Ad

بدأت في أدوار بطولية لكنها راهنًا تحلّ ضيفة في المسلسلات اللبنانية، فيما تؤدي أدوار البطولة في أعمال عربية، وتعزو ذلك الى ثقافتها واطلاعها ورفضها الشواذ، ما أدى الى استبعادها. فضلت الممثلة اللبنانية ميرنا مكرزل خسارة بعض الأدوار بدلاً من خسارة كرامتها. عن عتبها على الحال الفنية في لبنان وأعمالها الجديدة، تحدثت الى «الجريدة».

هل يمكن أن تعطينا نبذة عن مسيرتك الفنية؟

درست التمثيل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي في جامعة القديس يوسف في بيروت، وشدد أساتذتنا حينها على ألا نعمل مع تلفزيون لبنان، الذي طلبنا للعمل، بحجة أننا متفوقون ولا يجب أن ندخل في إطار غير مناسب، إلا أننا عملنا في السنوات الأخيرة من الدراسة في الدبلجة واكتشفنا أن كل شيء يدور في فلك التجارة وكنا نختلس العمل من دون علم إدارة الجامعة.

شاركت بداية في «ماشي الحال»، وهو مسلسل كوميدي من بطولة أحمد الزين وإخراج انطوان ريمي عرض على شاشة تلفزيون «الجديد»، وأديت فيه دور البطولة. تتالت بعد ذلك الأدوار التي أديتها وتنوّعت، اليوم، بعد 17 عامًا، أسأل لماذا تعبت في الجامعة وتخصّصت في التمثيل.

ما السبب؟ هل لأن كثيرين يمثّلون وهم غير اختصاصيين؟

طبعًا، لا ألومهم. وحده من يوظفهم يتحمل المسؤولية.

من هم هؤلاء الذين يتحملون المسؤولية بنظرك؟

لم أعد أعرف، إنهم مزيج من المنتجين والمخرجين والكتاب ومحطات التلفزة. نسير في اتجاه غير صائب، بعدما كنا في عصر ذهبي في لبنان أصبحنا في عصر القطن. خلال سبع سنوات، تطور الانتاج السوري وتخطى المصري فيما نحن نتراجع.

هل أنت عاتبة؟

تخطيت مرحلة العتب لأنني لم أعد أكترث لما يحصل. عندما اشاهد التلفزيون أضحك مما يعرض على المحطات.

بعدما شاركت في أدوار بطولة، لماذا تؤدّين أدواراً ثانوية؟

لا أؤدي أدواراً ثانوية بل ضيفة الحلقات، ما يعني أن القيمين على العمل لا يريدون التقليل من قيمتي الفنية ومن احترامي، وفي الوقت نفسه لا يقدمونني في دور البطولة، فيما يريدونني أن أؤدي دورًا صعبًا لا تستطيع اي ممثلة تقديمه. إضافة الى ذلك لا أقبل أن يرد اسمي في مرتبة عاشرة في لائحة الممثلين. كحدّ أدنى من الاحترام أطالب بمشاركتي كضيفة للحلقات.

لماذا استبعدت عن أدوار البطولة؟

لأنني مثقّفة وأطالع كثيرًا، وأميّز قدرات المخرج وحرفيّته. فضلاً عن أنني لا أقبل الشواذ والخطأ وأقول ما أفكر به، ولست من الأشخاص الذين يحبون تناول الغداء والعشاء للحصول على الأدوار.

هل بتلك الطريقة تحصل الممثلات على الأدوار؟

تلك الأمور موجودة في كل المهن، لست معقّدة ومنغلقة على ذاتي ولكن الممثلة التي ترفض تلك الأمور في بلدان أخرى تُحترم وتكمل عملها بشكل طبيعي، بينما في لبنان يحاولون تحطيمها ويضعون «فيتو» حول اسمها. كل ممثل حر في حياته الشخصية، كذلك أنا، لأنني لا أقبل أن أرتبط بعلاقات شخصية في مهنتي.

هل تحدّد أدوار البطولة نجومية الممثل؟

ليس بالضرورة، لكن 60% من الكتّاب في العالم العربي يكتبون لممثّل معيّن، بينما الصواب أن يكتبوا العمل وبعدها يقررون من هو الممثل الذي سيؤدي دور البطولة. قد يحقق أحد الأدوار الثانوية النجومية ويؤثر في الناس أكثر من دور البطل. في لبنان، تُكتب القصة لممثلين محددين ويركّب الكاتب الدور خدمة لهؤلاء.

هل يعتمدون على شخصية الممثل في تركيب الدور؟

بعضهم يفعل ذلك، وبعضهم الآخر يفشل. لذلك تختفي بعض شخصيات المسلسل فجأة من دون أن نعرف نهايتها، لأن الأحداث تبنى على بعض الشخصيات من دون سواها.

هل أنت راضية عن دورك في «غنوجة بيا»؟

بالطبع، مع أنه كان دوراً صعباً. لا أريد الحكم على العمل ككل، لكن في ما يتعلق بدوري لم يكن ليحمل حضورًا أطول لأنه قد يثير الملل عند المشاهدين.

