أكد الأكاديمي والكاتب الأميركي ورئيس المعهد العربي الأميركي جيمس زغبي أن إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما ستأتي بروح جديدة لصنع السلام في الشرق الأوسط محققة بذلك ما عجزت عنه العديد من الإدارات الأميركية السابقة. وقال زغبي في حوار خاص لـ «الجريدة» أنه برغم عزم الإدارة الجديدة على إحداث التغيير وإحياء آمال عديدة حيال الشرق الأوسط فإنها ستتحرك بحذر لتحقيق رؤيتها، داعياً الدول العربية إلى عدم انتظار ما ستقوم به إدارة أوباما بل تطوير المبادرة العربية والدخول كشريك أساسي في عملية السلام بالشرق الأوسط. وفيما يلي نص الحوار:

Ad

• كيف ترى اختلاف السياسة الخارجية للادارة الجديدة حيال الشرق الاوسط عن سابقتها؟

- لا شك أن الاختلاف سيكون كبيراً جداً، أشبه بالفرق بين الليل والنهار، فسياسة الادارة السابقة بدأت بأجندة ايديولوجية رفضت الاعتراف بالواقع، وعلى الرغم من ان سياستهم أتت بكوارث لكنهم اغمضوا اعينهم عن هذه الكوارث لمواصلة تطبيق اجندتهم ورأينا هذا حتى في خطاب الرئيس السابق جورج بوش الوداعي الذي تحدث فيه عن ما حققه وسعادته لأن الفتيات الصغيرات في أفغانستان باتوا يذهبون للمدرسة وكيف ان العراق أصبح صديقاً ديموقراطياً لاميركا، بينما لا يستطيع بوش ان يفهم ان في لبنان، على سبيل المثال، اصبح حلفاء الولايات المتحدة مهددون والأمر ذاته في فلسطين وأماكن أخرى في المنطقة، فقد احتضن بوش اصدقائنا الى درجة ادت الى قتلهم فأصبح أعداؤنا أقوى، ولا اعتقد ان بوش يفهم ما قام به في المنطقة، فقد تبنى بوش ما يسمى بمشروع القرن الاميركي الجديد الذي يهدف لاستعمال قوة عسكرية اميركية هائلة لبسط القوة والسيادة الاميركية في القرن المقبل فيرى المشروع اننا نعيش في عالم به قوى متنافسة وعالم يعيش خطر وجود اكثر من قطب مؤثر في العالم مما يتطلب أن تؤكد الولايات المتحدة أنها هي من يقود العالم عبر قوتها، الا ان ثماني سنوات من ادارة بوش ادت الى نتائج معاكسة لهذا المشروع فالصين اليوم اقوى مما كانت عليه واوروبا باتت تبقي مسافة بينها وبين السياسة الاميركية وايران وكوريا الشمالية أقوى مما كانوا عليه، بالتالي لا يوجد باي مكان في العالم ما يثبت ان الولايات المتحدة في وضع أفضل مما كانت عليه قبل ثماني سنوات فحتى الاقتصاد بات يعاني ودول كانت قريبة منا في اميركا اللاتينية اصبحت الان تعيش ما يسمى بـ «الثورة الوردية» لتذهب كل منها باتجاه سياسات معادية للولايات المتحدة. وفي خضم كل هذه الظروف يأتي باراك اوباما الذي اوضح في خطاب تنصيبه بشكل واضح ان الولايات المتحدة ستتخلى عن السياسات والطموحات الصبيانية والايديولوجيات التي اثبتت فشلها، مشددا على بناء التحالفات والمؤسسات الدولية واحترام القانون، ورد الفعل العالمي يبين لنا ان العالم مستعد لاعطاء الولايات المتحدة نظرة جديدة وفي مقابل ذلك فان اوباما يعلن للعالم ان الولايات المتحدة قد عادت وعلى اثر ذلك نرى العديد من دول العالم يتنفسون الصعداء.

