أعرب راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في الكويت القس عمانوئيل غريب، عن آماله في السماح للكنائس المسيحية في الكويت بقرع الأجراس وتعليق الصلبان أعلى قبابها وعلى واجهة أبوابها، شرط ألا يستفز هذا العمل مشاعر أي شخص أو يثير غضب أي إنسان.

Ad

راعي الكنيسة الانجيلية الوطنية في الكويت القس عمانوئيل غريب، أكد أن جميع مطالب الكنائس والمتعبدين المسيحيين في الكويت تكمن في موضوع واحد، ألا وهو زيادة عدد الأماكن المخصصة للعبادة، لأن مساحة الأماكن المتوافرة حالياً غير كافية، لاسيما أن أعداد المصلين في تزايد مستمر، واعتبر غريب أن هذا المطلب تحديداً هو لسان حال كل الطوائف والمذاهب المسيحية المقيمة على أرض الكويت.

صلبان وأجراس

وأضاف، الهدف الأساسي والرئيسي لقرع الأجراس داخل الكنائس هو لتذكير وتنبيه المصلين بأن هناك صلاة أو حدثاً ما سيقام الآن داخل الكنيسة، على سبيل المثال صلاة الجنازة على أحد المتوفين، لافتاً إلى أن قرع الاجراس كان مهما جدا في الماضي، إذ لم يكن هناك طريقة مسموعة وواصلة إلى جميع المصلين سوى الأجراس، ولكن من التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية وثورة وسائل الاتصال الحادث في العالم الآن، أصبح في الامكان الوصول إلى كل المتعبدين في كل مكان وفي أي وقت، من دون بذل أدنى جهد يُذكر، ويعد هذا أحد الجوانب الايجابية في عالم التكنولوجيا.

وأعرب غريب عن آماله في السماح للكنائس بقرع الأجراس وتعليق الصلبان أعلى قبابها وعلى واجهة أبوابها، شرط أن لا يستفز هذا العمل مشاعر أي شخص أو يثير غضب أي إنسان، كما علمنا الكتاب المقدس «الويل لمَن تأتي منه العثرات» ونحن لا نريد أن نكون حجر عثرة لأي شخص أو نتسبب في استفزاز مشاعر أي إنسان، مؤكداً أن التعبد داخل الكنائس ما يهمنا بالدرجة الاولى وهو حجر الأساس لنا، من دون أي تعصب أو شقاق.

ونفى غريب في حديثه لـ«الجريدة» وجود أي مرسوم أميري أو قرار من رئاسة مجلس الوزراء، صدر بشأن منع تعليق الصلبان أعلى واجهات الكنائس أو دق الأجراس، والمسألة لا تتعدى مراعاة شعور الآخرين، وبعض الاعراف والعادات التي نشأنا عليها، واستطرد قد يكون مَن سبقوني في رعاية الكنيسة وجهت إليهم قرارات شفهية أو مكتوبة بمنع تعليق الصلبان وقرع الأجراس ولكني شخصياً لم يصل إلي أي قرار شفهي أو مكتوب يتعلق بهذا الموضوع.

تقرير الخارجية الأميركية والحريات

وعن تقرير وزارة الخارجية الأميركية الذي أشار إلى تراجع وتقليص مساحة الحريات الدينية في الكويت قال غريب: نحن نحترم تقرير الخارجية وزارة الأميركية، ولكن هذه وجهة نظرهم الخاصة، أما من وجهة نظري لا أرى أي تراجع، والوضع حتى الآن جيد، وتعامل الدولة مع جميع الكنائس الموجودة على أرض الكويت ممتاز، وأختلف مع تقرير الخارجية الأميركية، وخير دليل على ذلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الكويت كنيسة مار مرقص الرسول، التي لزم إزالتها نظراً إلى حاجة الدولة الماسة إلى الأرض التي كانت مقامة عليها الكنيسة، استكمالاً لمشروع الدائري الاول، لافتاً إلى أن الدولة خصصت مكانا للكنيسة قبل البدء في عمليات الإزالة يقع في منطقة حولي، بلغت مساحته 6500 متر مربع تقريباً، هذه المساحة الجديدة عشرة أضعاف مساحة المبنى المهدوم التي كانت عليه الكنيسة قبل ذلك، ويحسب هذا العمل للدولة وقياداتها.

وبيَّن غريب أن مجلس الوزراء خصص مبلغ 270 ألف دينار لإقامة مكان مؤقت أو خيمة للكنيسة القبطية الارثوذكيسة في منطقة حولي، للاستمرار في ممارسة العقائد والشعائر الدينية دون توقف حتى الانتهاء من عملية تشطيب المبنى واستكماله نهائياً وتسليمه للكنيسة، وهذا يؤكد أن نظرة الحكومة وتوجهاتها بشأن حرية ممارسة العقائد والشعائر الدينية لن تتغير عن السابق، مستبعداً وجود تراجع في مساحات الحريات الدينية في الكويت وهناك تقدم ولكنه بطيء.

الكنيسة والدعم المادي

ونفى غريب تلقي الكنيسة منذ نشأتها لأي دعم مادي مباشر من قبل الدولة، وقال، ما لا نستطيع تجاهله هو كرم وجود أهل الكويت وإخواننا المسلمين، والتبرعات التي يرسلونها إلى الكنيسة عندما يكون هناك مشروع قائم أو مشروع سيتم البدء فيه، معرباً عن مدى تفاؤله بالوضع الراهن لأنه وضع يبشر بالخير في المستقبل.