مما لا شك فيه أن التعليم هو إحدى الركائز الاساسية في التنمية والتطوير المجتمعي، الذي لا يستقيم نظام المجتمع ولا ينصلح الا بصلاحه، ولما كانت للتعليم تلك الاهمية البالغة، فإن تطوره وتقدمه ينعكسان ايجابيا على تطور وتقدم المجتمع وأفراده، والعكس صحيح، فإن انحداره يؤثر سلبيا في مسيرة المجتمع على طريق التنمية والتقدم.

إن انحدار التعليم يتمثل في فشل النظام التعليمي في انتاج مخرجات تناسب الاستراتيجية التنموية للمجتمع، ومن الصعب تحديد اسباب هذه المشكلة كلها، ولكني أرى -من وجهة نظري الشخصية- أن من الاسباب المؤدية الى هذه المشكلة الكم الكبير من الحصص الدراسية، فلا يستطيع الطالب الاستفادة من كل المعلومات المطروحة، فيحصل الخلل والخلط، فلا عجب ان نرى طالبا يحمل كل صباح 15 كتابا متوجها بها الى المدرسة، فأي عقل بشري يستوعب 7 حصص يوميا على مدى 5 ايام متتالية، وكل يوم معلومات جديدة دون ارتباط بالمواد الاخرى، وغالبا ما تكون معلومات غير ملموسة كالذرة والمعادلات الكيميائية.

Ad

ومن جهة أخرى، فإن جزءاً كبيراً من المسؤولية يقع على المعلمين، فحرصهم على زيادة دخلهم بالدروس الخصوصية يجعلهم يهملون التعليم الاساسي داخل المدرسة، كما تتحمل الوزارة العبء الأكبر في ذلك، فالضعف يكمن في أداء بعض المعلمين غير المؤهلين لهذه الرسالة العظيمة سواء أكانوا كويتيين أم مقيمين، إذ يجب استقدام المعلمين ذوي المعدلات العالية والمتمكنين من المنهج الدراسي قبل تجربته على الطلبة، حتى لا يكونوا حقل تجارب للمدرسين، كما يتحمل الطالب وأسرته جزءاً من المسؤولية في هذه المشكلة، فضعف ثقافة الطلبة بأهمية العلم وعدم وعيهم بمكانة التعليم الا في آخر سنوات الدراسة، نتاج سياسة أسرية خاطئة، وبالتالي يكونون قد أضاعوا سنوات التأسيس كلها، ولا يستطيعون تعويضها أبداً، لذلك على كل اسرة زرع حب العلم في نفوس أبنائها حتى تجني ثمار ما زرعته وتستفيد من تعليم ابنائها، ويستفاد من ابنائها في تنمية بلدهم وتطويره.

الطالبة مي العجمي

(كلية العلوم الاجتماعية)