أسرته الصحراء برمالها وناسها، امتزج لديه الواقعي بالسحري، فكتب روايته «الفاعل». الأديب المصري حمدي أبو جليل الذي فاز أخيراً بجائزة نجيب محفوظ، والذي اعتبر البعض أنه كسر قواعد تلك الجائزة... ماذا يقول عن روايته؟

Ad

ماذا يمثّل لك الفوز بجائزة نجيب محفوظ؟

فوجئت بهذا الفوز لأن لجنة التحكيم ضمّت كبار النقاد في الساحة الثقافية. أسعدتني فعلاً جائزة صاحب نوبل الراحل - الباقي نجيب محفوظ، لأنه الأب المؤسس والروحي لمعظم كتّابنا. بالإضافة الى أنها شكّلت فرصة أمامي للتصالح مع كتاباتي.

الجائزة تذهب بالتداول الى كاتب عربي ثم الى مصري وكان مقرراً أن ينالها أديب عربي هذا العام، لكنها ذهبت إليك، ما تعليقك على أنك كسرت تقاليد الجائزة؟

الأفضل للجائزة أن ترتبط بالعمل وليس بشخص الكاتب، وبذلك يكون العمل الإبداعي هو الحكم الرئيس في الفوز.

الى أي مدى تهتم بترجمة كتاباتك؟

سعدت بترجمة «لصوص متقاعدون» و{الفاعل» إلى لغات أجنبية، لأن الترجمات تشدّ من أزر الكاتب مادياً ومعنوياً، لكن لا تعنيني كثيراً قراءة أعمالي بلغات أخرى لأنني أنشرها لقراء العالم العربي. أشير هنا الى أن المسؤولين عن الترجمات قريبون من الوسط الثقافي ويتعاطفون مع نوع محدد من الأدب دون غيره، فيما مسألة توزيع الكتاب تحتاج إلى تاجر، وليس متعاطفاً مع هذا الأدب أو ذاك، وتلك هي مآسي الترجمة.

في أعمالك يأتي سلوك أشخاصك منحرفاً ووحشياً!

لم أتقصّد إظهار أبطالي وشخصياتي بهذا الانحراف، لكن أعمالي وخصوصاً رواية «لصوص متقاعدون» محاولة لفهم الكيان الإنساني بموضوعية، ما يجعلها تتسع لتأويلات عدة.

قال البعض إنك تناولت عائلتك بالسخرية في روايتك «الفاعل»؟

السخرية ليست من العائلة، وإن لاحظ البعض ذلك فأنا لم أقصده، لكن تناول موضوع الرواية بحياد وموضوعية شديدة يجعلها تتسع لتأويلات عدة.

قلت في الفصل الأخير من «الفاعل «إنك لا تكتب رواية بل تلعب بالكلمات»، ماذا كنت تقصد؟!

كانت اللغة هي شاغلي الأكبر في هذه الرواية، وقد جاءت منحرفة عن الشكل المتعارف عليه في الروايات عموماً، لأنني اقتنعت بأن حياة شخصياتي وقتية وعابرة.

التداخل بين الفصحى والعامية واللهجة البدوية، ألا يُحدث ذلك لبساً ما لدى القارئ؟

قصدت بذلك إضاءة النص، وليس إحداث لبس، فمن دون التضافر بين هذه اللهجات ستغيب أمور كثيرة عن القارئ. واللهجة إحدى سمات تحديد الهوية الإنسانية، والكتّاب المصريون ينفردون بلغة عامية متحضّرة مفهومة من المجتمعات العربية كافة.

لكن بعض الكتّاب أشار الى أن تداخلات الفصحى والعامية لم تكن موفّقة؟

لا تهمني مثل هذه الاتهامات. «الفاعل» تجربة أدبيّة، أما الرواية الحقيقية فستكون عملي المقبل.

قدمت عالم البدو، ما رأيك في الأدباء الذين يكتبون ضد هوية بلدهم؟

الهوية التي يهددها كتابان أو أكثر ضعيفة، وأتخلى عنها فوراً. اتهمت سابقاً والكاتبة ميرال الطحاوي والكاتب «السجين» مسعد أبو فجر بالكتابة ضد الهوية المصرية.

تبدأ روايتك وتختتم بمقولة الروائي إبراهيم منصور «البعض معه فكة، والبعض ليس معه فكة، وهكذا الحياة»، ما أهمية تلك العبارة؟

الكاتب إبراهيم منصور هو الشخصية الوحيدة التي تعيش في داخلي، وهو قائد التحوّلات الأدبية في اللحظة الراهنة، علاوة على أنه أب روحي ومحرّك ثقافي كبير.

ما رأيك في كتابة الذات واختفاء القضايا الكبرى؟

كتابة الذات بدأت مع نجيب محفوظ واستمرت بعده، فالذات تعطي انطباعات قوية في الكتابة، وأعتقد أن هذه السيطرة ترجع إلى هموم الكاتب الفردية، لذا أفضّل الكتابة عما أعرفه. عموماً، ابتعد الشعر عن تلك القضايا الكبرى وتبعته الرواية لأنها أكثر الفنون التصاقاً بالإنسان.

هل قصدت أن تكتب التاريخ في «القاهرة شوارع وحكايات»؟

الكتاب مرجع تاريخي عن شوارع القاهرة وتراثها الفريد، إذ يتناول عصورها كلها وليس عهد الفاطمية فحسب. قررت إصداره خلال إعداد موضوع صحافي عن شوارع القاهرة، استوجب جمع كل ما يتعلق بالشارع من معلومات تاريخية وجغرافية وتراثية.

وجديدك؟

لدي رواية بعنوان «صاد شين» تدور أجواؤها داخل البيئة الليبية، عن بدو مصريين تم إغراؤهم بعد ثورة الفاتح وعانوا من مآسٍ كثيرة.