أبدى مجلس الوزراء ارتياحه الكامل للروح الأخوية الطيبة والمنافسة الشريفة، التي سادت بين جميع المرشحين والمنتخبين، والتي تجلت فيها روح الأسرة الكويتية الواحدة التي تعكس تجذر الممارسة الديمقراطية في الكويت.

Ad

صدر أمر أميري أمس بقبول استقالة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد من منصبه هذا نصه:

«بعد الاطلاع على المواد 56 و57 و103 و129 من الدستور، وعلى امرنا الصادر بتاريخ 16 صفر سنة 1428هـ الموافق 6 مارس سنة 2007 بتعيين سمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح رئيسا لمجلس الوزراء، وعلى المرسوم رقم 66 لسنة 2007م بتشكيل الوزارة والمراسيم المعدلة له، وعلى كتاب الاستقالة المرفوع إلينا من سمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 14 جمادى الاولى 1429هـ الموافق 19 مايو سنة 2008م، امرنا بالآتي:

مادة اولى تقبل استقالة سمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء والوزراء، ويستمر كل منهم في تصريف العاجل من شؤون منصبه لحين تشكيل الوزارة الجديدة.

مادة ثانية يبلغ امرنا هذا الى مجلس الامة، ويعمل به من تاريخ صدوره، وينشر في الجريدة الرسمية.

أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح

صدر بقصر السيف في 14 جمادى الاولى 1429هـ الموافق 19 مايو سنة 2008م».

إلى ذلك، عقد مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي صباح امس في قصر السيف برئاسة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وصرح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء فيصل الحجي عقب الاجتماع بأن المجلس اطلع في مستهل اجتماعه على الرسالة التي تلقاها سمو الأمير من الرئيس السنغالي عبدالله واد، المتضمنة شكره على ما حظي به والوفد المرافق له من حفاوة الاستقبال خلال زيارته للبلاد، للمشاركة في المنتدى الاقتصادي الإسلامي الدولي الرابع.

وأضاف ان المجلس اطلع ايضا على الرسالة التي تلقاها سمو الأمير من رئيس جمهورية البوسنة والهرسك حارث سيلاجيتش، المتضمنة شكره وتقديره للحفاوة التي حظي بها والوفد المرافق له خلال زيارته للبلاد، لحضور المنتدى الاقتصادي الإسلامي الدولي الرابع.

وقال: إن المجلس اطلع أيضا على الرسالة التي تلقاها سمو الأمير من المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة جاك ضيوف، المتضمنة الدعوة إلى المشاركة في مؤتمر القمة للأمن الغذائي العالمي، المقرر عقده في روما خلال الفترة من 3 - 5 يونيو 2008م، كما أحاط ممثل سمو الأمير سمو رئيس مجلس الوزراء المجلس علما بنتائج مشاركته في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط، الذي عقد في شرم الشيخ بمصر اخيرا بحضور عدد كبير من القيادات السياسية والاقتصادية والفكرية العالمية، والذي استهدف بحث سبل تعزيز التفاهم والتعاون، وتفعيل الجهود لمواجهة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا في المنطقة، والتركيز على جهود توفير الأمن والغذاء ورفع حجم التبادل التجاري والاستثماري في المنطقة.

وشرح الحجي للمجلس نتائج مشاركته في أعمال اللقاء التشاوري التاسع لوزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي عقد في الدوحة يوم الأربعاء الماضي، والذي تم خلاله مباركة توقيع اتفاقية عقد تصميم وإنشاء الجسر الذي يربط بين مملكة البحرين ودولة قطر، وكذلك الاتفاق الثنائي الموقع بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر لتنقل مواطني الدولتين في ما بينهما بالبطاقة الشخصية، بالإضافة إلى تجديد مواقف دول المجلس الثابتة التي تنبذ العنف والتطرف ورفض الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله.

وفي ضوء الإعلان الرسمي للنتائج الكاملة للانتخابات العامة لعضوية مجلس الأمة للفصل التشريعي الثاني عشر، التي جرت السبت الماضي، فقد استمع المجلس إلى شرح من وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد بشأن سير عملية الانتخابات ونتائجها النهائية.

