تنوعت أعمال المصور الفوتوغرافي المصري جورج فخري بين الطبيعة والمساجد والآثار... إلا أنه برع في تصوير الموضة، خصوصاً تصاميم الأزياء والأكسسوارات، بحرفية الفنان المبدع الموهوب وخبرته، أحب الصورة فعشقته. في حوار مع «الجريدة» يحكي فخري عن مشواره مع الكاميرا.

Ad

متى بدأت موهبتك في التصوير؟

حينما كنت في المرحلة الإعدادية كانت لدى جدي كاميرا «فيليبس»، كنت أخرجها وأتفرج عليها ثم أعيدها ثانية إلى مكانها. في المرحلة الثانوية اشتريت كاميرا بالتقسيط وبدأت أصور أصدقائي والطبيعة والرحلات التي كنت أذهب فيها إلى الصعيد وسيناء، ما لبث أن تطوّر الأمر وأضحى هواية.

كيف انتقلت من مرحلة الهواية إلى الاحتراف؟

من خلال صقل تلك الموهبة بالدراسة. تخرجت في كلية الفنون التطبيقية عام 1990، بعدما درست التصوير الضوئي في قسم التصوير الميكانيكي والطباعة بالإضافة إلى التصميم. في ما بعد أفادني ذلك كثيرا في تصوير الإعلانات التي تركتُ فيها بصمة واضحة، إذ ركزت على المزج بين التصميم والتصوير. عام 2001 تركت مجال التصميم بعدما استفدت منه تماماً بما يخدم عملي في التصوير.

كيف استفدت من التصميم في مجال التصوير؟

في ضبط الأبعاد في الكادر، تحديد درجة نقاء الصورة بدقة متناهية، والتركيز على مواصفات الصورة من حيث الطباعة. كانت تلك التفاصيل مهمة جداً بالنسبة إليّ خصوصاً أنني تخصصت في البداية في تصوير المنتجات على اختلاف أنواعها.

تحمل صورك بصمة مميّزة، ما السر؟

أركز على دقة التفاصيل لإبراز المنتج أو المكان أو الشخصية التي أصوّرها. تؤدي الإضاءة وتوزيعها بشكل صحيح دوراً مهماً في ذلك. أكسبني اهتمامي بأدق التفاصيل خبرة كبيرة ومنحني فرصاً لم ينلها أي مصوّر، على ما أظن. تنوّع عملي بين تصوير المجوهرات والأزياء والأماكن مثل القرى السياحية والآثار والمناظر الطبيعية.. إلخ.

كيف كانت بدايتك الحقيقية مع الموضة؟

أحب توزيع الإضاءة بشكل صحيح، أبرع في ذلك ولديَّ أجهزة قوية للقيام بتلك المهمة الضرورية في عمل أي مصوّر متميز وناجح. طلب مني ذات مرة أحد أصدقائي تصويره مع خطيبته، وبالفعل صوّرته مجموعة من الصور وحينما رأتها المصممة المصرية المعروفة سهير مسعود انبهرت بها، هكذا بدأت تجربتي معها في تصوير موديلاتها الجديدة، وكانت النتيجة رائعة، تلقيت عروضاً بعد ذلك في مجال الموضة. لمسعود الفضل إذ أصرت أن أخوض هذا المجال. نجحت وأضحى اسمي معروفاً في أوساط الموضة والأناقة والجمال.

ما هي الطريقة التي تعتمدها في تصوير العارضات. هل تتدخل في وقفتهن أو طريقة عرضهن للفستان؟

أعتمد العفوية في تصويري. لو أن معي «ستايلست» يكون الوضع أفضل ولكن هذا لم يحدث في عملي من قبل. كنت أصور ذات مرة عارضة ملامح وجهها «Wild»، فاقترحت أن ترتدي فستاناً يلائم ملامحها تلك وبالفعل أنجزت صوراً رائعة. يجب أن يتوافق الزي مع ملامح الفتاة وشخصيتها لتخرج الصورة صادقة وتلقائية من دون تكلّف.

أي من هذه التفاصيل تركز عليه في التصوير: الفستان، العارضة، الخلفية؟

يكون التركيز أكثر على الفستان، لأن الهدف من الصورة هو القطعة نفسها سواء كانت مجوهرات أو أزياء ولا يهمني إن كانت العارضة جميلة أو لا. بالنسبة إلى الخلفية، أختارها بسيطة للغاية لتذهب العين إلى الفستان مباشرة.

إلى جانب مسعود، ما هي الماركات المعروفة التي عملت معها؟

موباكو {Mobaco».

هل قدمت مجموعات صور مع خبراء ماكياج؟

صورت أدوات ماكياج من ماركات عالمية معروفة كإعلانات مثل «جونسون» و{لونا» و{Sara»، وطُلب مني تصوير فتيات أثناء تنفيذ الخبراء لمكياجهن لكنني اعتذرت إذ كنت مشغولاً بتصوير الأزياء في ذلك الوقت.

ماذا عن تصويرك للمجوهرات؟

من الضروري أن تكون الإضاءة حساسة جداً في حالة الألماس، إذ يجب أن تبرز سطح الحجر نفسه بإضاءة مناسبة كي لا يبدو كالزجاج. أفضّل اختيار خلفيات بيضاء أو سوداء، حسب نوع الخاتم أو قطعة الأكسسوار التي أصوّرها.

هل تحرص على متابعة جديد خطوط الموضة؟

بالطبع، وفق رؤيتي كمصور فوتوغرافي، أحرص على متابعة مواصفات الصورة نفسها أكثر من القطعة، لأن الأخيرة هي مهمة الستايلست وليس المصوّر. عموماً لي رؤية خاصة جداً في عملي. أتابع مجلات الموضة العالمية وأستفيد من التكنيك المتبع فيها على مستوى التصوير. منذ صغري راسلت السفارة الألمانية وكانوا يرسلون لي مجلات ألمانية تعج بصور الموديلات. خزّنت ذلك في ذاكرتي وأفادني كثيراً في التصوير بالتكنيك ذاته، إذ تشكل لديَّ مخزون بصري جيد على مدار سنوات طوال.