إلى جانب التمثيل أي نشاط تمارسين، الكتابة أم الإخراج؟

الوقت ليس مناسباً للإخراج، في ما يتعلق بالكتابة مارستها منذ صغري. أعمل قليلاً في كل الميادين.

ما سبب غيابك؟

كنت أصوّر في دمشق «وهيك تجوزنا»، وهو مسلسل كوميدي يعرض في شهر رمضان المبارك، تتناول كل حلقة منه قصة، قدمت قصتين مع الممثل طارق تميم، عدا ذلك أعمل في إنتاج مسلسل سيصوّر في لبنان أواخر شهر سبتمبر (أيلول).

الا تأسفين لأنك تؤدين دورًا بطوليًا في دمشق فيما أنت مستبعدة في لبنان؟

كلا. لأنني ألمس في دمشق الاحترام والحرفية وعدم تذمّر فريق العمل والمعاملة الحسنة، بالإضافة الى أنه لا يمكن قول «لو» في العمل، من المنتج وصولاً الى العمال الذين يقدمون القهوة في مكان التصوير. ثمة شغف للمهنة وعمل مستمر من دون تذمّر في جو من التعاون والتآخي.

ما هي التحديات التي تواجه الممثل؟

يتعرض كثر لأمور غير صائبة ويعيدون الكرة. من ناحيتي لا أعمل مجددًا مع أشخاص لم أرتح في التعامل معهم ولو كنت سأموت جوعا. يتحدث بعض الممثلين في لقاءات صحافية عن الأخطاء والتجارب الفاشلة ولكنهم يعيدون الكرة من دون اتخاذ موقف مما يحصل. لو وقفوا ولو لمرة واحدة موقفاً رافضاً لذهب معظم المنتجين والكتاب والمخرجين الى منازلهم بسبب قلة حرفيتهم المهنية.

الا يؤثر موقفك هذا في مستقبلك المهني؟

كلا، لأنني أنام مرتاحة الضمير وكرامتي محفوظة. كرامتي أهم من المال والتحديات التي نواجهها هي بسبب غياب قانون مهني للتمثيل.

هل تهمّك هوية الممثلين الذين يشاطرونك العمل؟

تهمني هوية بعضهم، خصوصًا الذين أشاطرهم الأدوار. منهم من أحسب لهم الحساب لجهة التحدي الذي ينتظرني في التمثيل أمامهم ومنهم من لا أهتم لذلك أمامهم.

والمخرج؟

لم اكن أهتم بهويته سابقًا، بينما اليوم أهتم بهوية مساعده ايضًا لأنني أريد العمل وأنا مرتاحة نفسيًا.

مَن مِن الممثلين والمخرجين تتابعين أعمالهم؟

أتابع أعمال أصدقائي المقربين في سوريا وأصدقائي المعدودين في لبنان، لكنني لا أتابع التلفزيون بشكل مستمر لأنني عندما أشاهد الأعمال بعين ناقدة أنزعج من مستواها المتدني.

هل ترتبط استمرارية الممثل بوجوده الدائم على الشاشة؟

كلا، ما يحدد النجومية هو اختيار العمل المناسب، يحرق الظهور الدائم على الشاشة الممثل لأن المشاهد يمل منه، كذلك يجب أن يقدم الأدوار الجديدة دائمًا.

كيف تقوّمين المسرح والسينما والتلفزيون؟

لا وجود للسينما لأن شباك التذاكر في لبنان لا يغطي كلفة الفيلم السينمائي وثمة محاولات في المسرح ومثابرة، أما التلفزيون فينازع في انتظار دخوله الغيبوبة.

هل التمثيل في لبنان هواية ام مهنة ام وسيلة للشهرة؟

هواية وهذا متعارف عليه. لا يوجد في لبنان قانون مهني للتمثيل بعد.

أديت دور امرأة عجوز في مسلسل «الينابيع»، ألا يهمك أن تظهري جميلة في أعمالك؟

الجمال يخدم ولكن ليس دائمًا. المطلوب أن يكون لدى الممثلة شخصية خاصة. ممثلات هوليوود اللواتي يتقاضين أجرًا مرتفعًا لسن الجميلات بل اللواتي لديهنّ شخصية خاصة بهنّ.

لذلك ما يهمني هو كيف يخدم شكلي الدور الذي أؤديه. إن أردت تسويق نفسي كامرأة جميلة أستطيع نشر صوري على اللوحات الإعلانية من دون أن أضطر لحفظ دور صعب.

أين موقع لبنان في المسلسلات العربية؟

لا موقع له فضائيًا. يتم شراء المسلسل اللبناني إن كان مطعمًا بممثلين خليجيين ومصريين وسوريين فحسب. بالنسبة الى العرب لا تعني لهم المواضيع اللبنانية ويرون أن الاخراج ليس في المستوى المطلوب والتمثيل لا يطاق. أعمالنا لا تشبهنا، فإما نقلد الغرب ونفشل او نتجه الى الشرق وندخل في مواضيع لا معنى لها.