أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الرجل بعد الخمسين يصل إلى قمة الرومنسية، ويتميز في ذلك عن الشباب الذين يعيشون في الظروف نفسها. هل تنطبق هذه المعادلة على الزوج العربي؟ «الجريدة» استطلعت آراء بعض الرجال وخبراء النفس والاجتماع. خلال سنوات الزواج الأولى، يخفق الرجل في البحث عن أفضل سُبل التعامل مع زوجته ويبقى همه الأكبر توفير حياة كريمة. في هذا المجال، يؤكد محمد عبد المحسن (مهندس، 52 عاماً) أن «الرومنسية لدى الرجال تزيد بعد الخمسين وكذلك الاستقرار الأسري والحب الذي يكتمل في هذه المرحلة بسبب الاحتياج المتبادل والشعور بالأمان. بعد سنوات الزواج الطويلة، يعرف الرجل جيداً متطلبات المرأة وما يسعدها ويحزنها، فيختار أسلوب التعامل الأمثل، وتدفعه رغبته في تجنّب النكد الزوجي الى استخدام الرومنسية». أما محمود حنفي (موظف، 61 عاماً) فرأيه مغاير تماماً، يصف تجربته قائلاً: «نسبة الرومنسية لدي لم تزد عن مرحلة الشباب، بل، على العكس، القلق على مستقبل الأبناء والحزن على حالهم وعدم استقرارهم استحوذا على عقلي الذي فرغ من الرومنسية تماماً».يعتبر حنفي أن المشاعر العاطفية أخذت حقها في فترة الشباب: «أيامنا لم تكن صعبة مثل زمن أبنائنا، لذا ننسى أنفسنا ونحاول مساعدتهم قدر المستطاع فضاعت الرومنسية المتبقية من الزمن الجميل. الرجل الشرقي عموماً لديه هدف أسمى تشاركه فيه الزوجة في مرحلة ما بعد الخمسين وهو الحفاظ على استقرار الأسرة والتفكير في مستقبل الأبناء، وعلى رغم ذلك عندما أقارن نفسي بشباب الآن أجدني أكثر رومانسية منهم».في سياق متصل يبدي خالد توفيق (محاسب، 53 عاماً) رأيه بالدراسة البريطانية التي بيّنت أن الرجل يصبح رومانسياً بعد الخمسين، موضحاً: «أجريت الدراسة على رجال ليست لديهم هموم الرجل العربي مثل البحث عن الرزق ومشاكل الأبناء، فالرجل البريطاني يترك أبناءه في الثامنة عشرة من عمرهم، لذا من الطبيعي أن «يتفنّن» في الخمسين بالرومنسية». هموم ومشاكللا مكان للرومانسية بالنسبة الى توفيق «في مناخ مليء بالضغوطات، وحتى دوافع اتجاه الرجل إلى الرومنسية مثل الحفاظ على شبابه والخوف من انتهاء العمر وخلافه لا تأتي أصلاً في بال الرجل الشرقي المشغول بما هو أهم، خصوصاً أن زوجته غالباً هي المرأة العربية التي يتغير هدفها في الحياة بمجرد أن تصبح أماً، فلا تنتظر من زوجها الرومنسية، بل تأمين مستقبل أسرتها.لا يمانع توفيق تمتّع الأزواج ببعض مشاعر الرومنسية، مؤكداً في الوقت نفسه أن احتلال الرومنسية النصيب الأكبر من العلاقة بعد الخمسين، كما ذكرت الدراسة، غير دقيق وفيه تجاهل لهموم كل مرحلة ومتطلباتها، «فنحن كعرب نعيش الرومنسية بالقدر المسموح به في ظل ظروفنا القائمة، ومقارنةً بالشباب نحن أوفر حظاً لأننا عشنا أوقاتاً من الرومنسية في مقتبل حياتنا لن يستطيع شباب اليوم التمتّع بها بسبب المشاكل المادية».رأي علميعلّقت د. سامية الساعاتي (أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس) على الدراسة، قائلة: «يفتقر الشباب اليوم الى الرومانسية، نظراً الى ضغوط الحياة والظروف الاجتماعية المعقدة والإمكانات التي تكاد تكون منعدمة، أما رجل ما بعد الخمسين الذي انتهى من بناء أسرته ووصل بعدد كبير من أبنائه الى بر الأمان في التعلّم وتأمين المستقبل، فيجد للرومانسية حيزاً واسعاً، خصوصاً أنه اكتسب خبرة في متطلبات المرأة العاطفية وطرق جذبها إليه سواء باستخدام العبارات أو الهدايا وخلافه. بالإضافة الى أن بعض الرجال يرى أن من حق زوجته بعد كفاحها الطويل قضاء ما تبقى من العمر في جو من الرومانسية».بدورها ترى د. نسرين بغدادي (أستاذة علم النفس في جامعة القاهرة) أن «الرجل في هذه السن يخشى ضياع العمر وعدم رغبة المرأة فيه سواء كانت زوجته أو المرأة عموماً، ما يجعله نفسياً يتجه الى إتقان أساليب الرومانسية، وقد يلجأ إلى ارتداء الملابس الشبابية، محاولاً تعويض ما ضاع من جاذبيته ومنافسة الشباب على المرأة، لأن لديه إمكانات مادية وخبرة في التعامل، ليصبح هذا الهدف هو مشروع ما تبقى من عمره».تضيف بغدادي: «يخاف الرجل في هذه السن الدخول في حالة اكتئاب بعد انصراف الأبناء الى حياتهم الخاصة، فيميل إلى الهدوء وكسب محبة الناس، خصوصاً المرأة، بأسلوب رومانسي». كذلك توضح أن ميل الرجل إلى الرومانسية سببه أيضاً تجنّب الوضع الصحي السيئ، إذ يصاب الشخص العصبي بعد الخمسين بأمراض كثيرة.
توابل - علاقات
زوجكِ... رومنسي بعد الخمسين!
19-11-2008