لا اذكر اني سمعت عن ادارة اميركية جديدة تشكل تحولا دراماتيكيا عن سابقتها كإدارة الرئيس أوباما. ولكن يجب علينا التأكيد أن الادارة الجديدة ستتحرك بحذر لأن الضرر الذي خلفته الادارة السابقة كبير والحفرة التي وضعتنا بها عميقة جدا ، فعلى سبيل المثال اعلن اوباما انه سيغلق غوانتانامو، لكن الأمر سيتطلب بعض الوقت لبحث بعض الامور القانونية، كما انه سيتعامل مع موضوع العراق، لكن السؤال ليس التاريخ الذي نحدده للانسحاب، بل ما سنقوم به منذ الان وحتى ذلك التاريخ حتى لا يكون - كما اكد اوباما مرارا - انسحاباً غير مسؤولاً، بل انسحاب يؤكد على استقرار العراق والمنطقة، وبرغم علمي على تأكيد أوباما على ضرورة الانتصار في أفغانستان لكني أعتقد أنه سيكون أكثر حذرا حتى على هذه الجبهة.

سياسات عملية

• كيف ترى شخصية اوباما مقارنة بجورج بوش؟

- اوباما قد يكون من اذكى من عرفت فلديه حدس قوي وعلم كبير كما ان التزامه بمنهج التغيير امر حقيقي وواقعي، لكن التغيير سيأتي بشكل حذر، فنواياه للتغيير موجودة لكنها ستأخذ بعض الوقت حتى يكون تغييرا حقيقيا.

• ماذا عن المنهج وطريقة معالجة المشاكل، فهناك من يرى ان بعض ما قاله اوباما من عبارات في خطاب التنصيب هي عبارات كان يقولها بوش قبله فما هو الفرق؟

- سياسة بوش تعتمد على منهج المحافظون الجدد فالأمور اما ابيض او اسود ولا دور للدبلوماسية لانهم يؤمنون بعدم التحدث مع الاعداء واذا ما قارنت خطاب بوش الوداعي مع خطاب تنصيب اوباما فستلاحظ نظرتين مختلفتين عن العالم فكان خطاب اوباما يحمل نبذا واضحا لسياسات بوش.

• لكن هناك انطباع عام في الشرق الاوسط بانه مهما اختلفت الادارات الاميركية فإن سياساتها تجاه المنطقة لن تختلف كثيرا، خصوصا تجاه التقارب مع اسرائيل، فهل ترى ان هناك تغيير ملموس سيطرأ على على تعاطي الإدارة الجديدة مع المنطقة؟

- بالطبع، واذا ما استمعنا الى ما قاله اوباما عند اعلانه تكليف جورج ميتشل كمبعوث اميركي للشرق الاوسط فستلاحظ انه قال «بقدر ما لا نحتمل استمرار الهجمات الصاروخية من حماس على اسرائيل فانه من غير المحتمل بذات القدر ان يعيش الفلسطينيون حياة من دون أمل»، وانا لا اتذكر اي رئيس اميركي سابق يتحدث بهذه الطريقة والمعادلة بين الطرفين، لكن بالطبع فباراك اوباما رمز سياسي اميركي واسرائيل تمثل محك اساسي في السياسة الاميركية وبالتالي فان اوباما ملتزم بأمن اسرائيل ولن يسمح بان تكون معرضة للخطر وهي حليفة للولايات المتحدة، لكن اذا ما عدنا للخطاب ذاته الذي سبق ان اشرنا اليه فسنلاحظ ان الجزء الاطول من الخطاب كان يتحدث عن المعاناة الانسانية في غزة وما يلزم لانهاء هذه المعاناة. وهنا نتساءل، هل من السهل عى اوباما ان يأخذ هذا المنعطف وهل سيصبح اوباما عدوا لاسرائيل؟ بالطبع لا، لكني اؤمن بعد العديد من الحوارات التي جمعتني به وبمستشاريه انه مستوعب للفارق بينه وبين سلفه وللاخطاء التي قام بها بوش وارى انه سيكون افضل من بيل كلينتون في تعاطيه مع الشرق الاوسط، فكلينتون بالنهاية قام بالقليل جدا تجاه الصراع العربي الاسرائيلي، فما يسمى بالانتصارين الوحيدين - ان صح التعبير - اثناء ادارة كلينتون وهما اتفاقي اوسلو وطابا، فهذين الاتفاقين تما دون وجود اي تمثيل اميركي لان مستشاري كلينتون في ذلك الوقت لم يقدموا له استشارات جيدة، ولكن ان يبدأ اوباما تعاطيه مع الشرق الاوسط الآن بارسال جورج ميتشل فهو بذلك يرسل رسالة مهمة بانه ليس مهتم بالايديولوجيات، بل بحل المشاكل، لذلك ارى ان هذه الادارة ستبني عملها على سياسات واقعية وعملية وليس على معادلات قديمة وبالية.

