«مقلب حرامية» فيلم آخر تقدمه السينما المصرية، يدخل في نوعية أفلام التشويق والـ»أكشن». أخرج الفيلم سميح النقاش وكتبه وائل عبد الله وخالد جلال، وأدّت بطولته مجموعة من الممثلين الشباب إلى جانب الممثل القدير صلاح عبد الله، والذي يؤدي شخصية «جابر»، الرجل واسع الإمكانات والاطلاع على عناصر ارتكاب الجرائم الكبرى!يخطط «جابر» لاقتحام مطبعة البنك المركزي والاستيلاء على النقود الحقيقية ووضع أخرى مزيفة بدلاً منها، ويستعين في ذلك بمجموعة رجال في منتهى المهارة لكل منهم مهمة خاصة (هذا يفك الشفرة، وذاك يتعامل مع الإنذار... الخ). ويصل جابر إلى أولئك في مشاهد الفيلم الأولى، إنهم لصوص لكن ظرفاء! كما يبدو من روح الفكاهة في الفيلم، ومن «إفيهات» الشخصيات وموقفها.الممثلون الموهوبون الذين يؤدون أدوار اللصوص، هم: ماجد الكدواني، أحمد صلاح السعدني، محمود عبد المغني، شريف سلامة... أضف إليهم، الممثلة الشابة إيمان العاصي في دور شيرين، التي لا يتردد عمها جابر في إقحامها في العملية، على رغم أنه كالأب بالنسبة إليها.يخطط جابر للاستيلاء على الأموال كلها، وقتل المشاركين في العملية عن طريق تفجير السيارة التي تقلّهم. لكن شيرين تعلم وتنقذ أصحابها، ليس فحسب بسبب مشاعر الحب الجميلة التي بدأت تنمو بينها وبين «سيد» (محمود عبد المغني)، بل لطيبة شخصيتها منذ البداية.وأكثر ما يثير الاستغراب في «مقلب حرامية» أن هؤلاء الشباب يفرّون من مصر بما حصلوا عليه من أموال، وقد فقدوا واحداً منهم (ماجد الكدواني) لأنه قتل برصاص جابر في موقف الصدام قرب الختام. ولا ندري كيف وقع الفيلم في ذلك، فنحن قد نتفهم أو نتعاطف مع هؤلاء كـ»لصوص لكن ظرفاء»، شأن السينما المصرية والأجنبية في أفلام قديمة وحديثة، لكننا لا نستطيع أن نتفهم أو نوافق الفيلم على أن «الجريمة تفيد»، وقد أفادتهم جريمتهم فعلاً وأفلتوا بالغنيمة، وبدا أن الفيلم بنهايته الغريبة لا يجد في ذلك أي «غضاضة»!تراوح مستوى الفيلم بين مشاهد متقنة جذابة وخفيفة الظل، وأخرى مُنفّذة بسرعة وربما باستخفاف، لنصبح في النهاية أمام فيلم استهلاكي هدفه تمضية الوقت والتسلية.أعطى صلاح عبد الله شخصية جابر ملمحاً خاصاً، وأكد أحمد السعدني بدوره في في «مقلب حرامية» و»أعز أصحاب» (عرضا في الفترة نفسها) أنه موهبة جديدة تحتاجها السينما المصرية، ونشير هنا إلى شخصية الشاب المرح، خفيف الروح، غير الغارق في الفكاهة التي عرفتها السينما المصرية من خلال حسن يوسف وأحمد رمزي وغيرهما، وقد ورث خفة الظل والحضور من والده وآل السعدني وفي مقدمهم عمه الكاتب محمود السعدني. وبعد أدائه البارع في فيلم «كباريه» في العام الماضي، يقدم ماجد الكدواني أداء جيداً في «مقلب حرامية».وبدت الممثلة الجديدة إيمان العاصي لافتة في هذه التجربة، على رغم أن حصيلتها من الأدوار سواء في التلفزيون أو السينما لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وهي كذلك ممثلة تحتاجها السينما المصرية المعاصرة سواء لبراءة ملامحها، أو لمقدرتها على الأداء بأسلوب بسيط واقعي وإحساس صادق، وهي مقدرة قابلة للصقل، فمنذ شاهدناها للمرة الأولى في مسلسل «حضرة المتهم أبي» عرفنا أنها ستكون إحدى أبرز الممثلات في مصر.
توابل - سيما
مقلب حرامية... لصوص ظرفاء ولكن!
20-02-2009