قدم معرض الفن التشكيلي الإيراني المُقام في «دار الفنون»، مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التشكيلية لتسعة فنانين ينتمون إلى مشارب تشكيلية متنوعة، امتزجت فيها تجارب الشباب التشكيلية بالرواد، لاسيما أن لوحات المعرض نسجها فنانون يمثلون أجيالاً فنية مختلفة في إيران. افتُتح معرض جماعي لمجموعة فنانين تشكيليين إيرانيين في قاعة دار الفنون، وحضر المعرض الإيراني، الذي يمتد إلى الثلاثين من الشهر الجاري، عدد كبير من المهتمين بالفن التشكيلي الإيراني ومتذوقي الفن، وجاءت الأعمال المعروضة متنوعة حيث انتمت إلى اتجاهات التشكيل المعروفة والبعض الآخر قدم تجارب شمولية عبر فيها عن رؤى شخصية شكلت انطباعاته في عالم التشكيل، كما تميز بعض اللوحات بالدقة من حيث التكنيك والموضوع المطروح، لاسيما أن العمل يفهم مفرداته أي متلقٍ وليس بالضرورة أن يكون إيرانياً. عنصر الحداثةوقدم الفنان صادق تبريزي وهو من مواليد طهران عام 1938 لغة معاصرة عبر نتاجه، حيث استطاع المزاوجة بين الأصالة الإيرانية وعنصر الحداثة متناغماً مع العصر، يرسم الحرف عبر تكوين لوحة جمالية متناسقة من الخطوط. وتجول تبريزي عارضاً لوحاته في صالات متنوعة بالعالم في استراليا وسنغافورة والولايات المتحدة والصين وإيطاليا وكندا وانكلترا وفرنسا وألمانيا والسويد، وله مقتنيات في متحف الفن الحديث بإيران ومتحف هنن في الصين ومؤسسة «آبي» (ABBY).بينما تنوعت أعمال الفنان برويز تناولي بين النحت والتشكيل، حيث قدم مجموعة أعمال من «الفيبرغلاس» و«السلك والطباعة» محافظاً على الألوان التي يستخدمها في أعماله، منتقياً اللونين الأزرق والبني، ويعد برويز تناولي وهو من مواليد طهران عام 1937، رائدا في فن النحت الحديث بايران، وانخرط في الفن مبكراً عام 1950، ودرس بمدرسة الفنون في طهران ثم التحق بأكاديمية (كرارة) للفنون بإيطاليا 1956–1957، وتخرج في أكاديمية بريرا بميلانو عام 1959. برباد جولشيريأما الفنان برباد جولشيري الأصغر سناً بين المجموعة المشاركة في المعرض حيث أنه من مواليد عام 1982، فدرس التصوير في مدرسة الفنون والعمارة بجامعة آزاد في طهران 2004، ويعمل فنانا وناقدا وله أعمال في مجالات مختلفة لفنون ما بعد الحداثة لأعمال الفيديو ووسائط الديجيتال والإنشاء والتركيب «أنسليشن» والفوتوغرافيا والغرافيك والحروفيات، ويتضح من خلال لوحاته تأثره بتيارات الحركة الفنية العالمية الحديثة، حيث تتسع لغة الفراغ التعبيري لديه.وتفيض أعمال آمال شيدة تامي بالمعاناة والألم اللذين يعيشهما الإنسان المعاصر، وترسم البورتريه مستخدمة ألوان الأكرليك بمنطق الحداثة، وهي فنانة وشاعرة من مواليد عام 1962. عالم الطبيعةوقدم الفنان رضا عابديني من مواليد 1967 مجموعة أعمال انطباعية موسومة بألوان مميزة، ودرس تصميم الغرافيك في مدرسة الفنون الجميلة بطهران 1986، وحاصل على البكالوريوس في التصوير.الفنان بويا أريا نبور ولد في طهران عام 1971، وحاصل على الماجستير في الفنون التشكيلية، يستخدم ألوان الأكرليك في أعماله مقدماً رؤية جمالية من عالم الطبيعة، كما يبحر الفنان شهريار أحمدي في عالم التعبيرية وفن التجريد مستخدماً تكنيكاً مميزاً. من جانبها، تستخدم آزاده يدها في التلوين على سطح القماش، خصوصا عندما تعبر عن نزيف الدماء من الورود والقوالب الإنسانية المحطمة، وتفضل الرسم والتلوين على مساحات كبيرة.وتطرح الفنانة حرة يعقوبي قضايا المرأة التي تئن تحت وطأة قمع الحريات وظلم المتشددين للإبداع، من خلال حركة لونية ذات بعد يكمن داخل اطار اللوحة. يذكر أن مجموعة الأعمال المعروضة تعود لمبدعين معروفين عالمياً في الفن الإيراني المعاصر، هما برويز تناولي وصادق تبريزي، إلى جانب أعمال مبدعين بارزين من جيل الشباب المعاصرين: برباد جلشيري، شيده تامي، رضا آبديني، بورباد آرينابور، أزاده رزاق دوست، صادق تبريزي، شهريار أحمدي وحورا يعقوبي.
توابل - مسك و عنبر
فنون الخط وقضايا المرأة في أعمال تسعة فنانين في معرض الفن التشكيلي الإيراني بدار الفنون
23-11-2008