تتميز البيئة الحضرية الكويتية بتغيرات وتبدلات سريعة من الصعب ملاحظتها في بيئات أخرى. ورغم أن مفهوم الديناميكية الحضرية الذي يشير إلى جملة التغيرات والتطورات، التي تمر بها البيئات الحضرية المعاصرة ينطبق على كثير من المجتمعات الحضرية المعاصرة، فإنه أكثر بروزاً في حالة التجمع الحضري الكويتي، فخاصية التغير والتبدل السريع في بيئة الكويت الحضرية ساهمت في زيادة تعقيدات العلاقات المتداخلة بين الانشطة والفعاليات، مما انعكس ذلك على أسلوب تخطيط البيئة العمرانية. وبما ان مدينة الكويت تعتبر القلب النابض ومنطقة الأعمال المركزية للمنطقة الحضرية، فإن مدى تأثرها بهذه المتغيرات سيكون أكبر، وهذا ما نلاحظه في عناصر البيئة العمرانية للمدينة ومشاكلها.

Ad

ويمكن تصنيف المشاكل العمرانية داخل المدينة إلى ثلاث مشاكل رئيسية:

- الازدحام المروري.

- التقسيم الوظيفي.

- التصميم العمراني.

- ارتفاعات الكتل العمرانية.

- الفراغات الحضرية.

- التعفن الحضري.

- متطلبات وتنسيق الموقع.

هذا وفي ما يلي سيتم التطرق إلى كل مشكلة من حيث التعريف- المسببات- وخيارات الحلول.

أولا - الازدحام المروري

تشخيص المشكلة:

تكمن مشكلة الازدحام المروري في ان الطاقة الاستيعابية للطرق غير قادرة في استيعاب التدفق المروري في ساعات الذروة، بيد انها تكاد تكون فارغة عند انتهاء ساعات الذروة.

أسباب المشكلة:

بما ان المدينة تعتبر هي المركز الاداري والتجاري الرئيسي في المنطقة الحضرية، فإنها بالتالي ستصبح منطقة الأعمال المركزية بالنسبة للمنطقة الحضرية، والتي يكون عدد سكانها ومرتاديها خلال ساعات العمل ضعف عدد السكان والمرتادين خارج ساعات العمل، وبالتالي فإن محاور الدخول الى المدينة ستشهد تدفقاً مرورياً ضخماً عند ساعات الذروة، ما سيضعف الطاقة الاستيعابية للطرق الداخلية.

خيارات الحلول:

- إعادة تصميم ساعات الذروة.

- إعادة التوزيع المروري داخل المدينة.

- إعادة توزيع المصالح الإدارية والتجارية.

ثانيا - التقسيم الوظيفي

يبدو ان التقسيم الوظيفي غائب في تنظيم المدينة، ما أدى الى وجود تداخل في الاستخدامات، إذ ان المصالح الادارية والتجارية والخدمات مختلطة في ما بينها. ولو نظرنا الى خريطة تقسيم الأراضي لرأينا شيئاً جميلاً، بينما لو نظرنا الى خريطة الاستخدامات لرأينا شيئاً عشوائياً، فضلا عن عدم وضوح تشريعات ومعايير التخطيط.

أسباب المشكلة:

يمكن اختصار أسباب المشكلة في غياب حس التخطيط لدى المسؤولين عن تخطيط المدينة ومتخذي القرار، فضلا عن الفنيين والمختصين، كما ان معايير التخطيط والتصميم المستخدمة غير قادرة على حل التداخل في الاستخدامات.

خيارات الحلول:

- إعادة دراسة وتقييم معايير التخطيط والتصميم.

- اعادة دراسة وتقييم التقسيم الوظيفي للمدينة.

- تبنّي استراتيجية المدينة الديناميكية.

ثالثا - التصميم العمراني

يمكن حصر مشاكل التصميم العمراني الى ثلاث مشاكل رئيسية هي: ارتفاعات الكتل العمرانية- الفراغات الحضرية- وظاهرة التعفن الحضري، وسنتطرق إلى كل واحدة بشكل موجز.

1 - ارتفاعات الكتل العمرانية

تشخيص المشكلة: نظرا إلى غياب معايير التخطيط والتصميم في برنامج تطوير المدينة إضافة إلى ضعف التقسيم الوظيفي للمدينة، أدى إلى توزيع عشوائي للكتل العمرانية وضياع خط الارتفاع للمدينة، وبالتالي هناك تشوه بصري يدركه مرتادوها، بحيث يرى كتلة معمارية عالية بجوارها كتلة معمارية منخفضة، كما أن هذا سيتسبب في ضياع الفراغات الحضرية.

أسباب المشكلة:

* ضعف التقسيم الوظيفي للمدينة.

* ضعف المعايير المستخدمة للتطوير.

* تأخر النهضة العمرانية للمدينة.

خيارات الحلول:

إعادة توزيع منظور الارتفاع للمدينة على أحزمة دائرية تماشياً مع التخطيط العمرانية للمدينة مع دعمها بتشريعات تخطيطية.

2 - الفراغات الحضرية

هذه المشكلة مرتبطة بالمشكلة السابقة، فتلاحظ وجود فراغات منتشرة بشكل عشوائي وغير مستغلة.

خيارات الحلول:

ربط هذه الفراغات بالكتل العمرانية، وإيجاد مردود مالي من خلال هذه الفراغات بهدف اعطاء قيمة لها، كانت تستثمر لأغراض تقديم خدمات عامة ذات مردود مالي.

3 - التعفن الحضري

هذه المشكلة تكمن في وجود مناطق انتقالية وعمالية منتشرة في ارجاء المدينة.

مسببات المشكلة

السبب الرئيسي لهذه المشكلة هو تأخر النهضة العمرانية للمدينة، مع غياب المعايير اللازمة للتطوير، وغياب الإدراك التخطيطي للمسؤولين.

خيارات الحلول:

ظهور تشريعات جديدة تساعد في تلاشي هذه المناطق بأسرع وقت ممكن.

رابطة المعماريين في جمعية المهندسين