اذا اراد الناس ان يأتي رئيس اميركي ويدين اسرائيل ويقطع عنها المعونات فذلك لن يحدث ابدا ولا يجب ان ننتظر ذلك، لكن ما يجب ان ننتظره ونتوقعه هو رئيس اميركي يعي وجود مشكلة ويلتزم بحلها دون توجيه اصابع الاتهام لطرف دون آخر بالاضافة الى اخذ خطوة عملية للامام حتى تكون المنطقة اكثر استقرارا ويكون للفلسطينيين حقوق اكثر ولاسرائيل امان اكثر واميركا احترام اكبر بعد اربع سنوات من الآن.

ميتشل والمنطقة

• لكن الاسرائيليين انتقدوا اختيار ميتشل لانهم وجدوا فيه متعاطفا مع الفلسطينيين، فهل ترى سبيلا للتقدم في ظل هذه الانتقادات من طرف مهم في عملية السلام؟

- اعتقد انه تحرك استباقي من الاسرائيليين لتحييد ميتشل، واذا فاز نتانياهو في الانتخابات الاسرائيلية فسيكون هناك العديد من المشاكل في العلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل وهذا هو الحال دائما اذا ما وجد ديموقراطي تقدمي في قيادة اميركا وشخص من الليكود في قيادة اسرائيل، فحتى في سنوات كلينتون لم نرى كلينتون يستخدم ضغطا قوياً ومباشراً كما كان يفعل وزير الخارجية الأسبق في عهد بوش الأب جيمس بيكر، بل كان كلينتون يستخدم ضغطاً هادئا وماكرا وكان ضغطا حقيقيا ووصلت الرسالة في ذلك الوقت الى نتانياهو وقد نكون امام نفس الموقف اذا ما فاز حزب الليكود في الانتخابات، لكن بالرغم من كل ذلك يمكننا ان نكون على يقين بان باراك اوباما لن يعمق الحفرة التي حفرها جورج بوش، بل سيعمل على اخراجنا منها.

• ماذا عن تعاطي الإدارة الأميركية مع الاطراف الفلسطينية المتنازعة، فهل سترفض الادارة التعاطي مع حماس على سبيل المثال؟

- لا استطيع ان اجيب على هذا السؤال الآن، لكني اعرف جورج ميتشل وكيف عمل لتحقيق السلام في ايرلندا بطريقة بعيدة عن الايديولوجية، واذا عدنا الى تلك الفترة فقد كانت الحكومة البريطانية وحكومة ايرلندا الشمالية ترفضان اشراك حزب «شن فين» في المفاوضات، وهو الذراع السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي (IRA)، استطاع ميتشل جلب الجميع الى طاولة المفاوضات وأذكر أن ميتشل قال في ذلك الوقت ان اي اتفاق سلام لن يكون ذي جدوى دون دخول الاحزاب الكاثوليكية والبروتستانية المتطرفة لان هؤلاء سيعملون على تخريب اي اتفاق سلام لم يشاركوا فيه وكان ذلك امرا واضحا. لذلك فان ميتشل بالتأكيد لن يعزل ابومازن عن المفاوضات لانه يدرك اهمية احترام الاصدقاء واولائك الذين لهم نفس توجهاتك لكنه يدرك بالمقابل اهمية اشراك اولائك الذين لا تعجبك توجهاتهم ومن تختلف معهم، وذلك على الجهتين ففي اسرائيل يجب ان تأتي بالاطراف المتطرفة كما تأتي بالاطراف المتطرفة في الجانب الفلسطيني لذلك تصبح عملية الوحدة الفلسطينية امر في غاية الاهمية.

