عشية صدور مرسوم الدعوة لانتخابات "أمة 2009"، وفي وقت لم يتطرق مجلس الوزراء في اجتماعه أمس الى الانتخابات الفرعية وكيفية التصدي لها، تبلورت الى حد كبير خريطة الترشيحات لخوض الانتخابات في الدوائر الانتخابية الخمس، فيما استكملت القبائل مشاوراتها للبدء في عملية التصفية بين مرشحيها.

وبينما علمت "الجريدة" من مصادر مطلعة أن "وزارة الداخلية ستستمر في رصدها ومتابعتها للفرعيات بنفس أسلوبها خلال الفترة الماضية، أكدت المصادر أن "المراقبة الأمنية تشمل كالمعتاد عملية شراء الأصوات التي بدأ سماسرتها من الجنسين بالنشاط خلال هذه الأيام".

Ad

واوضحت ان "الداخلية لديها معلومات كافية ووافية عن هؤلاء السماسرة لكنها ترغب في القبض عليهم متلبسين وبشهادة مصادرها الخاصة"، مؤكدة أن "وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد أعطى تعليمات صارمة بضرورة تطبيق القانون على الجميع دون استثناء".

وعلى صعيد الانتخابات الفرعية، تبذل اللجان المنظمة لها مساعيها الأخيرة لملمة "الصفوف" والخروج بآراء موحدة تحول دون التشتيت الذي أصابها ولا يزال، من خلال التشكيك في رؤساء اللجان والاعتراض على آلية الفرعية من جهة، وكذلك رغبة عدد من المرشحين بخوض الانتخابات العامة كمرشحين مستقلين لتعارض الفرعية مع مبادئهم ومع القوانين الرسمية.

وإذ تدور بقوة عجلة الاجتماعات القبلية لحسم موضوع التصفية بين مرشحي القبائل هذا الأسبوع من خلال الاتفاق على آلية التصويت وأعداد المرشحين، ينتظر أن تجري قبيلة مطير في الدائرة الرابعة فرعيتها العامة في اليومين المقبلين بمشاركة 27 مرشحاً، يتوقع أن تجري قبيلة العوازم في الدائرة الخامسة فرعيتها خلال 48 ساعة من صدور مرسوم الدعوة الى الانتخابات. وقالت مصادر مطلعة إن "التصويت في فرعية العوازم سيكون بورق وصناديق لاختيار أربعة مرشحين لخوض الانتخابات"، مشيرة الى أن "قبيلة عنزة في الدائرة الرابعة ستجري فرعيتها هذا الأسبوع بمشاركة مرشحي القبيلة باستثناء النائب السابق عسكر العنزي الذي أعلن رفضه الدخول في تشاورية القبيلة".

أمّا قبيلة العجمان في الدائرة الخامسة، فذكرت المصادر أنها ستقوم بتأجيل انتخاباتها الفرعية التي كان مقرراً عقدها الأربعاء المقبل، الى يوم السبت المقبل "إذا استمر احتجاز مرشح القبيلة خالد الطاحوس حتى يوم غدٍ الثلاثاء". وأضافت المصادر أن "القبيلة لا تزال تراوح بسبب امتعاض عدد من المرشحين من سطوة المال السياسي الذي يستخدمه بعض المرشحين المقتدرين مالياً"، مشيرة الى أن "الفرعية، في حال عقدت، ستشهد منافسة قوية للنواب الأربعة (في المجلس المنحل)". وبينت أن "حظوظ شخصيات كالدكتور مهدي حسن العجمي وخال العدوة كبيرة في اختراق قائمة القبيلة هذا العام".

الى ذلك، أنجزت القوى والتيارات السياسية قوائم بأسماء مرشحيها للانتخابات المقبلة، اذ برزت معلومات عن تنسيق وتحالفات بين هذه التكتلات السياسية في بعض الدوائر الانتخابية.

وكشف مصدر متابع عن "تنسيق وتحالف يجرى الترتيب له بين الحركة الدستورية الاسلامية (حدس) وبعض المرشحين الاسلاميين المستقلين في الدائرة الثالثة"، لافتا الى  أن ثمة مشاورات لإجراء تحالف بين مرشحي "حدس" واثنين من المرشحين الإسلاميين المستقلين لتبادل الأصوات كلٌ على حدة. فيما استبعد برلماني سابق أن يكون ثمة تحالفات رسمية معلنة في هذه الدائرة. وقال لـ"الجريدة" ان "الدائرة الثالثة دائرة الأقوياء وعندما تعلن تحالفك مع مجموعة معينة فإنك استعديت الآخرين، لذلك فإن التحالفات المعلنة معدومة وغير واردة".