخبرات أو التوجيه المناسب في توظيف هذه التقنيات بفاعلية لمواجهة تحديات فهم العالم الحقيقي. وقد بات التحدي التحليلي أمام رجال الأعمال وسيداته أكبر من السابق لأسباب عدّة، منها:

• الضغوط لاتخاذ حكم سريع لأن الوضع لا يحتمل التأجيل والوقت أثمن مورد لرجال الأعمال، وهذا يستدعي السعي الى جمع البيانات وأنظمة التصنيف التي توفّر نتائج موثوقة وسريعة.

• الأوضاع الغامضة جدًا والناتجة من طبيعة المنافسة ومدى تكتيكات المنافسة المستخدمة وردود فعل الجهات المعنية الرئيسة في ساحة المنافسة بالإضافة الى تطورات المنتج.

• المعلومات المتزايدة التي يتمّ تلقيها أحيانًا بالشكل وفي الوقت غير المناسبين.

يشكل التحليل الممتاز مفتاح الحصول على معلومات مرتبطة بأعمال ناجحة تعطي الشركات الحديثة قدرات دعم استباقية وعالية الجودة، وينبغي أن تزوّد نتائج التحليل عملية اتخاذ القرارات بمعلومات أساسية وضرورية للمحافظة على قدرة الشركة على المنافسة واستشراف علاقات التحذير الأولى لتغيّرات السوق.

لا شك في أن هذا الكتاب يرتكز على عقود طويلة من الخبرة في الاستشارات والتطبيق والبحوث حول كيفية استخدام تحليل الأعمال والمنافسة في أشكال الشركات جميعها. وهو الدليل المبسّط والمفيد لكل رجل أعمال ناجح.