الوحدة الفلسطينية

• وهل تستطيع الولايات المتحدة تحقيق وحدة فلسطينية بين كافة الفصائل؟

- لا، لكن هناك فرصة مع وجود باراك اوباما للدول العربية في ان تصعد دورها والاستفادة من تفتح الرئيس الاميركي الجديد بان تدفع هذه الدول نحو وحدة فلسطينية وتوفير الحوافز لهذه الوحدة للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي عبر القول بانه اذا اتفق الفلسطينيون فان الدول العربية مستعدة للقيام ببعض الامور لدفع الاقتصاد الفلسطيني والوحدة الفلسطينية والمساعدة في بناء الامن والمؤسسات، وبالاضافة الى ذلك اعتقد ان على الدول العربية اخذ المبادرة العربية خطوة اخرى للامام عبر القول بانه اذا قامت اسرائيل بالامور المطلوبة حتى تبدأ مفاوضات السلام كتجميد بناء المستوطنات وازالة الحواجز على الطرقات وازالة اجزاء الجدار العازل الموجودة داخل الضفة الغربية وسحبها للوراء حتى يستطيع الفلسطينيون تحقيق تواجد امني حقيقي يمهد لبدء المفاوضات، فما الذي يمنع العرب حينذاك بفتح جبهة مفاوضات جديدة مع الاسرائيليين بهدف التطبيع حتى يكون هناك جبهتين للمفاوضات يتحركان باتجاه واحد في نفس الوقت، الأولى بين الاسرائيليين والفلسطينيين، والثانية بين العرب واسرائيل مع ايجاد فهم واضح بانه لن يكون هناك تطبيع حتى يتحقق السلام لكن هذه المفاوضات هي بداية لنقاش حول التطبيع لارسال رسالة دعم ليس لاسرائيل بل للجانب الفلسطيني بأننا كدول عربية نحمي ظهركم وكلما تقدمتم فاننا كدول سنتقدم في مفاوضاتنا ليس للقيام بما قامت به الاردن بتوقيعها اتفاق مع اسرائيل قبل ان يوقع الفلسطينيين، ولكن كجبهة مفاوضات ثانية مع حوافز فتقول الدول العربية لاسرائيل متى ما قمتم بهذا الامر فسنفعل كذا.

أعتقد ان الفرصة مواتية الان للجانب العربي للقيام بذلك. واذا ما تذكرنا الماضي القريب عندما اجتمعت السلطة الفلسطينية مع حماس وتوصلوا لاتفاق مكة فان الرئيس السابق جورج بوش رفض هذا الاتفاق، لكن ما نعلمه الان هو ان باراك اوباما لن يرفض مصالحة كهذه متى ما حصلت، فلا جدوى ان يجلس العالم العربي وينتظر ما سيفعله باراك اوباما، بل على العالم العربي ان يأخذ خطوات الان نحو تحقيق وحدة وطنية فلسطينية والمضي نحو مفاوضات السلام.

المشكلة في العالم العربي الان هو ان هناك شعور بالسلبية لدى القادة العرب فهم يشعرون انهم لا يستطيعون التحكم بمصيرهم ولا يوجد رؤية جماعية عربية ولا حتى رؤية لدى الدول ذاتها، فاذا سألت الدول العربية اين تريدون ان تكونوا بعد خمس سنوات وما هي خطواتكم للوصول لهذا الهدف فلن تجد الاجابة، بينما ايران على سبيل المثال لديها خطة خمسية وكذلك روسيا والصين واسرائيل، لكن اين الخطة الخمسية العربية؟ أعتقد ان على العرب التفكير في هذه الامور، وما قام به امير الكويت الشيخ صباح الاحمد والملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت امر في غاية الاهمية فكان خطوة باتجاه القول باننا كدول عربية لن نسمح لهذه الانقسامات بان تضعفنا بل سنتحرك للامام ونبادر، لكن المطلوب هو ايجاد اصرار على العمل مع الرئيس الاميركي الجديد وماذا سنفعل كدول عربية بدلا من الانتظار من اوباما لان يتحرك.