وفي هذا الصدد، أشاد مجلس الوزراء بالاستعدادات الطيبة والتنظيم المتميز، والتي كانت ثمرة جهود مخلصة بذلها رجال القضاء والنيابة العامة وكل العاملين في وزارات الداخلية والإعلام والتربية وبلدية الكويت والجهات الأخرى، حيث نوه مجلس الوزراء بحسن تعامل رجال الأمن مع المواطنين، وحرصهم على تقديم كل الإمكانات اللازمة لمساعدتهم على ممارسة واجبهم الوطني، كما أشاد برجال القضاء والنيابة العامة الذين تحملوا أعباء مسؤوليتهم الوطنية على أكمل وجه في إجراء عملية الانتخاب بأقصى درجات الشفافية والنزاهة في كل اللجان الانتخابية، مما كان له أطيب الأثر في ضمان حسن تنظيم الانتخابات وإنجاحها، وتسهيل ادلاء الناخبين بأصواتهم في جو من النزاهة والهدوء والحرية.

وعبر المجلس عن شكره للتغطية الإعلامية المتميزة، التي قامت بها الأجهزة الإعلامية، وما بذل فيها من جهود كبيرة على مدار الساعة لمتابعة عملية الانتخاب في مختلف المناطق، ومتابعة عملية الفرز أولا بأول، كما أبدى المجلس ارتياحه للروح الأخوية الطيبة والمنافسة الشريفة، التي سادت بين جميع المرشحين والمنتخبين، والتي تجلت فيها روح الأسرة الكويتية الواحدة التي تعكس تجذر الممارسة الديمقراطية في الكويت بما تمثله نتائج الانتخابات من ترجمة صادقة لآراء وتوجهات المواطنين في اختيار ممثليهم وإبراز للوجه الحضاري المشرف لدولة الكويت.

وأعرب المجلس عن خالص التهنئة للأخوة الأعضاء الذين فازوا بثقة المواطنين، سائلا المولى عز وجل لهم التوفيق والسداد في أداء رسالتهم السامية في خدمة وطنهم، وأن تتضافر جميع الجهود والإمكانات لترجمة توجيهات سمو الأمير لتعزيز التعاون البناء بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لمعالجة القضايا القائمة، وتحقيق الانطلاقة المأمولة لبناء التنمية الشاملة بما يعود بالخير على المواطنين، وكل ما فيه تحقيق المصلحة العليا للوطن.

وقال الحجي: إن المجلس «وافق على مشروع مرسوم بدعوة مجلس الأمة الجديد الى الانعقاد للدور العادي الأول من الفصل التشريعي الثاني عشر، وذلك يوم الأحد 27 جمادى الأولى سنة 1429هـ الموافق الأول من يونيو سنة 2008، ورفعه الى صاحب السمو الأمير».

وأضاف: انه وتطبيقا لحكم المادة 57 للدستور فقد استعرض المجلس كتاب استقالة الحكومة، وبهذه المناسبة عبر سمو رئيس مجلس الوزراء عن اعتزازه وتقديره لإخوانه الوزراء على ما قدموه طوال فترة عملهم الوزاري من جهد طيب وتعاون صادق من أجل أداء واجبهم ومسؤولياتهم على الوجه الأكمل لخدمة الوطن والمواطنين.

وتابع: انه وانسجاما مع المبادرة التي أعلنها سمو الأمير بإنشاء صندوق الحياة الكريمة في الدول الإسلامية بقيمة مئة مليون دولار أميركي لدعم مبادرات توفير السلع الغذائية الأساسية للمحتاجين، فقد وافق المجلس على قبول التبرع المقدم من «دار الاستثمار» بمبلغ وقدره خمسة ملايين دينار كويتي، وكذلك التبرع المقدم من بيت الزكاة بمبلغ وقدره مليون دينار كويتي للمساهمة في الصندوق، وقد عبر المجلس عن خالص الشكر والتقدير لهاتين المبادرتين الكريمتين، وما تمثلانه من حرص دولة الكويت قيادة وشعبا على تجسيد التكافل والتلاحم بين الشعوب العربية والإسلامية، وتلبية الواجب نحو مساعدة الأشقاء في العالم العربي والإسلامي.

وبحث المجلس الشؤون السياسية في ضوء التقارير المتعلقة بمجمل التطورات الراهنة على الساحة السياسية على الصعيدين العربي والدولي.