صورة الولايات المتحدة

• سبق لك ان انتقدت التعاطي الاعلامي الاميركي مع العالم العربي في شهادتك امام الكونغرس عام 2007، ورأيت انه بالرغم من جهود الادارة الاميركية السابقة فان العالم العربي لايزال ينظر للسياسات الاميركية بشكل سلبي، فيما تلقى القيم الاميركية قبولا لدى الشارع العربي، كيف ترى اختلاف الادارة الجديدة عن سابقتها في مسألة التعاطي الاعلامي ودور المنظمات الاميركية كالمعهد العربي الاميركي الذي ترأسه في تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم العربي؟

- لاشك ان الولايات المتحدة قد ارتكبت العديد من الاخطاء عبر الاعتقاد بان شراء الاعلانات في وسائل الاعلام العربية او انشاء قناة تلفزيونية سيغنيها عن عمل ما هو صحيح عبر الالتقاء بالناس وتعريفهم بالولايات المتحدة. واعتقد ان باراك اوباما، منفردا، يساعد كشخص على تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم، لكن التحدي امامه الآن في ايصال كل هذه الآمال المعقودة عليه وتطبيقها وألا يخذل التوقعات، ونحن على اتصال وثيق مع ادارة اوباما وبيننا العديد من المراسلات كما انه اكد لنا انه سيقوم بالعديد من الامور الايجابية لابقاء هذه الامال وسيكون افضل موصل لرسالة الولايات المتحدة للعالم بالاضافة الى مكتب الدبلوماسية العامة في وزارة الخارجية وسنكون سعداء بالمساعدة، لكننا حتما لن نقوم بتسويق سياسات سيئة فبالرغم من حبي لبلدي واعتقادي ان والدي قد اتخذ القرار الصحيح بمجيئه للولايات المتحدة ومنح لي فرص بان اقوم بأمور لم اكن لاقوم بها في لبنان التي هاجر منها والدي، فأنا ابن مهاجر غير شرعي عملت مع عدة رؤساء للولايات المتحدة وهذا امر لا يحصل في اي مكان في العالم.. بل انه لا يحصل في اي مكان غير الولايات المتحدة، لذلك فان صورة باراك اوباما تعكس ان اميركا مختلفة كما ان ما يقوله يبين ان الولايات المتحدة ستكون مختلفة والمهم الان هو ان تكون افعال الولايات المتحدة مختلفة.

• ماذا تعتقد رسالة الولايات المتحدة للعالم العربي يجب ان تكون؟

- اعتقد انها يجب ان تكون تماما كما فعل الرئيس في ايامه الثلاثة الاولى، بأننا نسعى الآن لاسترجاع القيمة التي صنعناها للولايات المتحدة في العالم على مر العقود واننا سنتحاور مع اعدائنا ولكن قبل ذلك سنتحدث لاصدقائنا. فلا اريد ان ارى هذه الادارة الجديدة تمد يدها بالحوار مع ايران وتهمل دول الخليج، بالإضافة إلى الالتزام بحل مشاكل الشرق الاوسط والخروج المسؤول من العراق واغلاق غوانتانامو وانهاء عمليات التعذيب وتعيين اكثر الدبلوماسيين الاميركيين محل ثقة في العالم - جورج ميتشل، الرجل الذي صنع السلام في ايرلندا الشمالية بالرغم من ان ذلك استغرق سنوات، لكنه صنع السلام.

الوجه العربي في السياسة الأميركية

يعمل جيمس زغبي، الأكاديمي والكاتب الأميركي من أصول عربية، رئيساً للمعهد العربي الأميركي في واشنطن. ويعد زغبي، الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، من أبرز الوجوه العربية الأميركية في الإعلام الأميركي.

ولد زغبي في مدينة يوتيكا بولاية نيويورك عام 1945 لأسرة من أصول لبنانية، وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية لي موين بمدينة سيراكيوس في نيويورك ونال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة تيمبل عام 1975، وفي العام التالي عين زميلاً للمؤسسة الوطنية للعلوم الإنسانية في جامعة برينستون.

بدأ زغبي حياته السياسية في أواخر سبعينيات القرن الماضي عندما شارك في تأسيس وقيادة حملة فلسطين لحقوق الإنسان واللجنة العربية الأميركية لمناهضة العنصرية ومؤسسة إنقاذ لبنان، وفي عامي 1984 و1988 عمل زغبي مستشاراً رفيعاً ونائباً لمدير الحملة الانتخابية الرئاسية للناشط الديمقراطي البارز جيسي جاكسون، في عام 1993 اختاره نائب الرئيس الأميركي الأسبق آل غور لقيادة الجهود في تحفيز الاستثمار العربي الأميركي في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد توقيع اتفاقية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في واشنطن. انتخب عضواً في اللجنة التنسيقية للأعراق والإثنيات في الحزب الديمقراطي عام 1995، وهي لجنة حزبية لقادة المجاميع المتحدرة من أصول أوروبية ومتوسطية، وأعيد انتخابه عامي 1999 و2001، وعين عام 2001 عضواً في اللجنة التنفيذية للحزب الديمقراطي الأميركي وفي عام 2006 عين نائبا لرئيس لجنة القرارات في الحزب.

عضو في اللجنة الاستشارية لشؤون الشرق الأوسط في منظمة «هيومن رايتس واتش» المعنية بحقوق الإنسان، وعضو المجلس الاستشاري الوطني في اتحاد الحريات المدنية الأميركي، وعضو في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي. قدم عدة شهادات أمام لجان الكونغرس والإدارة الأميركية كان آخرها حول المشاعر العربية تجاه الولايات المتحدة.

أسس عام 1985 المعهد العربي الأميركي الذي لا يزال يترأسه. وله العديد من الكتابات في الصحافة العربية والأميركية وعدد من الكتب وله مدونة خاصة على موقع «هفنغتون بوست» بشبكة الإنترنت.

إيمانويل «بولدوزر» في السياسة الأميركية وليس ممثلاً للوبي الصهيوني لدى أوباما

العرب بالغوا في تفسيرهم لتعيينه كما بالغ بعض الأميركان باعتبار أوباما مسلماً

عن بعض العرب الذين يرون في تعيين اوباما لرام ايمانويل ككبير موظفي البيت الابيض ومجيء هذا التعيين كأول التعيينات في الادارة الجديدة.. والذين يعتقدون ان في ذلك رسالة من اوباما للوبي الصهيوني او انه دلالة على التاثير الاسرائيلي الكبير على الادارة الاميركية.. قال: يعرف رام ايمانويل في الساحة السياسية الاميركية على انه بولدوزر، وهذه هي السمة التي اكتسبها طوال سنوات عمله بينما سمعة باراك اوباما هي أنه شخص سهل التعامل وربما رأى في تعيينه لايمانويل شخص يستطيع ان يقول له «لا». السؤال الان هو هل رام ايمانويل كبير موظفي البيت الابيض ام ممثل للوبي الصهيوني؟ والإجابة حتما أنه ليس ممثل للوبي الصهيوني فهذا ليس عمله ولم يكن عمله في اي وقت من الأوقات حتى عندما كان يدير الحملات الانتخابية لمرشحي الكونغرس في الحزب الديموقراطي، فقد كان حينها يسعى لانتخاب الديموقراطيين للكونغرس وبالرغم من اعتراضي على طريقته في ادارة الحملات الا انني كتبت مقالا في حينها ليس للدفاع عنه بقدر ما كانت محاولة لشرح السياسة من وراء ما قام به. وتعيين رام ايمانويل لا علاقة له باسرائيل بل له علاقة بان الرئيس يرغب بشخص قوي وذكي يعرف كيف يتعامل مع الكونغرس، واعتقد ان العرب بالغوا في فهمهم لهذا التعيين، ومثلما رأيى بعض الاميركيين او اوباما مسلم لان اسمه يحتوي على «حسين» فان والد رام ايمانويل يحمل الجنسية الاسرائيلية وهذا لا يعني ان اوباما مسلم ولا ان ايمانويل اسرائيلي، وما اثير انه خدم في الجيش الاسرائيلي غير صحيح فقد تطوع لمدة 3 اسابيع فقط في إسرائيل كشخص مدني ولم يلتحق بالجيش الاسرائيلي.

هناك العديد من الاساطير في العالم العربي وبعض الامور المعادية للسامية كالقول بان هناك مؤامرة ما وان الصهاينة يتحكمون بكل شيء وهذا غير صحيح وليس هذا ما حصل ونحتاج ان نصحى للواقع. وأنا على يقين أنه لو كان هناك تعيين لشخص من اصول عربية في الإدارة الأميركية فالأمر ذاته سيحدث وسيقول البعض ان هناك مؤامرة.. وهذا ما حصل لابني عندما التحق للعمل في وزارة الخارجية. المطلوب هو ان نكون اذكى من ذلك في انتقاداتنا.